تصاعدت الأصوات المطالبة بضرورة تدخل الفاف، لاتخاذ قرار عاجل يقضي بالتوقيف الفوري لبطولة الأصناف الشبانية على مستوى إقليم رابطة قسنطينة الجهوية، وذلك بعد "الحادثة" التي وقعت أول أمس، بملعب علاق عبد الرحمان بعين فكرون، أين تعرض حارس أشبال نجم بني والبان لوعكة صحية، نتجت بالأساس عن عدم قدرته على مقاومة الحرارة القياسية التي جرت فيها المباراة، مما استوجب نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، ووضعه تحت العناية المركزة، في الوقت الذي قاطعت فيه إدارة اتحاد سطيف لقاء الأواسط، بينما تبقى فوضى عارمة تطبع برمجة المباريات الخاصة، بفرق الجهوي للفئات الشابة.
وصنعت قضية تعرض حارس نجم بني والبان لفئة الأشبال قروط فارس، لضربة شمس في المباراة التي جمعت فريقه بالمستضيف شباب عين فكرون الحدث أول أمس، لأن السقوط المفاجئ لهذا الشاب على أرضية الميدان، استدعى تدخل عناصر الحماية المدنية على جناح السرعة، ليتقرر نقله إلى مستشفى عمر حمودة بعين فكرون، حيث تم وضعه تحت العناية المركزة، قبل أن يقرر الطاقم الطبي منحه عطلة مرضية مدتها 7 أيام، ولو أن هذه الحادثة أدت إلى توقيف اللقاء، بسبب عدم قدرة أي عنصر على مواصلة اللعب، في حين أخدت القضية أبعادا أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سيما بعد إطلاق الشبان صرخة استغاثة على المباشر من ملعب "عبد الرحمان علاق" بعين فكرون، يناشدون من خلالها أصحاب القرار في المنظومة الكروية بالتدخل، وإنقاذهم من "الجحيم" الذي أصبحوا يعيشونه، لأن إجراء مقابلات رسمية في فصل الصيف، وتحت حرارة قياسية يشكل خطرا كبيرا على حياتهم.
وأكد الأمين العام لنجم بني والبان فرحات طورش في اتصال مع النصر، بأن الحادثة التي وقعت بملعب عين فكرون وضعت الكثير من الأطراف أمام ساعة الحقيقة، لأننا ـ كما قال ـ " لم نعد قادرين على تحمل أي مسؤولية إزاء قضية بطولة الأصناف الشبانية، وقد طرقنا جميع الأبواب بحثا عن حل ميداني ناجع، يراعي الظروف العسيرة التي تجرى فيها المنافسة في فترة "استثنائية"، لكن نداءات الاستغاثة التي أطلقناها لم تجد آذانا صاغية، لأننا راسلنا رابطة قسنطينة الجهوية، والتي تجردت من المسؤولية، ووجهتنا إلى رابطة ما بين الجهات، التي كان رد مسؤوليها بأن تنظيم بطولة الشبان يبقى من صلاحيات الرابطات الجهوية، بدليل أن رابطة ما بين الجهات تدفع للرابطات الجهوية مبلغ 45 مليون سنتيم عن كل فريق، وهو ما يمثل حقوق الانخراط في البطولة بالأصناف الشبانية الثلاثة، لتكون مراسلة الفاف الخيار الحتمي بحثا عن رد فعل إيجابي، إلا أننا مازلنا نتخبط في البرمجة "الجهنمية" للمنافسة، والرزنامة المتبقية تتضمن 8 جولات أخرى، لكن ما حدث في عين فكرون كان بمثابة إنذار مسبق يحتم علينا اتخاذ كامل الاحتياطات، حتى لو استوجب الأمر مقاطعة ما تبقى من البطولة حفاظا على سلامة شباننا".
اتحاد سطيف يقرر المقاطعة
وفي سياق متصل، فقد أصرت إدارة اتحاد سطيف على مقاطعة بطولة الأصناف الشبانية، بسبب الإشكاليات القانونية التي طفت على السطح، وذلك بعد تمسك الرابطة المكلفة بتنظيم المنافسة بقرارها القاضي بضرورة مواصلة البطولة، وقد بررت إدارة "القرونة" موقفها بإقدام الفاف على سحب كل إجازات اللاعبين الهواة بجميع الأصناف من المنصة الرقمية، تزامنا مع إسدال الستار على الموسم الكروي في كل الرابطات على مستوى الوطن، باستثناء بطولة الشبان في رابطة قسنطينة الجهوية، بصرف النظر عن إشكالية تأمين اللاعبين، لأن العقود المبرمة مع شركات التأمين تنتهي في أواخر جوان الجاري، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بالمسؤولية المدنية على كاهل رؤساء الأندية في حال وقوع أي حادث، وعليه فقد قررت إدارة الاتحاد السطايفي عدم مواصلة بطولة الشبان، لتكون بذلك الفرق الثمانية التابعة إقليميا لرابطة قسنطينة الجهوية، والناشطة في قسم ما بين الجهات قد أعربت عن رغبتها الكبيرة في التوقيف الفوري لمنافسة الشبان، دون مراعاة امتداد هذا الإجراء على صنف الأكابر، لأن الإشكالية في جورها انطلقت من تركيبة الفوج، بعد اعتماد منافسة في مجموعة تتشكل من 14 فريقا، الأمر الذي جعل الرزنامة بالنسبة لهذا الفوج تمتد على مدار 26 جولة، مازالت منها 8 جولات.
مواجهات دون حكام وتجرى على «بياض» !
من جهة أخرى، فإن قضية الشبان في رابطة قسنطينة تمتد أيضا إلى فرق البطولة الجهوية بقسميها الأول والثاني، لأن المنافسة تبقى متواصلة، بريتم "استثنائي"، من خلال إقدام اللجنة المختصة على برمجة المباريات، لكن دون تعيين حكام رسميين، الأمر الذي فسح المجال أمام مسيري الفرق للاكتفاء بملأ أوراق المقابلات فقط، وتبادلها فيما بينهم، دون إحضار اللاعبين، من خلال تسجيل الحضور الإداري للفريق، وإرسال نسخ من أوراق المباريات إلى الرابطة الجهوية، تتضمن النتائج الفنية، وهو "السيناريو" الذي تسير على وقعه أغلب اللقاءات، في ظل رفض الرابطة الاستجابة لمطلب رؤساء الفرق القاضي بوقف المنافسة، ولو أن بطولة الشبان بالنسبة لفرق الجهوي مازالت منها 3 جولات.
عرزور: مهمتنا لا تتعدى التنظيم وسنواصل إلى آخر جولة !
اتصلت النصر أمس، برئيس رابطة قسنطينة الجهوية أحسن عرزور للاستفسار عن تطورات هذا الملف، فكان رده على النحو التالي: " لقد تلقيت اتصالا من رئيس نجم بني والبان عزوز طبو أخبرني فيه بتعرض لاعبيه لضربات شمس نقلوا على إثرها إلى المستشفى، لكن هذا الأمر لا يدفعني لاتخاذ قرار توقيف البطولة، لأن الرابطة الجهوية ليست مسؤولة عن هذه المنافسة، بل أن مهمتنا منحصرة في التنظيم فقط، وعليه فإن مطلب توقيف بطولة الشبان قبل نهايتها يوجه لهيئات أعلى، سواء رابطة ما بين الجهات، الفاف، أو حتى المديرية الفنية الوطنية، وعليه فإننا مجبرون على مواصلة برمجة المقابلات إلى غاية آخر جولة من الرزنامة، مادامت القضية لها انعكاس على ترتيب الأكابر، وحسابات السقوط من قسم ما بين الجهات مرتبطة بهذه المنافسة، مما يحول دون إقدامنا على تحمل مسؤولية قرار يبقى خارج صلاحياتنا القانونية".
صالح / ف