أعرب رئيس نصر الفجوج أمين سالمي عن ارتياحه الكبير للوضعية التي يتواجد فيها فريقه، وأكد بأن الفترة الراهنة تعد الأفضل منذ صعود «النصرية» إلى قسم ما بين الجهات، خاصة بعد التخلص من شطر كبير من إرث الديون التي كانت متراكمة، فضلا عن ظهور مؤشرات بإمكانية الاستقبال في الفجوج الموسم القادم.
وأشار سالمي في حوار خص به النصر، إلى أن رفع عارضة الطموحات عاليا يبقى مشروعا، بالنظر إلى المعطيات الميدانية، مما جعله يبدي الكثير من التفاؤل بشأن القدرة على التنافس على ورقة الصعود، وتنصيب اللعب في الرابطة الثانية، في خانة الحلم الذي أصبح قابلا للتجسيد على أرض الواقع.
*كيف تقيّمون مشوار الفريق الموسم الفارط؟
هذا التقييم كان محور أشغال الجمعية العامة التي عقدناها مؤخرا، وقد كانت التزكية بالإجماع على الحصيلة الأدبية، لأننا كنا قد سطرنا ضمان البقاء في قسم ما بين الجهات كهدف رئيسي، وتحقيق المبتغى كان بكل أريحية، بدليل أن فريقنا لم يدخل إطلاقا دائرة الحسابات، على اعتبار أننا أنهينا مرحلة الذهاب برصيد 18 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن عتبة السقوط، والانتفاضة كانت في النصف الثاني من المشوار، مما سمح لنا بجمع 42 نقطة كرصيد إجمالي للموسم، وهو ما نصبنا في المركز الخامس في الترتيب النهائي، مع ترسيم النجاة من شبح السقوط قبل 3 جولات من نهاية المشوار، ولو أننا ارتأينا منح الفرصة للعديد من العناصر الشابة في الثلث الأخير من الموسم، الأمر الذي نعتبره مكسبا ثمينا.
*نفهم من هذا الكلام أنكم مرتاحون للوضعية التي يتواجد فيها الفريق في الفترة الراهنة؟
الارتياح للنتائج المسجلة ميدانيا لا يقتصر على الأكابر فقط، بل إن إستراتيجيتنا في العمل ترتكز أيضا على الشبان، لأن نصر الفجوج يشتهر بالتكوين والعمل القاعدي، لذا فإن توجهنا كان عبر الاهتمام بالفئات الصغرى، لاسيما بعد تلقي الضوء الأخضر للاستقبال في ملعب الفجوج، بعد انتهاء أشغال تفريش الأرضية بالعشب الاصطناعي، وهو قرار خلصنا من الكثير من المتاعب، وساهم بشكل كبير في ظهور الأصناف الشبانية الثلاثة، بوجه يتماشى والسياسة التي كنا نراهن عليها، بدليل أن الأصاغر توجوا باللقب في فوج الامتياز لرابطة عنابة الجهوية، بينما أنهى الأشبال موسمهم في المركز الثاني، في حين احتل الأواسط الصف الثالث، فضلا عن النجاح في بلوغ الدور 16 لمنافسة كأس الجزائر، وهي نتائج تكفي بإبداء الكثير من الارتياح، مادام خزان النادي يتوفر على مادة خام، يمكن الاستثمار فيها بعقلانية.
*وماذا عن الوضعية المالية للنادي، لأن إشكالية الديون كانت أكبر هاجس في سابق المواسم؟
أبرز ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن إعانة البلدية كانت بمثابة قارورة الأوكسجين التي أنقذت «النصرية»، من شبح الاندثار النهائي من الساحة الكروية الوطنية، لأن الجميع يعلم بأن النادي لم يتحصل على أي سنتيم كدعم من البلدية على مدار 3 سنوات متتالية، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر الديون، لكن المجلس الجديد تفهّم الوضعية، وقرر منح دعم مالي للفريق بقيمة 2 مليار سنتيم، وهو القرار الذي أخرجنا من عنق الزجاجة، بعد تسديد شطر كبير من الديون التي ظلت عالقة لعدة مواسم، دون تجاهل إعانتي المجلس الولائي ومديرية الشباب والرياضة، بقيمة إجمالية تلامس عتبة 1,1 مليار سنتيم، وعليه فقد كان مشوارنا لهذا الموسم الأفضل من جميع الجوانب، بعد تقلص حجم الديون بنسبة كبيرة جدا.
*في ظل هذه المعطيات، ما هي نظرتكم لمستقبل الفريق في قسم ما بين الجهات؟
لن أكون مبالغا إذا قلت بأن الوضعية الحالية تجبرنا على رفع عارضة الطموحات عاليا، والمراهنة على ورقة الصعود إلى الرابطة الثانية، لأن مقومات النجاح متوفرة، لاسيما بعد الوعود التي تلقيناها من «المير»، والقاضية برصد إعانة مالية تفي بالغرض من ميزانية البلدية خلال السنة الجارية، فضلا عن استئناف أشغال تأهيل ملعب الفجوج وفق برنامج استثنائي، يكفي لضمان إجراء المباريات الرسمية في هذا الملعب، وذلك بعزل الورشة كلية عن حجرات الملابس وأرضية الميدان، لأن تجسدي هذا الأمر ميدانيا سيسمح لنا بالعودة للعب في عقر الديار، بعد 11 سنة أجبرنا فيها على استقبال ضيوفنا سواء بهيليوبوليس أو قالمة، والاستقبال في الفجوج سيعطي الفريق دفعا آخر، سواء من حيث الدعم الجماهيري، أو حتى الحالة المعنوية للاعبين، بصرف النظر عن الخبرة الكبيرة التي اكتسبها فريقنا في هذا القسم، لأننا أصبحنا من الزبائن التقليديين لبطولة ما بين الجهات في فوج الشرق، ومعرفة خبايا المنافسة، يساهم في تسيير المشوار بريتم ناجح، وعليه فإننا سنسعى لتسطير هدف لن يخرج عن نطاق لعب الأدوار الأولى الموسم المقبل. حاوره: ص / فرطاس