حقق إتحاد بسكرة فوزا ثمينا هو الأول له خارج الديار منذ بداية الموسم، لكن وزنه الريادة، في مقابلة كان فيها الزوار الأكثر حضورا من الناحية التكتيكية، وعرفوا كيف يوظفون عامل الخبرة لإمتصاص الإندفاع اللامتناهي لأصحاب الأرض صوب الهجوم، لأن النجاعة الهجومية سمحت للإتحاد بالعودة بكامل الزاد بتسجيله هدفين من فرصتين.
اللقاء سار في بدايته على وقع سيطرة مطلقة للترجي، الذي رمى لاعبوه بكامل ثقلهم في الهجوم، بحثا عن هدف مبكر، يجسدون به تواجدهم في «فورمة» عالية، خاصة بعد النتيجة الإيجابية التي كانوا قد عادوا بها من عنابة، لكن المدرب المؤقت لإتحاد بسكرة بوقزولة عمد إلى إنتهاج خطة دفاعية لسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس عليوي، مع ترك المناورة الهجومية لمرازقة، وعليه فقد أهدر «السرب الأسود»3 فرص سانحة للتهديف في الشوط الأول عن طريق كل من هيشور في الدقيقة 8، سيساوي بعد بنحو 5 دقائق، ثم البديل دمبري في الأنفاس الأخيرة من المرحلة الأولى.معطيات اللقاء إنقلبت رأسا على عقب مع إنطلاق الشوط الثاني، لأن الزوار خرجوا من قوقعتهم، و نقلوا الخطر صوب منطقة الحارس بن زايد، فكان القائد جربوع بمثابة «الدينامو» الذي دارت حوله الآلة البسكرية، لأنه صنع كل الحملات الهجومية بتمريرات حاسمة، كللت إحداها بهدف السبق الذي أمضاه مرازقة في الدقيقة 58، بعد نجاحه في فك شفرة الدفاع القالمي، خاصة و أن عبقة و رفاقه فشلوا في تنفيذ طريقة التسلل، مما كلفهم هدفا عكس مجرى اللعب.
بعد ذلك حاول القالميون تدارك الوضع، ورموا بكامل ثقلهم في الهجوم، إلا أن تكتل الدفاع البسكري حول الحارس عليوي أحبط كل المحاولات، حيث أبعد بن زمولي كرة دمبري من على خط المرمى في الدقيقة 78، قبل أن تعرف اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء توقيع الزوار هدف الإطمئنان من كرة على طبق قدمها جربوع لزميله جرمة الذي أسكن الكرة بذكاء كبير في شباك بن زايد، مفجرا فرحة كبيرة في أوساط عشرات الأنصار الذين رافقوا «الخضراء» إلى قالمة، مقابل تحسر القالميين على الوضعية الصعبة التي أصبح يتواجد فيها فريقهم إثر هذه الهزيمة. ص / فرطــاس