رهن شباب باتنة حظوظه في ضمان البقاء، بعد تجرعه مرارة الهزيمة بحديقته، على يد شبيبة القبائل التي لعبت بذكاء وعقلانية، وأظهرت نضجا كبيرا.
المقابلة وعلى قدر أهميتها بالنظر لتقاسم منشطيها نفس الأهداف، لم تعرف مرور التشكيلتين بمرحلة جس النبض، لضيق هامش المناورة، ولو أن المحليين حملوا مبكرا مشعل المبادرات، حيث ضغطوا على منطقة الحارس عسلة، لكن نقص فعالية بهلول في مناسبتين (د8 و 12)، فوت على الشباب فرصة خطف هدف السبق، قبل أن يحرم عطوش فريقه من إمكانية التهديف (د15). وهي المحاولة التي كانت بمثابة إنذار للضيوف، الذين حاولوا الرد عن طريق بولعويدات وقمرود، لكنها لم تشكل خطرا على مرمى بلكروش، في وقت فضل القبائل تحصين مواقعهم الخلفية والانطلاق في هجمات خطيرة، كادت أن تثمر هدفا لو لا تسرع بولعويدات (د27).
الباتنيون حتى وإن حاولوا الرد على محاولة بولعويدات، إلا أنهم عجزوا عن إبراز قدراتهم، بفعل قلة التركيز وغياب النجاعة الهجومية، فضلا عن حالة الإحباط النفسي التي جسدتها الفرصة السانحة التي ضيعها بهلول بتسديدة قوية، رغم تواجده في وضعية جيدة (د38)، قبل أن يهدر زرقين فرصة سانحة لهز شباك بلكروش (د45).
المرحلة الثانية كانت أحسن من سابقتها، بعد أن تحركت أكثر الآلة الهجومية للمحليين، الذين رفعوا من نسق هجوماتهم بقيادة داود وبهلول، وفرضوا ضغطا على منطقة الضيوف في غياب التركيز، خاصة بالنسبة للبديل روماندي الذي خانته الفعالية في الدقيقة (49).
الزوار وضد سير اللعب نجحوا في صنع الفارق عن طريق قمرود، مستغلا تردد دفاع الكاب وارتباكه، ليخادع بلكرطوس عند الدقيقة (50).
هدف وخز مشاعر أشبال بوعرارة، الذين رموا بكامل ثقلهم في الجهة المقابلة، لإعادة الأمور إلى نصابها لكن دون جدوى، وكان بإمكان البديل براهمية تعديل النتيجة لو استغل كرة بهلول (د79).
ومع مرور الوقت صعد المحليون من حملاتهم التي لم تشكل خطرا على مرمى عسلة، في ظل صمود دفاع الشبيبة التي عمدت إلى غلق كل المنافذ المؤدية إلى شباكها، وذلك إلى غاية نهاية اللقاء بفوز الكناري، وسط حيرة الحضور، وغضب الأنصار لإسقاطاتها على مصير الشباب.
م ـ مداني
نهاية اللقاء على وقع العنف و الصحافة تقاطع تصريحات الفريقين
لم يجد أنصار شباب باتنة من وسيلة أخرى للتعبير عن غضبهم، إزاء الخسارة المرة التي تعرض لها الفريق على يد شبيبة القبائل، سوى القيام ببعض التصرفات اللامسؤولة، من خلال إقدامهم على تحطيم عديد السيارات لبعض المتفرجين كانت مركونة بمحاذاة ملعب سفوحي، وتكسير زجاجها الأمامي، ما أدى إلى خلق حالة من الفوضى، وقد تطلب الأمر تدخل قوات الأمن التي نجحت في التحكم في الوضع، وإعادة الهدوء وتفريق الجمهور لدى مغادرته الملعب، في وقت تقدم المتضررون بشكاوى لدى مصالح الأمن بعد تعرض سياراتهم إلى التحطيم المتعمد.
من جهة أخرى قاطعت الصحافة تصريحات مدربي الفريقين بعد نهاية المباراة، وهذا بسبب سوء المعاملة التي تعرض لها رجال مهنة المتاعب، من قبل المنظمين والمكلفين بالأمن على مستوى الملعب، حيث قررت توجيه بيان للجهات المعنية، للتعبير عن المتاعب الكبيرة التي يواجهها الصحفيون بملعب سفوحي لأداء مهمتهم.
م ـ مداني