وجهت اللجنة الفيدرالية للتحكيم برئاسة الدكتور خليل حموم صبيحة أمس الأربعاء، اعذارا شديد اللهجة للحكام، يقضي بتسليط عقوبة الشطب النهائي والفوري من الساحة الكروية الوطنية لكل حكم تتسرب معلومة تتعلق بتعيينه، لإدارة مباراة سواء في الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني أو بطولة وطني الهواة، وحتى في قسم ما بين الرابطات، مع تحميل الحكام الرئيسيين كامل المسؤولية في مثل هذه القضايا.
وحسب المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر جد موثوق، فإن اللجنة المختصة كانت قد استدعت 16 حكما رئيسيا منتصف الأسبوع المنصرم، من أجل الاستماع إلى أقوالهم و تصريحاتهم بشأن بعض التسريبات الخاصة بالتعيينات، دون تسليط أية عقوبة على هؤلاء الحكام، والذين يوجد من بينهم بلحبيب، بشير، عاشوري، نادر وبوسعدية، على اعتبار أن لجنة التحكيم كانت قد وردت إليها أخبار تحدثت عن علم أشخاص من خارج سلك التحكيم بتعيينات 16 طاقما كانوا مكلفين بإدارة مباريات يومي 17 و 18 أفريل الجاري، وهو الأسبوع الأول الذي شرع فيه بالعمل بنظام السرية في التعيينات، وعدم نشرها على المواقع الرسمية للرابطات المختصة.
وأضاف مصدرنا بأن مسؤولي اللجنة أشعروا الحكام المعنيين بقضية تسريب التعيينات الشخصية و بلوغها إلى رؤساء بعض الفرق، الأمر الذي جعل المسؤول الأول على سلك التحكيم الدكتور حموم يسارع إلى اتخاذ جملة من التدابير الاستعجالية، في مقدمتها الاكتفاء بإشعار الحكم الرئيسي بقرار تعيينه لإدارة مقابلة و تاريخها، و هذا قبل يومين من موعد اللقاء، على أن يتكفل مسؤول دائرة التعيينات منير دبيشي بإرسال التعيين الشخصي للحكام الرئيسيين عبر البريد الإلكتروني كل على حدى، و هذا قبل 24 ساعة من الموعد المحدد لانطلاق المباراة، لكن هذا التعيين يتضمن رسالة نصية قصيرة تلقي بكامل المسؤولية على الحكم الرئيسي لضبط الترتيبات و إشعار مساعديه بتدابير السفر دون إخبارهم بالمقابلة و لا حتى مكان إجرائها، و هذا تفاديا لأي «سيناريو» قد يكون كفيلا بتكرار «فضيحة» طلب رشوة التي تورط فيها الحكم المساعد محمد أمين رزقان دون علم الحكم الرئيسي بوخالفة.
و استنادا إلى ذات المصدر فإن تعليمات حموم تقضي بالتعامل بطريقة استثنائية مع المباريات الحاسمة، و ذلكم بتجميع عدة طواقم في فندق واحد، على أن يتم توزيع الحكام قبل نحو 4 ساعات من توقيت انطلاق المقابلات، و هو الإجراء الذي يخص بالأساس اللقاءات التي تجرى بالجزائر العاصمة و ضواحيها، في الوقت الذي تقرر فيه إلزام الحكام الرئيسيين بالتستر التام على التعيينات، على أن يشعر كل حكم مساعديه بالمقابلة التي سيديرونها أثناء السفرية، مع تكليف الحكم الرئيسي بالتواصل مباشرة مع حموم في حدوث أي طارئ، أو إقدام عنصر من الطاقم على المناورة و الاتصال هاتفيا بشخص آخر لإشعاره بالتعيين.
بالموازاة مع ذلك أكد مصدر «النصر» بأن حموم طالب أعضاء لجنته بضرورة مسايرة هذا النظام في العمل على مدار الجولات المتبقية من بطولات الموسم الحالي، لأن الأسابيع الماضية عرفت تسجيل بعض النقائص، بدليل أن الحكم الرابع الذي كان معينا في لقاء السبت المنصرم بقسنطينة بين «السنافر» و جمعية الشلف لم يتم إبلاغه بالتعيين، مما دفع بالحكم الرئيسي غربال إلى الاتصال بمسؤولي اللجنة الذين عينوا الحكم العيد مغزي من رابطة قسنطينة في آخر لحظة من أجل سد الفراغ، كما أن قضية إرسال طاقمين لإدارة نفس المقابلة في بطولة وطني الهواة بين «الورد» و «الموك» على حساب «ديربي» وفاق القل و شبيبة سكيكدة الذي بقي دون طاقم تحكيم إلى غاية انتهاء الشوط الأول ظلت من النقاط السلبية التي ألح حموم على ضرورة تجاوزها في هذه المرحلة. و في سياق متصل عمدت اللجنة الفيدرالية للتحكيم إلى تعيين الحكم المساعد عباس زرهوني ضمن الطاقم الذي سيتكفل بإدارة نهائي الكأس العسكرية عرفانا منها بالنزاهة الكبيرة لهذا الحكم الشاب، خاصة و أنه كان برفقة رزقان في سفريتهما من بلعباس إلى قسنطينة، من دون أن يكون على علم بخيوط «السيناريو» المنسوج بين صديقه و رئيس فرع كرة القدم لنصر حسين داي كمال سعودي، قبل أن يتفاجأ بقرار إعفائه من إدارة المقابلة، بالرغم من أنه كان قد وصل إلى مدينة البرج، و عليه فقد تقرر إدراجه ضمن تركيبة طاقم نهائي الكأس العسكرية بغرض تكريمه على النزاهة.
صالح فرطـــاس