كتب سريع شباب أولاد رحمون صفحة جديدة في سجله، بتحقيق صعود تاريخي إلى بطولة جهوي قسنطينة الأول، وذلك بعد نجاح أشبال المدرب سمير قربوعة في بسط سيطرتهم على مختلف أطوار الموسم الكروي، بدليل ضمانهم الارتقاء إلى المستوى الأعلى قبل خمس جولات من نهاية الموسم الكروي الجاري، وهو ما يؤكد أحقيتهم بهذا الإنجاز غير المسبوق، والذي تحقق بفضل سلاحي الإرادة وروح المجموعة.
روبورتاج: حمزة.س
ونجح فريق «الرحمونية» في تجسيد حلم راود الأنصار، لأزيد من 40 سنة (سنة عودة الفريق للساحة الرياضية)، على اعتبار أن السريع تأسس سنة 1952، قبل أن يتوقف عن النشاط، ليعود سنة 1975 تحت تسمية «سيبيور»، ثم تم حل النادي، ليعود مجددا إلى الوجود بداية من سنة 1985، باسم سريع شباب أولاد رحمون، ومن وقتها وهو حاضر في المنافسات الرياضية إلى غاية الآن.
وعرفت «الرحمونية» هذا الموسم، استقرارا من الناحية الإدارية بمواصلة الرئيس عبد القادر سماعلي قيادة النادي، بعدما جاء في ثوب المنقذ في ظل عدم ترشح أي شخص لتولي زمام تسيير النادي، ليجد نفسه مهندسا لصعود تاريخي، مع رفع عارضة الطموحات عاليا ومساع لمواصلة الفتوحات مستقبلا، لأن الصعود إلى قسم ما بين الرابطات أصبح الغاية المرجوة، لكن هذا يبقى مرتبطا بتبني استراتيجية عمل ترتكز على التحضير المسبق للموسم المقبل، والعمل على توفير الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق الهدف المنشود.
وعاش السريع موسما استثنائيا، مليئا بالتحديات والمباريات الصعبة، ولكن العزيمة كانت أقوى، فبعد البداية المتواضعة والخسارة في مستهل المشوار أمام اتحاد بلدية عين البيضاء بهدف دون رد، عاد الفريق سريعا إلى السكة الصحيحة، وذلك بفضل العمل المنجز من طرف الطاقمين الإداري والفني، دون أن ننسى الدعم الكبير من طرف الجماهير، التي عادت بقوة إلى المدرجات، فكان «المارد الأحمر والأبيض» من أبرز الحلقات التي ساهمت في صنع ملحمة الصعود، بالوقوف إلى جانب اللاعبين والمسيرين، والبصم على تنقلات قياسية خارج الديار في هذا المستوى.
احتفالات على طريقة الكبار
احتفلت أسرة السريع بالإنجاز غير المسبوق أمسية الجمعة، بمناسبة لقاء الجولة 29 من بطولة جهوي قسنطينة الثاني أمام أكاديمية القل، والذي انهزم فيه أشبال المدرب سمير قربوعة بثنائية دون رد، وهي النتيجة التي لم تمنع الجماهير بالتعبير عن فخرها بصناع الإنجاز، وذلك من خلال الحضور بقوة إلى الملعب البلدي بأولاد رحمون، ومقاسمة رفقاء حليمي الأفراح وسط تنظيم محكم، بعدما اختارت إدارة سماعلي إقامة «الحفلة الكبرى» بالمسبح البلدي، ووجهت الدعوة لعديد الوجوه الكروية والشخصيات المعروفة، في صورة مدرب شباب الميلية عبد الحق بوقرة والذي سبق له الإشراف على العارضة الفنية للسريع، إلى جانب المعلق التلفزيوني السابق عبد العزيز زواوي، دون أن ننسى السلطات المحلية لبلدية أولاد رحمون، وفي مقدمتهم رئيس المجلس الشعبي البلدي شعيب حملاوي.
كما لم تفوت إدارة «الرحمونية» الفرصة لتكريم كل من ساهم في هذا الإنجاز، من طاقم مسير وفني وطبي ومسؤولي العتاد، وصولا إلى اللاعبين، إلى جانب التفاتة طيبة إلى تشكيلة أكاديمية القل التي قاسمت رفقاء القائد بيرش فرحة الصعود، وأعدت ممرا شرفيا قبل انطلاق اللقاء للسريع.
صناع الإنجاز
*حراس المرمى:
مروان لعور، خموم الشريف وحمياد أسامة
الدفاع: لمقود علي، بوعافية براهيم، لبصير، مرابط سيف الدين، زيرم أيهم، بن مهدي شفيق، غانم لكحل مروان
*وسط الميدان:
حليمي علاء الدين، رميتة أيوب، بلقيدوم لطفي، جرافي أنيس، حليمي وائل، بوغرارة صلاح الدين، بولحية حاتم
*الهجوم:
عمار بيرش، عبابسة مهدي، رقيق محي الدين، أشرف مشهود، بولحية أنيس، ضياء الدين قلاتي، حمزة حملة
* رئيس النادي: عبد القادر سماعلي
* رئيس الفرع: فيصل قندوز
* المدرب الرئيسي: سمير قربوعة
* مدرب الحراس: حليم لرقط
* الكاتب العام: يحياوي عبد الرزاق
* طبيب الفريق: برهان بولحية
* مسعف الفريق: اسكندر بلهامل
رئيس السريع سماعلي للنصر
كتبـنا التاريـخ ولـن نتوقـف عنـد المستـوى «الجهـوي»
*في البداية، كلمة عن الإنجاز المحقق؟
فخور بالمساهمة في هذا الإنجاز، ولست من النوع الذي ينسب كل ما هو جميل إليه فقط، بل أقول إن الصعود تحقق بفضل العمل الجماعي، والمساندة من طرف السلطات المحلية، وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي، والشكر موصول لكل من لعب دورا في إدخال البسمة على كل سكان أولاد رحمون، وخاصة الطاقم الفني واللاعبين على المجهودات الجبارة، والأنصار الذين اعتبرهم اللاعب رقم 1، بالنظر إلى تواجدهم الدائم خلف الفريق، سواء تعلق الأمر بمبارياتنا داخل الديار أو خارجها.
*وما السر في النتائج المحققة هذا الموسم؟
حسب وجهة نظري، فإن العمل بإخلاص وتفاني، إلى جانب الثقة المتبادلة، هي من صنعت الفارق، وإلا كيف نفسر صبر الطاقم الفني واللاعبين علينا، رغم عدم تلقيهم المستحقات المتفق عليها، لم يقوموا بأي إضراب، بل أكثر من ذلك كانوا في الموعد وحققوا إنجازا غير مسبوق، ومثلما صرحت به من قبل عبر صفحات جريدة النصر، قدمنا من أجل إنقاذ الفريق فوجدنا أنفسنا نكتب التاريخ، وبحول الله لن نقف عند هذا الحد.
*وكم كلفكم الصعود إلى القسم الجهوي الأول؟
إلى غاية الآن بلغت المصاريف باحتساب الديون الموجودة على عاتقنا حوالي 1.2 مليار سنتيم.
الإنجاز كلفنا 1.2 مليار ونراهن على الاستقرار
*وهل باشرتم التفكير في الموسم المقبل؟
حتى أكون صريحا معك، نراهن على عامل الاستقرار، من خلال الاحتفاظ بنواة التشكيلة الحالية، مع القيام بتدعيمات نوعية، بعدما وضعنا نصب أعيننا بعض الأسماء، لكن من دون المرور إلى الاتصالات الفعلية، وكل شيء مؤجل إلى قادم الأيام، بعد انتهاء الاحتفالات بالصعود، ثم تحويل البوصلة للموسم المقبل، ولما لا مواصلة كتابة التاريخ.
*نفهم من كلامك أنك تستهدف الصعود الموسم المقبل أيضا، أم ماذا بالضبط؟
لو تتوفر الظروف والإمكانيات المادية، سنلعب دون أدنى شك الصعود، لأن فريق سريع أولاد رحمون، يستحق التواجد في مستويات أعلى.
*هل من كلمة أخيرة؟
أود أن أشكر كل من ساهم في هذا الصعود التاريخي، دون أن أنسى كل من حضر واحتفل معنا
من ضيوف الشرف والأنصار الأوفياء.
مدرب السريع سمير قربوعة للنصر
الارتقاء مستحـق والأرقـام تؤكد
وصف مدرب سريع أولاد رحمون سمير قربوعة الصعود المحقق إلى بطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة بالمستحق، وقال للنصر: "أعتقد أن الصعود كان مستحقا والأرقام وحدها تتحدث عن نفسها، بعدما تمكنا من تحقيق 17 انتصارا، إلى جانب حيازتنا على أفضل خطي دفاع وهجوم، وذلك قبل التراخي الذي حدث في الجولات الأخيرة وهذا أمر طبيعي، لأن اللاعب بعد ترسيم الصعود، يفكر في الموسم المقب".
لن أتراجع عن قرار المغادرة
وأضاف محدثنا: "اقتنعت بقدرة فريقي التنافس على تأشيرة الصعود منذ الجولة الرابعة والفوز المحقق أمام طلائع سكيكدة، أين ظهرت بوادر إيجابية، قبل اكتساب ثقة أكبر مع مرور المباريات".
وعن إمكانية التراجع عن قرار المغادرة، الذي أعلنه في وقت سابق في حواره مع النصر، قال: "لن أتراجع عن قرار المغادرة، وأتمنى كل التوفيق للنادي، ولما لا العودة في مواسم أخرى للعمل مجددا في هذا النادي، الذي تربطني به علاقة خاصة".
قالوا عن الصعود
قائد التشكيلة بيرش
الثقة المتبادلة صنعت الفارق
تحدث قائد سريع شباب أولاد رحمون بيرش للنصر، عن الإنجاز غير المسبوق، وقال:" لقد رفعنا التحدي من البداية، رغم البداية الصعبة نوعا ما، قبل أن نعود بقوة، خاصة وأننا نمتلك تشكيلة جيدة، وكل من شاهد مبارياتنا، يتحدث عن أن مستوى الفريق يستحق الصعود، كما أن الثقة الموجودة بين كل الأطقم صنعت الفارق".وأضاف:" أشكر كل من ساهم في هذا الإنجاز من قريب أو من بعيد، ونذكر بالأخص رئيس النادي واللاعبين والطاقم الفني ورئيس البلدية، دون أن ننسى الأنصار، الذين ساندونا في معظم الفترات من خلال الرفع من معنوياتنا".
متوسط الميدان حليمي
حققت ما جئت من أجله
اعتبر متوسط ميدان السريع علاء الدين حليمي، المساهمة في قيادة فريق مسقط رأسه إلى إنجاز غير مسبوق يشعره بالفخر، وقال للنصر:" جئت خصيصا من أجل هذا الهدف، وحاولت قدر المستطاع وضع خبرتي التي اكتسبتها من خلال تقمص ألوان عديد الأندية في مستويات أعلى، واليوم أنا سعيد للغاية بمشاهدة الأجواء الاحتفالية في أولاد رحمون، ولما المواصلة بنفس الوتيرة المواسم المقبلة".
اللاعب مهدي عبابسة
تولد لدي إحساس خاص
أشار متوسط الميدان عبابسة مهدي، إلى أنه فخور بالإنجاز المحقق، مؤكدا للنصر، إلى أنه لديه إحساس من نوع خاص، وقال:" الإنجاز جماعي وكل فرد قام بدوره على أحسن وجه، لأنه في حال عدم توفر كل الظروف، لا يمكن الوصول إلى الهدف، وأؤكد لكم بأنه لدي إحساس من نوع خاص، بالمساهمة في إدخال البسمة على كل مدينة أولاد رحمون، والشكر موصول للجميع"
رئيس فرع كرة القدم قندوز
الإنجاز ثمرة العمل الجماعي
شدد رئيس فرع كرة القدم فيصل قندوز، على أن الإنجاز ثمرة العمل الجماعي، وقال للنصر:" الحمد لله على هذا الإنجاز الذي تحقق بفضل تضافر المجهودات بين كل تركيبة السريع، من رئيس الفريق إلى كل المسيرين وصولا إلى الطاقم الفني واللاعبين والأنصار، إلى جانب دعم رئيس البلدية الذي نشكره بالمناسبة على وقفته مع الفريق، ونتمنى المواصلة بنفس العزيمة الموسم المقبل، على أمل البصم على موسم استثنائي آخر".
