أكد المدرب كريستيان غوركوف بأن حصيلته مع المنتخب الجزائري خلال 10 أشهر من العمل كانت إيجابية، بعد النجاح في تجسيد شطر كبير من الأهداف التي كانت مسطرة، لكنه اعترف بأن الإخفاق في «كان 2015» يبقى بمثابة التجربة القاسية التي لا بد أن تُستخلص منها الدروس و العبر تحسبا للمواعيد القادمة، حيث جدد قوله بأن «الخضر» كان باستطاعتهم تخطي عقبة كوت ديفوار في ربع النهائي، إلا أن نقص التركيز كلفهم غاليا، كما اعتبر المشاركة في دورة قطر الأخيرة واحدة من المحطات التي لا بد من أخذها كمعيار في قادم الإستحقاقات.
غوركوف و في ندوة صحفية نشطها صبيحة أمس بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف أشار إلى أن ثمار سياسة العمل التي إنتهجها منذ مباشرة عمله إرتسمت ميدانيا من خلال التطور الملحوظ ـ حسبه ـ في نظام اللعب، و مدى تأقلم اللاعبين مع الطريقة التي ما فتئ يراهن عليها، رغم إعترافه بأن هناك بعض المشاكل التقنية التي ما زالت تتطلب عملا ميدانيا جادا لبلوغ الهدف المسطر، على إعتبار أن المنتخب تبقى تنقصه السرعة في الأداء و المبادرة إلى صنع اللعب بالإعتماد على التمريرات القصيرة و السريعة بين اللاعبين في مختلف الوضعيات، و مع ذلك فقد خلص إلى القول بأنه راض عن العمل المنجز من الناحية التقنية، في ظل توفير الفاف للإمكانيات الكفيلة بتجسيد البرنامج المسطر، فضلا عن عدم وجود أية مشاكل تخص الجانب الإنضباطي وسط المجموعة سواء مع اللاعبين أو مع أعضاء مختلف الطواقم، لأن النجاح في تسيير المنتخب يمر عبر شرط أساسي، و هو الإستقرار.
هذا وقد عرج الناخب الوطني على الحديث عن القائمة المعنية بمباراة السيشل و أكد بأنه لم يكن مرتاحا للمردود الذي يقدم على مستوى محور الدفاع، و إستدل في ذلك بتواضع مستوى الثنائي مجاني و حليش في «كان 2015» و عدم قدرتهما على تشكيل محور منسجم يضمن التغطية اللازمة لكامل المنطقة، قبل أن يكشف بأنه مازال بصدد البحث عن لاعبين جدد بإمكانهم تخليصه نهائيا من هذا المشكل، مما جعله يعمد إلى توجيه الدعوة لبلكلام بعد تماثله إلى الشفاء، و هنا فتح غوركوف قوسا ليشير إلى أنه على يقين بأن هذا اللاعب لم يستعد بعد كامل إمكانياته، خاصة و أن إبتعاده عن أجواء المنافسة كان لفترة طويلة، و بالتالي فإن بلكلام سيكون خلال التربص القادم تحت متابعة متواصلة من طرف الطاقمين الطبي و الفني و هذا على مدار 3 أسابيع التي تسبق المقابلة، قبل الوقوف على جاهزيته من الجانبين البدني و التقني.
من جهة أخرى إعترف غوركوف بأن عدم إدراج شافعي في القائمة لا يعني إقصاءه النهائي، بل أن المستوى الذي ظهر به بلقروي مع النادي الإفريقي جعله يستحق تلقي الدعوة، حيث صرح في هذا الشأن قائلا:
« لقد تابعت بلقروي في لقاء النادي الإفريقي ضد جمعية الشلف و وقفت على المؤهلات الفردية العالية التي يمتلكها، و قد وجهت له الدعوة للعب في محور الدفاع، و ليس كما تداولته الصحافة على أساس أنه خيار إضافي لتغطية الجهة اليسرى من الدفاع، لأنني بصدد البحث عن مدافعين محوريين، و بلقروي واحد من الخيارات التي تستحق نيل فرصتها، بينما تبقى أمامي الكثير من الحلول في منصب الظهير الأيسر، مادام زفان قادر على اللعب في هذا المنصب».
على صعيد آخر فند غوركوف أن يكون القائد مدحي لحسن قد قرر الإعتزال دوليا، و أكد في رده عن سؤال بخصوص هذه القضية بأن سبب غياب اللاعب يعود بالدرجة الأولى إلى الإصابة التي تعرض لها، و التي ستجبره على إجراء عملية جراحية ستبعده عن أجواء المنافسة لمدة شهر على اقل تقدير، كما أنه سينشغل بعدها بفترة «الميركاتو» لتقرير مستقبله مع النادي، قبل أن يستطرد بالقول: «لقد تحدثت مع لحسن هاتفيا في مناسبتين و صرح لي بأنه سيواصل اللعب مع المنتخب بصفة عادية».
أما بخصوص بعض الأسماء التي ستسجل عودتها أوضح غوركوف بأن قديورة كان يعاني من إصابة، لكنه عودته إلى المنافسة كانت قوية، و قد صنع الحدث مع نادي واتفورد في الدوري الإنجليزي، و قد تابعت مباراته ضد كريستال بلاس، و وقفت على جاهزيته من جميع الجوانب، بحكم أنه متواجد في أوج العطاء من الناحية الفردية، و خبرته كفيلة بتقديم الإضافة للمنتخب في غياب لحسن.
و في رده عن سؤال بشأن الحارس مبولحي أشار غوركوف إلى أن المعطيات تغيرت مقارنة بتلك التي كانت في ديسمبر الماضي، لأن هذا الحارس يمر بظروف عصيبة و لم يتدرب مع فريق فيلاديلفيا الأمريكي طيلة شهر كامل، الأمر الذي كان له تأثير سلبي كبير على مستواه، بصرف النظر عن جاهزيته من الناحية المعنوية، الأمر الذي جعل الطاقم الفني يعفيه من المشاركة في هذا التربص إلى غاية إتضاح الرؤية حول مستقبله مع هذا النادي، و كذا نجاحه في العودة إلى أجواء المنافسة في أسرع وقت ممكن. و في سياق متصل أوضح الناخب الوطني بأن مبولحي كان في فترة راحة طيلة شهر ديسمبر الماضي، و قد تدرب في تلك الفترة تحت إشراف ميكائيل بولي، لكن العمل بهذا النظام هذه المرة أمر مستحيل.
إلى ذلك إعتبر غوركوف توجيه الدعوة للحارس خذايرية بمثابة فرصة مناسبة للوقوف إلى إمكانياته الفردية و مدى قدرته في التأقلم مع محيط المنتخب، بعدما سبق له المشاركة في العديد من التربصات الخاصة بالحراس، لأن خذايرية كان من المقرر أن يرافق المنتخب إلى قطر، لكن مشكلته التي طفت على السطح مع إدارة وفاق سطيف جعلته يشطب من القائمة في آخر لحظة، و خلص الناخب الوطني إلى القول بأن حراسة المرمى لا تطرح أي مشكل في المنتخب الجزائري في الوقت الراهن.
بالموازاة مع ذلك أكد غوركوف بأنه شطبه الثلاثي نبيل غيلاس، طافر و رشيد غزال من القائمة كان بسبب إفتقار كل عنصر للمنافسة، و عدم مشاركته بصورة منتظمة مع ناديه، مما يؤدي إلى ضعف اللياقة البدنية و عدم الجاهزية، و لو أن الناخب الوطني فضل الرد بإختصار على سؤال يخص غيلاس، لمح من خلاله إلى عدم وجود أي مشكل مع أي عنصر، و أن المعيار الرئيسي في ضبط القائمة يكمن في الجاهزية، بينما أرجع سبب عدم توجيه الدعوة لطافر و غزال إلى معاناة كل عنصر من الناحية البدنية، و بقائه بحاجة إلى عمل جبار ، معتبرا هذا الثنائي من بين الطاقات التي يراهن عليها لبناء مستقبل المنتخب في المرحلة القادمة.
من جهة أخرى فقد إعترف غوركوف بأن مشاركة «الخضر» في دورة قطر أواخر مارس المنصرم تبقى عبارة عن درس لا بد أن يستخلص منه العبر و الدروس، حيث أكد في هذا الصدد بأنه كان قد تنقل بنية منح الفرصة لجميع اللاعبين من أجل المشاركة، لكن الهزيمة ضد المنتخب القطري في اللقاء الأول و ما أعقبها من ردود أفعال من الوسط الكروي الجزائري أجبرتني ـ كما قال ـ « مراجعة كل الحسابات و إعادة النظر في البرنامج المسطر، فكان المنتخب قد ظهر بمستوى أفضل في المقابلة الثانية ضد عمان، و هي تجربة جاءت إمتدادا لما عايشناه في «الكان»، لأننا فزنا و تأهلنا على السنغال بعد مقابلة بطولية لم تكن سهلة، إلا أن الهزيمة غير المستحقة أمام كوت ديفوار كلفتنا الكثير» .
صالح فرطــاس