نصح الدولي السابق منير زغدود الجماهير الجزائرية، بعدم جعل الإقصاء من تصفيات المونديال مأساة وطنية، مشيرا بأنه لا يحمل ألكاراز مسؤولية النتائج المخيبة، لأن المشكل أعمق بكثير، مضيفا بأن الجماهير منحت اللاعبين أكبر من قيمتهم.
• تلقينا الهزيمة الرابعة على التوالي في تصفيات المونديال في سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة للمنتخب الوطني، ما تعليقك ؟
اعتقد بأن هذه النتائج كانت متوقعة، بالنظر إلى غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، وكثرة التغييرات على مستوى التعداد، حيث لا يمكن أن تنافس على تأشيرة التأهل إلى المونديال بثلاثة مدربين في ظرف ثمانية أشهر، والكل يعلم بأن لكل ناخب وطني فلسفته وطريقة عمله، فحتى أكبر النوادي العالمية لا يمكن أن تحقق النتائج المرجوة في مثل هذه الظروف السيئة، نحن نشعر بحالة من الاستياء والحسرة، ولكن ما باليد حيلة، وعلينا أن نتجاوز هذا الإخفاق بسرعة من أجل التفكير في إعادة ترتيب الأمور من جديد.
الجماهير قدست اللاعبين و منحتهم أكبر من قيمتهم
• ألا تعتقد بأن اقتراب كل من تونس والمغرب ومصر من التأهل إلى مونديال روسيا يزيد من حجم الحسرة، خاصة في ظل امتلاكنا لأسماء أفضل منهم بكثير ؟
بطبيعة الحال اقتراب هذه المنتخبات العربية من حسم تأشيرة التأهل إلى مونديال روسيا يزيد من حجم الحسرة، خاصة وأننا بالأمس القريب كنا المنتخب العربي الوحيد المشارك في نهائيات كأس العالم، يجب أن تعلموا بأن هذه المنتخبات قد تأثرت بالمشاكل السياسية في الفترة السابقة، وهو ما انعكس بالسلب على نتائجها، ولكنهم أعادوا تنظيم الأمور، ما مكنهم اليوم من الاقتراب من حلم التواجد بمونديال روسيا، على العموم الأمور تختلف بيننا وبينهم، هم يعتمدون على روح المجموعة، في وقت نعول نحن على الفرديات، التي لا تجدي نفعا، نحن نفتقد للتضامن واللعب الجماعي، كما أننا أعطينا هذا المنتخب أكبر من حجمه، وهو ما جعل الإقصاء بمثابة مأساة وطنية.
*من وجهة نظرك هل هناك عوامل أخرى أثرت على نتائج المنتخب الوطني ؟
هناك عديد العوامل التي أثرت على نتائج المنتخب الوطني، على غرار غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، وكثرة التغييرات على مستوى التشكيلة، ولكن هناك أمور أخرى تسببت بشكل فعال في هذه الانتكاسة، وتتمثل في إعطاء اللاعبين أكثر مما يستحقون.
• ألهذه الدرجة لم تعد العناصر الحالية عند مستوى التطلعات ؟
أنا لم أقل ذلك، ولكن هناك بعض الجماهير منحت اللاعبين قيمة أكبر من قيمتهم الحقيقية، يجب أن يدركوا بأن حمل الألوان الوطنية شرف لأي لاعب، ولا نريد من يعتقد بأنه يقدم لنا خدمة، لقد لاحظت خلال تصريحات فغولي بأن تركيز اللاعبين أصبح خارج الميدان، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى ما يحدث على مستوى الصحافة، التي لم تجد التعامل مع المنتخب الوطني، وصورته للجماهير بأنه منتخب عالمي، ما جعل من الإخفاق ضربة موجعة.
لن أحمّل ألكاراز المسؤولية لأن مشاكل المنتخب الوطني أعمق
• ما رأيك في لسمة المدرب ألكاراز الذي لم يحقق أي نقطة منذ قدومه ؟
لست من النوع الذي يحب الانتقاد، ولذلك لن أحمل المدرب مسؤولية هذا الوضع الكارثي، كما لن أدافع عنه، أنا تقني يعي جيدا بأن لا أحد بإمكانه أن يقدم الإضافة للمنتخب الوطني في غياب الوقت الكافي، نحن نقوم بتنحية المدربين بعد كل خسارة، ولذلك لا يمكننا أن ننتظر أي نتائج إيجابية، على العموم المنتخب الوطني يدفع ضريبة طريقة التسيير الخاطئة، وعلينا أن نحفظ الدرس، ونشرع في التخطيط للمستقبل، إذا ما أردنا العودة إلى السكة الصحيحة من جديد، خاصة وأن الجميع على علم بقيمة الخضر لدى الجمهور الجزائري، وفي هذا الصدد أود أن أقدم نصيحة للبعض بأن لا يجعل من الحسرة تقتله على الخضر، فلسنا البرازيل أو ألمانيا حتى نجعل من الإقصاء مأساة وطنية.
حاوره: مروان.ب
