أبدى قائد اتحاد بلخير مهدي فرشيشي الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة الفريق على صنع الحدث في ثمن نهائي كأس الجزائر، خاصة في حال الاستفادة من فرصة اللعب مرة أخرى داخل الديار، حيث أكد على أن التأهل المحقق على حساب أولمبي المدية في الدور الفارط، أعطى اللاعبين الكثير من الثقة في النفس، و جعلهم يترقبون بفارغ الصبر المحطة الموالية.
فرشيشي و في حوار مع النصر أوضح بأن أمنيات أسرة اتحاد بلخير من لاعبين، مسيرين و أنصار أصبحت منحصرة في اللعب بقالمة، مهما كان حجم المنافس، لأن تأدية مباراة بطولية كفيلة بإخراج الولاية بأكملها من الخمول الكروي الذي أصبحت تعيشه منذ نحو ربع قرن من الزمن، كما تحدث عن مشوار الفريق في البطولة و كذا مغامرته الشخصية مع «السيدة المدللة»، و أمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في هذا الحوار.
• الأكيد أنكم تترقبون على أحر من الجمر قرعة ثمن النهائي التي ستجرى مساء اليوم؟
هذا أمر منطقي، لأن اتحاد بلخير كتب صفحة جديدة في سجله، بالتأهل إلى ثمن النهائي لأول مرة في تاريخه، بعدما كان قد عجز عن تخطي الأدوار الجهوية منذ تأسيسه قبل 42 سنة، و هو انجاز يجعلنا ننتظر نتائج عملية القرعة على وقع سيسبانس كبير، و لو أن حالة الترقب امتدت إلى كل سكان ولاية قالمة، لأننا نحمل على عاتقنا مسؤولية تمثيل الكرة القالمية، و الكل يمني النفس بأن نستفيد مرة ثالثة من أفضلية اللعب داخل الديار، بغية الحصول على فرصة مشاهدة مقابلة كبيرة، بعد تلك التي كانت ضد أولمبي المدية، على اعتبار أن ولاية قالمة فقدت حيوتها الكروية منذ عدة سنوات، و الكل يجزم بأنه و منذ 1992 لم يلعب فريق من الوطني الأول في قالمة مباراة رسمية، ليكون الموعد في لقاء الكأس لاتحاد بلخير تاريخيا باستقبال أولمبي المدية، و هذا بعد ربع قرن من الانتظار، لكن الانجاز المحقق فتح الشهية، و كل القالميين ينتظرون قدوم منافس كبير من أعرق الأندية على الصعيد الوطني.
• و من تفضلون أن تواجهوا في الدور القادم؟
في مثل هذه الوضعية نحن لا ننظر إلى حجم المنافس، لأننا الأصغر في قائمة الأندية المعنية بتنشيط ثمن النهائي، و بالتالي فإننا نتمنى أن تنصفنا عملية القرعة باللعب مجددا بقالمة، من أجل كسب الدعم الجماهيري الكبير، و تمكين الولاية بأكملها من كسر الروتين الكروي القاتل الذي أصبحت تعيشه، بعد سقوط الترجي إلى قسم ما بين الرابطات، و غيابه عن الأضواء لسنوات طويلة، و مهما كانت الظروف فإن اللعب داخل الديار سيزيدنا دفعا لتجسيد حلم مواصلة المغامرة، رغم أننا نفتخر بما حققناه، و اللعب ضد خصم من الرابطة المحترفة الأولى يبقى أمل كل الأنصار، لأن الجميع في قالمة يتمنى مشاهدة مقابلة ضد مولودية أو اتحاد العاصمة، و شخصيا أفضل أن نلاقي شبيبة القبائل، كوني احتفظ بذكريات عديدة في ثمن النهائي ضد هذا المنافس.
• هذا يعني بأنك لعبت الدور ثمن النهائي في مشوارك الكروي ... أليس كذلك؟
مسيرتي الكروية طويلة، لأنني أبلغ من العمر 39 سنة، و قد تقمصت ألوان العديد من الأندية، منها مستقبل الرويسات، اتحاد الأخضرية، ترجي قالمة، نصر الفجوج، أولمبي قلعة بوصبع و اتحاد بلخير، و قد شاءت الصدف أن أتخطى عقبة الأدوار الجهوية 6 مرات، لكن الملفت للانتباه أنها هذه هي المرة الثالثة التي أسجل فيها تأهلا إلى ثمن النهائي، الأولى كانت في 2005 مع ترجي قالمة، و أقصينا على يد شبيبة القبائل بملعب العلمة بهدف قاتل، و الثانية الموسم الفارط مع نصر الفجوج، و تكرر نفس السيناريو مع الكناري، مما يجعلني أتمنى هذه المرة استضافة شبيبة القبائل بقالمة.
• لكن التألق في الكأس لم يتماش و مسيرة الفريق في البطولة. فما سبب ذلك؟
هذا اللغز حيّر جميع المتتبعين، لأننا نمتلك مجموعة منسجمة و متكاملة، و الإدارة عملت على توفير كافة الإمكانيات التي تسمح بتحقيق الأهداف المسطرة، كما أننا قمنا بتحضير جيد، و رهاننا كان بالأساس على لعب ورقة الصعود، إلا أن انطلاقتنا لم تكن موفقة، بتسجيل الكثير من التعادلات بملعب علي عبدة بقالمة، و وضعيتنا الراهنة في ترتيب الجهوي الأول لرابطة عنابة لا تواكب الانجاز التاريخي الذي حققناه في الكأس، و بالتالي فإن هدفنا أصبح منحصرا في سرقة الأضواء أكثر في هذه المغامرة التاريخية، بعد رهن كامل الحظوظ في التنافس على تأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، إذ أنه من المنطقي تغيير الهدف حسب النتائج، و لو أننا سنعمل إلى تدارك الوضع في باقي مشوار البطولة.
حــاوره: ص / فرطــاس