افترق إتحاد عنابة وجمعية عين مليلة على تعادل منطقي وعادل، في قمة الموسم التي وفت بوعودها من جميع الجوانب، خاصة من حيث الإقبال الجماهيري القياسي، بتوافد قرابة 55 ألف متفرج على المدرجات، وصنع أجواء خرافية تفتقر لها مباريات أغلب لقاءات الرابطة المحترفة الأولى، ولو أن النتيجة المسجلة تبقي "السيسبانس" متواصلا بخصوص هوية البطل.
المقابلة التي تأخر موعد انطلاقها بعشر دقائق، بسبب تحفظ الزوار على المضايقات التي تعرضوا لها على مستوى غرف تغيير الملابس. شهدت من البداية صراعا تكتيكيا بين المدربين سلاطني وصحراوي، فالزوار عمدوا إلى التكتل في الدفاع، مع ترك رأس الحربة عناني وحيدا في الهجوم، فيما توجه المحليون صوب الهجوم، في محاولة للنيل مبكرا من شباك بن مالك.
خيارات جعلت الضغط العنابي مكثفا على الضيوف، لكن من دون خطورة، لأن الدفاع الملفت حول القائد بن زموري، امتص الاندفاع اللامتناهي لطويل ورفاقه، ما أجبر سلاطني إلى مطالبة عناصره باعتماد الكرات الثابتة والقذف من بعيد.
أولى الفرص كانت في الدقيقة11، لما نفذ ناصري ركنية باتجاه حراث، لكن رأسية الأخير جانبت القائم بقليل، ليتألق بعدها بدقيقتين الحارس بن مالك، عند إبعاده صاروخية طويل من على خط المرمى، قبل أن يهدر عبروس فرصة افتتاح مجال التهديف (د:22) بقذفة قوية، تصدى لها الحارس الضيف ببراعة.
لاعبو "لاصام" كسبوا الثقة بالنفس مع مرور الدقائق، حيث اعتمدوا المرتدات الهجومية، والتي طالبوا على إثر إحداها بضربة جزاء (د:28)، بعد احتكاك عناني بالمدافع العنابي حراث.
العنابيون ضيعوا فرصة ثمينة (د:32) بإرتماءة رأسية، قبل أن ينجح القائد معيزة في فك شفرة دفاع "لاصام" بقذفة قوية على الطائر، فشل الحارس بن مالك في صدها.
هدف أربك الزوار الذين ارتكبوا هفوة دفاعية فادحة في الدقيقة 38، انفرد على إثرها طويل بالحارس بن مالك، لكن براعة الأخير حرمت العنابيين من هدف الاطمئنان، لتعرف الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول انقلاب الموازين، لأن قائد الجمعية بن زموري رد على معيزة بنفس الطريقة تقريبا، بصاروخية من خارج منطقة العمليات، استقرت من خلالها الكرة في الزاوية البعيدة لمرمى جمعة.
المرحلة الثانية كانت أكثر إثارة، سيما وأن الضيوف استهلوها بهدف مباغت وقعه دبيح (د:48) بقذفة قوية من خارج المنطقة غالطت الحارس العنابي، وهو الهدف الذي جعل الصمت يخيم على المدرجات، بينما قام المدرب سلاطني ببعض التغييرات، فكان ميدون بمثابة "الجوكير" الرهان الرابح، لانه صنع هدف التعادل بعد عمل ثنائي مع ناصري، ختمه الأخير بقذفة من على مشارف منطقة الجزاء انتهت في الشباك (د:66).
باقي فترات المباراة كانت عبارة عن صراع بين الهجوم العنابي والدفاع المليلي، ولو أن كرة الفوز كانت بين أرجل معيزة في الدقيقة الأخير، لكن براعة بن مالك أنقذت "لاصام"، لتنتهي المقابلة بتعادل منطقي، مع تسجيل بعض المناوشات بين الأنصار في المدرجات، دفعت بوحدات التدخل السريع إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع. ص / فرطاس