اعتبر رئيس اتحاد عنابة عبد الباسط زعيم الفوز المحقق على حساب شباب حي موسى بمثابة مفتاح بوابة الرابطة المحترفة الثانية، وذلك بعد الاطمئنان بنسبة كبيرة جدا على تاشيرة الصعود، الأمر الذي جعله يشرع في رسم خارطة الطريق الخاصة بالموسم الجديد.
زعيم أكد في هذا الإطار بأن اتحاد عنابة مد خطوة عملاقة نحو الرابطة المحترفة الثانية، لأننا ـ كما قال ـ " قطعنا نحو 90 بالمئة من المشوار بنجاح، والجولات المتبقية تتطلب منا تسيير البطولة بذكاء، مع توخي الحيطة والحذر من باقي المنافسين، وذلك لتفادي سيناريو الموسمين الفارطين، حيث عاشت عنابة على وقع كابوس كروي، بتضييع الصعود في آخر منعرج من السباق، ولو أن المعطيات تختلف كلية هذا الموسم، لأننا نحوز على هامش مناورة مريح، بالتواجد على بعد 8 نقاط من أقرب الملاحقين، وهذا قبل 7 محطات من بلوغ خط النهاية".
إلى ذلك أوضح زعيم بأنه وبصفته المسؤول الأول على النادي فإنه سيشرع في التفكير مبكرا في الموسم القادم، مادامت معالم الصعود قد ارتسمت بنسبة كبيرة جدا، وأول خطوة سأقوم بها هي التمسك بخدمات المدرب كمال مواسة، لأنني ـ حسب تصريحه ـ " لا أنكر الجميل، وهذا المدرب وافق على العمل في قسم الهواة بحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بوالدي، وكذا تعلقه الكبير باتحاد عنابة، رغم أنه تلقى العديد من العروض من أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، لكنه فضل العمل في عنابة، بنية المساهمة في إعادة الفريق إلى مكانته الحقيقية، وعليه فإن ثمار العمل الجبار الذي قام به لا بد أن يجنيها معنا، سيما بعد سياسة التشبيب التي انتهجها، والتي مكنت المتتبعين من اكتشاف مواهب واعدة من المدرسة العنابية".
وفي نفس السياق، أكد زعيم بأن التفكير المبكر في الموسم القادم يمر عبر الجلوس على طاولة النقاش مع المدرب كمال مواسة والمناجير العام للفريق كمال بوعصيدة، وذلك لضبط حاجيات التعداد، وتشريح الوضعية الراهنة من جميع الجوانب، لأن ما عشناه هذا الموسم يبقى ـ على حد تعبيره ـ " بمثابة التجربة القاسية الذي يجب أن نستخلص منها الدروس، لأن الاستقدامات تمت بطريقة عشوائية، وبعض الصفقات كانت خاسرة، بدليل أن أغلب المستقدمين أصبحوا خارج نطاق الخدمة، بسبب تواضع المستوى الفردي، أو التعرض لإصابات بليغة، وهي عوامل لا بد أن نأخذها بعين الاعتبار الموسم المقبل، لو أن خبرة مواسة ستسمح لنا بذلك، لأننا نريد بناء فريق قادر على قول كلمته، مادامت عنابة لها من مقومات النجاح ما يسمح لها بالتواجد في الرابطة المحترفة الأولى، دون نسيان الدور الكبير للأنصار، لأن كل مبارياتنا أصبحت تجرى بحضور ما لا يقل عن 50 ألف متفرج".
من الجهة المقابلة، أعرب المدرب كمال مواسة عن ارتياحه للمردود الذي قدمته تشكيلته في اللقاء الأخير أمام شباب حي موسى، مؤكدا بأن فريقه لم يرتكب هفوات كثيرة، بالمقارنة مع المواجهتين السابقتين أمام كل من أمل مروانة وحمراء عنابة، و ذلك راجع ـ حسبه ـ " إلى الانضباط التكتيكي الكبير الذي أظهره اللاعبون، فضلا عن الحضور الجدي في الصراعات الثنائية، لأن هذا التفوق كان كافيا لصنع الفارق، وأخذ الأسبقية في النتيجة منذ الشوط الأول".
مدرب "الطلبة" أشار أيضا إلى أن فريقه قطع شوطا معتبرا نحو منصة التتويج، خاصة بعد النجاح في تعميق الفارق إلى 8 نقاط عن أقرب الملاحقين، لكنه اعتبر بالمقابل قمة الجولة القادمة بتقرت بمثابة المنعرج الحاسم، لأننا ـ كما صرح ـ " لو ننجح في العودة بنتيجة إيجابية سنحسم نهائيا مصير الصعود، وبالتالي فإننا نسعى لتحقيق هذا المبتغى، وذلك بالتحضير بجدية لهذا الموعد، مما جعلنا نمنح اللاعبين فترة راحة لمدة 36 ساعة لاسترجاع الامكانيات".
ص / فرطــاس