نجحت شبيبة سكيكدة في تحقيق إنتصار ثمين و شاق على حساب الضيف أهلي البرج، في قمة وفت بكامل وعودها، و احتفظت بكامل أسرارها إلى غاية الدقائق الأخيرة، لأن «السكيكدية» قلبوا الموازين، و حوّلوا الهزيمة إلى فوز في «سيناريو» هيتشكوكي، بهدف قاتل في آخر لحظة من عمر المباراة، بفضل «الجوكير» مختار.
اللقاء سار منذ الوهلة الأولى على وقع سيطرة مطلقة لأهل الدار، الذين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم بحثا عن هدف مبكر يحرر أشبال المدرب ديديه غوميز من ضغط الأنصار، و يسمح لهم بتأكيد الإنجاز المحقق في جولة التدشين ببوسعادة، و قد كان المهاجم خضري قريبا من الوصول إلى المبتغى في مناسبتين، الأولى في الدقيقة 11، لما انفرد بالحارس علوي، غير أن قذفته اعتلت العارضة الأفقية، و الثانية بعد دقيقتين، عندما كان الحارس الضيف في المكان المناسب و تصدى لرأسيته.
مع مرور الدقائق انخفض ريتم اللعب، سيما من جانب أصحاب الضيافة، مما فسح المجال أمام الزوار للخروج نسبيا من قوقعتهم، و لو أن المدرب بوغرارة فضل عدم المغامرة كثيرا في الهجوم، و الإكتفاء بتعزيز منطقة وسط الميدان، الأمر الذي جعل «البرايجية» يحكمون سيطرتهم على الدائرة المركزية، و التي اتخذوا منها منطلقا لبعض المرتدات الهجومية، و التي كللت أولاها بهدف السبق، في الدقيقة 38، عندما استغل كوربية العمل الجماعي لبعض زملائه، ليصوب صاروخية من خارج منطقة العمليات خادع بها حارس الشبيبة خثير، الذي اكتفى بمتابعة الكرة و هي تستقر في عمق الشباك، مما فجر فرحة كبيرة وسط العشرات من «الجراد الأصفر» الذين سجلوا حضورهم بمدرجات الملعب.
هذا الهدف المباغت، و الذي جاء عكس مجرى اللعب غيّر من «فيزيونومية» اللقاء، لأن عناصر الشبيبة رمت بكامل ثقلها في الهجوم سيعا لتدارك الوضع، في حين تراجع الزوار كلية إلى الوراء، في محاولة للمحافظة على المكسب المحقق، لتتحول المباراة إلى صراع بين الهجوم «السكيكدي» و جدار الدفاع «البرايجي»، و تكتل الضيوف في جدارين على مشارف منطقة العمليات، حال دون تسجيل فرص سانحة للتهديف لأصحاب الأرض.
ضغط الشبيبة بلغ ذروته في الثلث الأخير من عمر المباراة، و قد لجأ رفقاء برملة إلى الحلول الفردية بحثا عن منافذ مؤدية إلى شباك نايلي، و هو الضغط الذي أثمر بضربة جزاء في الدقيقة 77، إثر اصطدام الكرة بيد أحد مدافعي الأهلي داخل منطقة العمليات، رغم أن الحكم الرئيسي بشير تردد نسبيا في اتخاذ القرار، مما جعله محل احتجاجات كثيرة للضيوف، و قد تولى كناش تنفيذ الركلة بنجاح معدلا النتيجة.
الدقائق العشر الأخيرة من عمر اللقاء كانت أكثر إثارة، و سارت على وقع «سيناريو» دراماتيكي، تلاعب بأعصاب أنصار الفريقين، على اعتبار أن «البرايجية» كادوا أن يسجلوا الهدف الثاني في الدقيقة 90، إثر مقصية من كوربية، أخرج على إثرها الحارس خثير الكرة من على خط المرمى، بينما كانت الدقيقة الخامسة و الأخيرة من الوقت بدل الضائع «هيتشكوكية»، لأن الشبيبة وقعت هدف الإنتصار، برأسية من «الجوكير» البديل هشام مختار، بعد تلقيه كرة ميليمترية من برملة، مفجرا فرحة عارمة في المدرجات. كمال واسطة