يرى عضو الطاقم الفني لوفاق سطيف رضا بن دريس، بأن إقالة رابح ماجر في هذا التوقيت قرار صائب، على اعتبار أن المنتخب الوطني فقد الكثير من هيبته، منذ استلام الأخير زمام العارضة الفنية، مشيرا بأنه يمني النفس في التعاقد مع حليلوزيتش أو كيروش، كونهما يمتلكان المواصفات المناسبة، كما تحدث ابن مدينة «عين الفوارة» عن رأيه في مونديال روسيا، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الذي خص به النصر.
• ما رأيك في القرار الذي اتخذته «الفاف» بالتخلي عن الناخب الوطني رابح ماجر ؟
أعتقد بأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، قد اتخذت قرارا صائبا بإقالة رابح ماجر في هذا التوقيت، على اعتبار أن النتائج لم تخدمه، كما أن المنتخب الوطني فقد الكثير من هيبته وإمكانياته منذ استلام نجم بورتو الأسبق لزمام العارضة الفنية، يجب أن تعلموا بأن هناك فرق كبير بين ماجر اللاعب الأيقونة، الذي لا يزال التاريخ يحتفظ بمشواره الحافل، سواء مع الأندية أو الخضر، وماجر المدرب الذي لا يمتلك المؤهلات الكافية لقيادة منتخب مثل الجزائر، أنا أشاطر قرار مسؤولي»الفاف» بالتخلي عن خدماته، خاصة وأننا كنا مجبرين على التغيير لإعطاء نفس جديد للمنتخب الوطني، الذي يمر بفترة حرجة للغاية، بدليل الهزائم المتتالية في الوديات، لعل آخرها أمام كل من جزر الرأس الأخضر والبرتغال.
• ما رأيك في الأسماء المقترحة لتدريب الخضر، ومن تراه المدرب الأنسب ؟
حان الوقت لجلب مدرب كفء يملك خبرة كبيرة مع المنتخبات، والاتفاق معه على ضرورة العمل على المدى المتوسط والبعيد، من خلال منحه الوقت الكافي لإعادة ترميم بيت الخضر، الذي عصفت به المشاكل، وجعلته يتواجد في وضعية لا يحسد عليها، ما عجل برحيل ماجر وكافة أعضاء طاقمه الفني، أرى أن واحدا من المدربين كيروش أو حليلوزيتش الأنسب للمنتخب في المرحلة المقبلة، لما يمتلكانه من مؤهلات تمكنهما من السيطرة على المجموعة التي نحوز عليها، كما أن سيرتهما الذاتية تعزز من فرص نجاحهما مع الخضر، الذين تراجعوا بشكل مخيف منذ العودة من مونديال البرازيل.
• لنتحدث الآن عن منافسة كأس العالم، ما رأيك في مستواها الفني وهل ارتقت إلى مستوى التطلعات ؟
أظن أن بطولة كأس العالم الحالية، لم ترق إلى المستوى المطلوب إلى حد الآن، كما أنها لم تلب رغبات المتتبعين والمشجعين، وهذا راجع لعدة عوامل، في مقدمتها اللعب بتخوف، وكذا اللعب دون ثقة، والتي ستكتسب بمضي المباريات، مع انتهاج طرق دفاعية من أغلب المنتخبات المشاركة، بدليل ما وقفنا عليه في غالبية اللقاءات.
• لماذا لم تظهر المنتخبات العربية بالمستوى المطلوب؟
فيما يخص المنتخبات العربية، فقد صدمتنا بمستواها الفني الباهت، باستثناء «أسود الأطلس»، الذين وقفوا الند للند لعملاقي الكرة العالمية إسبانيا والبرتغال، ولولا الحظ السيء لظفروا بتأشيرة التأهل إلى الدور المقبل، لقد كانت باقي المنتخبات العربية (السعودية وتونس ومصر) بعيدة كل البعد عن أجواء المونديال، وذلك راجع إلى أنها تعتبر التأهل إلى النهائيات بمثابة الإنجاز الأعظم.
• هل الأداء الباهت للعرب يؤكد عدم أحقيتهم بالمشاركة في مثل هذه التظاهرات أم أن المنتخبات الأخرى وصلت لمستوى كبير جدا؟
يجب أن نعترف بأننا بعيدون كل البعد عن المستوى العالي، ولا يمكننا المنافسة على شيء في مثل هذه التظاهرات الكبرى، خاصة مع المنتخبات الأوروبية، التي تتفوق علينا بسنوات ضوئية، سواء في مجال التكوين أو حتى في نوعية اللاعبين، وبالتالي لم أتفاجأ بخيبة المنتخبات العربية، التي تلقت دروسا حقيقية في أبجديات كرة القدم.
• بصراحة، هل يتحمل مدربو المنتخبات العربية المسؤولية؟
مدربو المنتخبات العربية لا يتحملون أي مسؤولية، وحتى إن جلبنا الأفضل في العالم، لن يحققوا ما نصبوا إليه، في ظل الفروقات الكبيرة في المستوى بين اللاعب العربي، مقارنة بالأوروبي والأمريكو لاتيني.
• ماذا بخصوص نيجيريا والسنغال ؟
نيجيريا والسنغال حفظا ماء وجه الكرة الإفريقية، حيث أقصي «النسور» بصعوبة كبيرة أمام منتخب «التانغو»، في وقت لا يزال أشبال أليو سيسي (أسود الترانغا) ينافسون على ورقة التأهل، التي تبدو بين أيديهم، خاصة في ظل احتلالهم للصدارة رفقة المنتخب الياباني، ويكفيه التعادل في اللقاء الأخير أمام كولومبيا من أجل ضمان مكانة في الدور ثمن النهائي.
• ما رأيك في معاناة المنتخبات العريقة، وهل هناك تغييرات في مستوى موازين القوى؟
لا يمكن الحديث عن وجود تغييرات في موازين القوى، باستثناء ظهور بعض المنتخبات الجيدة، على غرار كرواتيا، كما أرى أن المنتخبات العريقة سوف تعود إلى مستوياتها الحقيقية شيئا فشيء، وستمتعنا بأدائها الراقي مع انطلاق الأدوار القادمة، التي سيختلف فيها أسلوب اللعب مقارنة بدوري المجموعات.
• ما رأيك في استخدام تقنية «الفيديو»؟
تقنية «الفيديو» هي لحماية المظلوم، وإعطاء كل الفرق حقها، ولكن للأسف لحد الآن رأينا استعمالها لصالح المنتخبات الكبيرة فقط، فمثلا المنتخب المغربي كانت له ضربة جزاء واضحة ضد البرتغال، غير أن الحكم رفض اللجوء إلى «الفيديو»، وبذلك حرم «أسود الأطلس» من فرصة التعديل، كما أن هذه التقنية أثارت جدلا كبيرا في لقاء نيجيريا والأرجنتين أيضا، حيث يمكن القول بأن الحكام قد ظلموا ممثل الكرة الإفريقية، رغم أنني لست متأكدا من وجود ضربة جزاء ضد اللاعب روخو، على اعتبار أن هناك من يقر بوجود قانون جديد فحواه أن اللاعب الذي يضرب الكرة بالرأس وتصطدم بيده لا تصفر ضده ضربة جزاء، بسبب عدم التعمد.
• من ترشح للفوز بالمونديال ؟
أعتقد أن التتويج سينحصر بين وفرنسا وكرواتيا والبرازيل والأورغواي، بالنظر إلى الخبرة الكبيرة التي يتمتعون بها في مثل هذه البطولات.
• لماذا أبهرنا رونالدو مع البرتغال، في وقت قدم ميسي أداء باهتا مع الأرجنتين ؟
رغم الهدف الذي سجله النجم ليونيل ميسي في لقاء نيجيريا ومساهمته في تأهل «التانغو» للدور المقبل، هناك علامة استفهام كبيرة تطرح بخصوص مستوى لاعب برشلونة الإسباني مع منتخب بلاده، فبالإضافة إلى الحراسة اللصيقة المفروضة عليه، وكذا المستوى المتواضع لزملائه، أرى أن المدرب سامباولي لم يستطع إيجاد التوليفة أو الطريقة المثلى لتحرير ميسي ووضعه في ظروف جيدة للبروز والتألق، أما فيما يخص غريمه التقليدي كريستيانو رونالدو، فأظن أنه أثبت أنه آلة للتهديف ومنقذ منتخب بلاده البرتغال، وأتوقع ظفره بهداف نهائيات كأس العالم بروسيا .
حاوره: مروان. ب
