أهم ما ميز تعليقات العناصر الوطنية بخصوص «نكسة» الإقصاء المكبر من نهائيات «كان 2017» الواقعية في الطرح، والاعتراف بالمسؤولية الجماعية. وأجمع اللاعبون في التصريحات التي أدلوا بها عقب نهاية مباراة سهرة أول أمس أمام السنغال على أن خيبة الأمل كبيرة، و من الصعب جدا تجاوز مرحلة حالة الإحباط النفسي الناتج عن النتائج السلبية، مع التأكيد على أن لهم مسؤولية كبيرة في هذه الوضعية.
ياسين براهيمي: "من الصعب تقبل الصدمة و فشلنا كان كبيرا"
و قال براهيمي في هذا الصدد: «إنها خيبة أمل كبيرة، لأن الجزائريين كانوا ينتظرون منا مردودا أفضل، مع بلوغ أدوار متقدمة في هذه الدورة، لكننا أقصينا من الدور الأول، و لن يكون من السهل تقبل هذه النكسة».
و ذهب لاعب نادي بورتو البرتغالي إلى حد التأكيد على أن اللاعبين يتحملون المسؤولية، حيث صرح يقول: «ليست لدينا أعذار منطقية لتبرير هذا الإخفاق، ولو أن جوهر الإشكال يكمن في فقدان المجموعة للثقة بالنفس، وقد تجلى ذلك من خلال رد فعلنا بعد التقدم في النتيجة في المباراة الأخيرة أمام السنغال، حيث لم نتمكن من المحافظة على التفوق، وذلك راجع بالأساس إلى قلة التركيز، والأهداف التي تلقيناها في دورة الغابون كانت جلها بسبب انعدام الثقة والأخطاء الفردية».
وخلص براهيمي إلى القول بأن التشكيلة سعت إلى حفظ ماء الوجه بالفوز على السنغال، حتى ولو لم يكن ثمار ذلك المرور إلى ربع النهائي: «الصدمة كانت كبيرة، لأننا لم نوفق في بلوغ المبتغى، وإنهاء المشاركة بإنتصار، رغم أننا كنا على دراية مسبقة بأن مصيرنا لم يكن بأيدينا، ومرهون بنتيجة مباراة أخرى، إلا أننا كنا نريد الفوز على السنغال للخروج برأس مرفوعة».
سفيان هني: "لم نكن جاهزين و لا نستحق التأهل إلى ربع النهائي"
من جهته بدا الوافد الجديد سفيان هني أكثر واقعية، حيث جاء في تصريحه: «لا يجب أن نكذب على أنفسنا، لأن الفوز بالمباريات يتطلب جاهزية من جميع الجوانب، وعلى ما يبدو فإننا لم نحضر بجدية لهذه التظاهرة، بدليل أننا لم نتمكن من تحقيق الفوز في 3 لقاءات، والبحث عن الانتصار يستوجب التركيز على كل الأصعدة، وما أظهرناه تأكيد على أننا لم نكن نستحق التأهل إلى ربع النهائي».
اكتشاف الجزائريين في هذه النسخة ذهب إلى أبعد من ذلك في تصريحه، بالقول: «من غير المعقول أن نتحدث عن الخبرة و التجربة في مثل هذه المواعيد، لأن روح المجموعة كانت شبه غائبة، و اللاعبون مسؤولون عن النتائج السلبية المسجلة، لأننا قدمنا إلى الغابون بنية رفع التحدي، وتسجيل مشاركة مشرفة، وآمال الشعب الجزائري كانت معلقة على منتخب يضم لاعبين من الطراز الرفيع، يمتلكون مواهب فنية فردية عالية، لكن الميدان كشف بأن المجموعة تنقصها الكثير من الأشياء الضرورية». وأكد هني بأن الإقصاء من الدور الأول من دون تحقيق أي انتصار تسبب في أزمة داخل المنتخب، والكرة الجزائرية بصفة عامة، ملحا على ضرورة التفكير بجدية في المستقبل القريب، خاصة التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا، ولو أنه أوضح بأنه كلاعب لا يمكنه الحديث عن الخيارات التكتيكية للطاقم الفني، وكذا التحضير للمباريات.
إسلام سليماني: "نلتمس العذر من الجزائريين"
هذا واعتبر المهاجم إسلام سليماني التعادل في المباراة الأولى مع زيمبابوي، بمثابة المنعرج الحاسم في مشوار المنتخب الوطني في هذه الدورة، وقال في هذا الإطار: «كل الحسابات كانت مبنية على اللقاء الأول، لأن الجميع كان يعتقد بأن مهمتنا ستكون سهلة أمام منتخب زيمبابوي، لكننا لم ننجح في تحقيق المبتغى، وذلك راجع إلى قلة التركيز، وكذا الحظ الذي لم يحالفنا، رغم أننا كلاعبين بذلنا قصارى الجهود لإحراز الانتصار».
واعترف الهداف سليماني بانعكاسات هذا الإقصاء على معنويات اللاعبين، حيث قال: «نشعر بخيبة أمل كبيرة، لأننا مقتنعين بأن الجمهور الجزائري كان يحلم بمشاركة أفضل، وقد تمسك بأمل التأهل إلى غاية الجولة الأخيرة لهذه الدورة، كما أن اللاعبين من جهتهم لم يقصروا في تأدية مهامهم، وسعوا لتحقيق نتائج جيدة، إلا أن عديد العوامل حالت دون ذلك، ولم يبق أمامنا الآن سوى التماس العذر من كل الشعب الجزائري، لأننا على علم بأنه يقف إلى جانبنا في جميع الحالات، على أن نعمل على تصحيح الأخطاء التي ارتكبناها في الغابون، والمراهنة على المحطات القادمة، خاصة منها تصفيات مونديال روسيا».
ص / فرطـــاس