انتزع وفاق سطيف تأشيرة التأهل دون عناء في مباراة سيطر على مجرياتها، في غياب مقاومة حقيقية من الزوار الذين حاولوا تفادي هزيمة ثقيلة، ولم يشكلوا أية خطورة على النسر الأسود.
المقابلة و التي عرفت حضور عدد قليل من الأنصار، سارت منذ بدايتها في اتجاه واحد على وقع سيطرة مطلقة للوفاق، سيما و أّن السطايفية لم يدعوا أي مجال للمناورة، و لعبوا بالتشكيلة الأساسية المعتادة، باستثناء صانع الألعاب جابو لكن الطريقة التي عمد الزوار إلى انتهاجها، جعلت اللقاء يتحول إلى صراع بين هجوم سطايفي و دفاع من الحاسي بانحصار اللعب في منطقة المشعل.
فيزيونومية اللعب كشفت منذ الوهلة الأولى نوايا الضيوف في تخفيف الأضرار و السعي للصمود أطول فترة ممكنة لأن الحارس حلاسة تحمل و دفاعه ضغط عناصر الوفاق، و قد أهدر ناجي فرصة افتتاح مجال التهديف في الدقيقة 11 كما ضيع آيت واعمر هدفا محققا، بعد 5 دقائق فقط من ذلك.
السيطرة المطلقة للمحليين كللت بهدف السبق في الدقيقة 33 عن طريق نساخ الذي أحسن استغلال سوء تموقع دفاع المشعل، في غياب المراقبة على مستوى القائم الثاني، ليسكن الكرة بسهولة في شباك الحارس حلاسة منهيا بذلك فترة صمود أبناء الحاسي.
هذا الهدف فكك دفاع الضيوف، بدليل المساحات التي وجدها ربيعي و آيت واعمر على مستوى الرواق الأيمن و كذا المحور، و لو أن براعة الحارس حلاسة حالت دون تلقيه الهدف الثاني في باقي أطوار المرحلة الأولى.
لان السطايفية ضيعوا 3 فرص سانحة للتهديف كانت أخطرها في الدقيقة 37 لما انفرد ناجي بالحارس حلاسة، لكنه تردد في إيداع الكرة داخل الشباك، في الوقت الذي انتظر فيه حارس الوفاق خيري إلى غاية الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، ليكون له أول تدخل بتصديه لمحاولة بلبركة على مشارف منطقة العمليات.
معطيات المقابلة لم تتغير خلال المرحلة الثانية، لأن سيطرة الوفاق على مجريات اللعب بالطول و العرض تواصلت، في ظل رفض أبناء الحاسي الخروج من قوقتعهم، و سعيهم لتفادي هزيمة ثقيلة، و لو أن الحارس حلاسة كان أحسن عنصر في تشكيلة المشعل، و قد أنقذ مرماه من عدة أهداف محققة، كما كان الحال في الدقيقة 58 عندما نفذ آيت واعمر مخالفة مباشرة من على بعد 25 مترا أبدع الحارس الضيف في التصدي لها و إخراج الكرة من الركن الأيسر لمرماه.
رد فعل المشعل كان من مخالفة نفذها غطاس من مشارف منطقة الجزاء، كادت أن تخادع إثرها الكرة الحارس خيري الذي وجد صعوبة كبيرة في إبعادها إلى الركنية.
السيطرة السطايفية تواصلت لكن غياب الفعالية أمام المرمى، كان اكبر إشكال بالنسبة لرفقاء ربيعي لأن حدوش مرر كرة على طبق لزميله ناجي، إلا أن قلة التركيز حالت دون إيداعه الكرة الشباك شبه الشاغرة و كان ذلك في الدقيقة 68.
نفس السيناريو تكرر مع ناجي بعد 6 دقائق فقط، عندما تلقى تمريرة من ربيعي إلا أن ضربته الرأسية تصدى لها الحارس حلاسة.
غياب الفعالية في الهجوم دفع بالمدرب زرقان إلى إقحام الثنائي شيبان و أمقران سعيا لتفعيل القاطرة الأمامية، و هما التغييران اللذان أتيا بالثمار بسرعة، على اعتبار أن شيبان نجح في تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 81 بقذفة قوية من داخل منطقة الجزاء، مستغلا كرة مرتدة من دفاع المشعل.
اطمئنان الوفاق على تأشيرة التأهل جعل عناصره تميل أكثر إلى اللعب الاستعراضي في باقي الدقائق في محاولة لإقناع الأنصار الذين كانوا غاضبين على مردود بعض العناصر، و هو الأمر الذي أبقى النتيجة على حالها إلى غاية إطلاق الحكم بوترعة صافرة النهاية. ص. فرطاس