يعيش بولاية قسنطينة 12 نوعا من الخفافيش، في موائل متفرقة، تنشط بقوة في ضواحي المناطق الحضرية، ووجوده بحسب الباحث في العلوم الزراعية، مؤشر حيوي ممتاز على صحة بيئتنا، لذلك يجب حمايته من الانقراض وفهم متطلباته البيئية وتوعية السكان المحليين بأهميته الإيكولوجية، والمحافظة على المساحات الخضراء والمسطحات المائية داخل المدن، وزيادة عددها.
والخفافيش بحسب الأستاذ في العلوم الزراعية بجامعة تيارت الدكتور منصف آيت عبد السلام من الثدييات الطائرة الوحيدة بالعالم القادرة على الطيران النشط، أي على توجيه نفسها عن طريق الطيران في اتجاهات مختلفة، وذلك من خلال تحديد موقعها بالصدى، وتوجيه نفسها والبحث عن الفريسة.
الدكتور تابع بالقول إن وجودها مؤشر حيوي ممتاز على صحة بيئتنا، على سبيل المثال فهي لا تحب الأماكن الملوثة للغاية، وبالتحديد تلوث الهواء، كما أنها تتبع الظروف المناخية فعلى سبيل المثال إن وجدنا نوع الخفافيش المسمى بترايدنت الصحراء في الشمال، فإن هذا يعني أن المناخ أصبح أكثر جفافا. وبحسب المتحدث، فإن أكثر من 1400 نوع من الخفافيش يعيش حول العالم، بينهم 2 بالمئة من فصيلة الجرابيات، 5 بالمئة من الأرتيوداكتيل 5 بالمئة من أكلات اللحوم، و 8 بالمئة من أكلات الحشرات، أما في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فتتنوع الخفافيش بشكل معتدل، حيث يوجد 63 نوعا ينتمي إلى 8 عائلات.
ولأن قسنطينة ثالث أكبر مدينة في الجزائر، ورغم ذلك تنميتها الحضرية غير منضبطة، وخاصة في المناطق المحيطة بالمدن، أين تتواجد الأراضي ذات الإمكانات الزراعية العالية، قام الباحث، برفقة الأستاذ بوناصر من جامعة تيسمسيلت، والأستاذة عابد من جامعة تيارت والباحث التونسي دلهومي، والباحث الفرنسي أولانييه من المعهد الوطني للبحث في الزراعة والبيئة وبالتنسيق مع جمعية نادي علم الكهوف والأنشطة الجبلية قسنطينة، فحص 22 موقعا من الموائل المتاحة التي تعيش فيها الخفافيش بولاية قسنطينة مرة واحدة وخلال ظروف مناسبة لا يوجد مطر ولا رياح)، حيث بدأت عملية تسجيل النقاط بحسب المتحدث، عند غروب الشمس واستمرت لمدة ساعة واحدة، وذلك باستخدام كاشف الموجات فوق الصوتية المتصل بشريط رقمي محمول والدذي يرصد حركة الخفافيش ويسجلها. كما تم خلال هذه العملية بحسب المتحدث زيارة خمسة أماكن لاستراحة الخفافيش، وهي غار الضباع، مغارة طبيعية بجبل شطابة، ونفق ضيق يقع عند سفح مضيق وادي الرمال، ومقبرة والي سيدي سليمان، وكدا مبنى قديم لمنجمين مهجورين لحجر العقيق، يقع بجبل أولاد سالم بشرق. بلدية عين السمارة
وأكد آيت عبد السلام، بأنه تم تسجيل ما مجموعه 12 نوعا من الخفافيش في قسنطينة، والمناطق المحيطة بها، 10 أنواع تم تحديد موقعها عن طريق الصدى، وخمسة أنواع تم رصدها في مجاثمها أي في موقعها البيئي، وقد كانت تجمعات الخفافيش بحسبه أكثر تنوعا، ففي المناطق الريفية، توجد 9 أنواع و 7 أنواع في ضواحي الأرياف، أما في المواقع الحضرية فقد تم رصد 6 أنواع ، ومع ذلك لم يلحظ أي اختلاف في مؤشر نشاط الخفافيش بين المناطق الثلاث.
ففي المناطق الريفية، كان نشاط الخفافيش أقوى في المسطحات المائية والبحريات والتلال وفي مياه نبع داليا، وكان ثراء الأنواع في منبع داليا بـ 3 أنواع، أما في غابة جبل شطابة وحقول الحبوب في عين السمارة فقد كانت الأنواع أقل بكثير ، أما في ضواحي الأرياف، فقد تم الإبلاغ عن معظم نشاط الخفافيش في بستان غانترا والتي يقدر عددها 5. ويضيف الباحث، بأنه في المناطق الحضرية كانت الخفافيش نشطة للغاية في ثلاثة مواقع على طول ضفة وادي الرمال بالقرب من حي كوحيل الأخضر، الحديقة السفلى لسيدي مبروك، حديقة المنزل، مشيرا في ذات السياق بأن الخفافيش كانت أقل نشاطا في السويقة بالمدينة القديمة لكثافتها السكانية.
وأضاف ايت عبد السلام، بأن pipistrellus kuhii، النوع الأكثر شيوعا بقسنطينة تم تسجيله في 22 موقعا، يليه tadarida teniotis حيث تم تسجيله في 18 موقعا، وكان نشطا بشكل خاص في الحديقة السفلية لسيدي مبروك، وفوق وادي الرمال، بعد ذلك تم تسجيل ferromequinum amyotis punicus rhinolophus تم اكتشافهم بضواحي المدينة، وفي منجم الأونيكس بعين السمارة، وفي غار الضبعة. وأكد الباحث، بأن الدراسة التي قام بها، توصلت إلى نتائج مهمة جدا، حيث قدمت قائمة تتضمن أنواع الخفافيش التي تعيش بولاية قسنطينة وأكدت فرضية أن ثراء أنواع الخفافيش ينخفض في المناطق الحضرية، بدليل أن النشاط الإجمالي للخفافيش في المناطق الحضرية الثلاث التي تم أخذ عينات منها متشابه تماما، مما يشر إلى أن مجموعات الخفافيش المتزامنة تعوض النقص في الأنواع الأخرى.
وهو بحسبه أمر مهم لتحقيق التوازن البيئي، مؤكدا أن الدراسة توصلت بأن الطرق الصوتية لا مثيل لها في رصد الخفافيش المحبة للحجر ويجب بحسب آيت عبد السلام، إجراء المزيد من الخرجات الميدانية لفهم المتطلبات البيئية لبعض الأنواع بشكل أفضل، وإيجاد وحماية مجاثم الأنواع الأكثر عرضة للخطر في المنطقة الحضرية، مشددا على ضرورة المحافظة على المساحات الخضراء والمسطحات المائية داخل المدن وزيادة عددها.
كائن مهدد بالانقراض
وأشار المتحدث بأن جميع الأنواع الموجودة في الجزائر محمية بموجب القانون المرسوم التنفيدي عدد 12-235 المؤرخ في 24 ماي 2012 ، ورغم ذلك فإن أنواعا كثيرة من الخفافيش مهددة بالانقراض وبعضا الأخر أقل تعرضا للتهديد ، ولكن القاسم المشترك بين جميع الأنواع أنها هشة وبشكل خاص خلال أوقات معينة من دورتها السنوية، وخاصة خلال فصل الشتاء وأثناء الولادة والرضاعة.
وقال بأنه خلال الدراسة التي أجراها تمكن من تحديد بعض الأنواع المهددة بالانقراض بولاية قسنطينة، أكثرهم الفأر المغاربي، في حين النوع الكحلي ليس مهددا بالانقراض، وتواجه هذه الطيور بحسب المتحدث العديد من التهديدات، منها الطبيعية، وتتمثل في الطيور الجارحة الليلية، كالبومة، والزواحف مثل الثعابين، والقطط عندما تنام الخفافيش معلقة في مكان يسهل الوصول إليه.وتعتبر بحسبه الأنشطة البشرية أكبر تهديد للخفافيش، حيث أن التوسع الحضري في الغابات والبيئات الطبيعية يؤثر على مجاثم الخفافيش وموائل الصيد، علاوة على ذلك فإن استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة يعرض الخفافيش وهي جميعها آكلة للحشرات في قسنطينة لاستهلاك حشرات ملوثة بهذه المواد الكيميائية الخطيرة ويؤدي بها في بعض الأحيان إلى الموت.
كما أن التغير المناخي ظاهرة طبيعية للإنسان يد فيها، يجبر الخفافيش على تغيير مكانة إقامتها بشكل متكرر.
حمايته تحقق التوازن البيئي
وأضاف الباحث أن حماية هذه الثدييات تتطلب رفع مستوى الوعي المحلي، منذ سن مبكرة جدا، حول هذه الحيوانات غير الضارة ومدى أهميتها لتوازن النظام البيئي والزراعة وصحة الإنسان، مؤكدا على حماية مجاثمها الطبيعية فضلا عن موائل الصيد الخاصة بها، ويعتبر بحسبه بناء مجاثم صناعية لجذب الخفافيش إلى موقع معين وحماية الأنواع المحلية خيارا جيدا
وأكد آيت عبد السلام، بأنه ومع تغير المناخ تشعر العديد من أنواع الخفافيش بالتهديدات، فتذهب في بعض الأحيان إلى تغيير بيئتها الطبيعية للحفاظ على بقائها على قيد الحياة، لذلك فإنه وقبل إقامة أي مشروع أو التسبب في حريق غابة، يجب أن نفكر فيما إذا كانت هذه البيئة لا تستضيف هذا الطائر، ونقوم بما نسميه بدراسة التأثير البيئي. وأشار في سياق منفصل، إلى أن الخفافيش عبارة عن مستودعات، أي حاملات صحية للعديد من الفيروسات، البيكتيريا، الطفيليات والفطريات وعدة أمراض كداء الكلب، وكورونا، التي يمكن أن تهدد البشر، لذلك عند التعامل معها يجب تجنب لمسها، وخاصة بدون قفازات.
لينة دلول
التساقطات المطرية ساهمت في ذلك
المناطق الرطبة بأم البواقي تستقطب أزيد من 25 ألف طائر
عرفت المناطق الرطبة بولاية أم البواقي هذا الموسم، عودة غير مسبوقة للطيور المهاجرة، التي وجدت مناخا ملائما ساعدها على التعشيش والتبييض والتكاثر، في مشهد دفع بعشرات الفضوليين من المصورين وعشاق الطبيعة إلى التوجه لهذه المناطق والتقاط صور ومشاهد توثق جمال الطبيعة، غير أن بعض السلوكيات باتت مؤثرة على الطيور في أعشاشها في ظل عدم احترام الشغوفين بالطبيعة لخصوصية الطيور وبيوضها.
أحمد ذيب
11 منطقة رطبة طبيعية و5 مناطق غير طبيعية بأم البواقي
المكلف بالإعلام ورئيس مصلحة حماية الحيوانات والنباتات بمحافظة الغابات لولاية أم البواقي عمر عبد الرؤوف أوضح في لقائه بالنصر، بأن ولاية أم البواقي تحتوي على 11 منطقة رطبة طبيعية بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 160 ألف هكتار خلال فترة التساقطات، ويتعلق الأمر بمنطقة شط تينسيلت بأولاد زواي والتي تتربع على مساحة 2154 هكتارا وقرعة عنق الجمل وقرعة المغسل ببوغرارة السعودي والتي تقدر مساحتهما بـ18140 هكتارا للأولى وألف هكتار للثانية وكذا منطقة قرعة الطارف بعين الزيتون ومساحتها تقدر بـ33460 هكتارا وكذا منطقة قرعة قليف بعين الزيتون ومساحتها 24 ألف هكتار وهاته المناطق تم تصنيفها ضمن اتفاقية رامسار الدولية بتاريخ الثاني عشر من شهر ديسمبر من سنة 2004، إلى جانب منطقة شط تيمرقانين العذبة بعين الزيتون ومساحتها 1460 هكتارا وكذا سبخة الزمول بين بلديتي أولاد زواي والحرملية ومساحتها تقدر بـ6765 هكتارا ومنطقة بحيرة بولهيلات ببوغرارة السعودي التي تصل مساحتها 856 هكتارا، وهي المناطق الثلاثة التي تم تصنيفها ضمن اتفاقية رامسار الدولية بتاريخ التاسع عشر من شهر ديسمبر من سنة 2009، إضافة إلى 3 مناطق غير مصنفة ويتعلق الأمر بمنطقة شط الزهار بعين الزيتون التي تصل مساحتها 100 هكتار وكذا منطقة شط الملاح بعين الزيتون كذلك ومساحتها 860 هكتارا إضافة لمنطقة عقلة طويلة بأم البواقي ومساحتها تبلغ 200 هكتار، وأضاف المتحدث بأن 8 مناطق رطبة بالولاية تم تصنيفها ضمن قائمة «رامسار» الدولية منها 5 مناطق صنفت سنة 2004 و3 مناطق تم تصنيفها سنة 2009 وتقع أغلب هاته المناطق في الجهة الجنوبية للولاية موزعة على 5 بلديات ويتعلق الأمر بعين الزيتون وبوغرارة السعودي والحرملية وأولاد زواي وأم البواقي، ويضاف إلى هذه المناطق 5 أخرى غير طبيعية وهي اصطناعية على غرار سد أوركيس الذي يقصده نوع معين من أصناف النوارس المهاجرة، إضافة إلى البرك والأحواض المائية على غرار المتواجدة بمناطق ولمان ولحميمات.
إحصاء قدوم 25433 طائرا للمناطق الرطبة بأم البواقي
رئيس مصلحة حماية الحيوانات والنباتات بمحافظة الغابات بأم البواقي، أشار بأن الفترة الأكثر إقبالا للطيور المهاجرة على المناطق الرطبة بالولاية، تبدأ بداية الشتاء أين ينطلق موسم الهجرة بداية شهر جانفي على امتداد فترة الربيع وذلك بحسب توفر المياه، وخلال هذا العام بلغت نسبة امتلاء هذه المناطق 80 بالمائة، الأمر الذي جعلها جاذبة للطيور على عكس العام الماضي الذي ميزه الجفاف، أين لم يتجاوز عدد الطيور المهاجرة التي تم إحصاؤها ألفي طائر، وهذا الموسم تم إحصاء 25433 طائرا من أصناف مختلفة، أين يبلغ صنف الطيور المهاجرة 34 صنفا بينهم الشهرمان وهو الأكثر قدوما للمناطق الرطبة بالولاية بعدد طيور بلغ 10937 طائرا ويأتي ثانيا طائر النحام الوردي بـ8056 طائرا، في الوقت الذي تم الموسم الماضي إحصاء قدوم 957 طائر صنف شهرمان من أصل 2069 طائر قدم للمناطق الرطبة بأم البواقي، إضافة إلى أصناف مختلفة على غرار النحام الوردي وبط أبو فروة والنكات الأنيق وسقد شمالي والبط الخضاري وبط أبو مجرف وبط البلبول وحذف الشتوي وأبو طويلة وقطقاط اسكندري وكروان رمادي واللقلق الأبيض وبلشون رمادي وحمراوي شائع والبلشون الأبيض الكبير وبط أبيض الرأس.
وبخصوص طريقة الإحصاء أوضح المتحدث بأنه وبعد منتصف شهر جانفي تنطلق عملية الإحصاء، أين يتم تسخير فرق مختصة تابعة لمحافظة الغابات بمساعدة مختصين وأساتذة جامعيين وباحثين، باستعمال مناظير يتم إحصاء الطيور المهاجرة، وبين المتحدث بأنه وانطلاقا من منتصف شهر جانفي وخلال أسبوع كأقصى تقدير تتوقف عملية الإحصاء وابتداء من العاشر من شهر ماي تنطلق عملية إحصاء الطيور المعششة وفراخها، وتنتهي عملية الإحصاء نهاية شهر ماي، وبحسب المتحدث فموسم التزاوج والتعشيش ينطلق أواخر شهر أفريل وبداية شهر ماي، أين يتم إحصاء أصناف مختلفة على غرار الشهرمان والغرة السوداء، وهي التي تتكاثر عندما تجد الظروف المناسبة، وتوفر الغذاء في الماء وكذا توفر الأمن بتواجدها في مكان هادئ يساعدها على التعشيش والتكاثر، وتتميز جل أصناف الطيور المهاجرة بالمغادرة نحو مناطق أخرى بحثا عن ظروف العيش من غذاء وأمن وماء، ويبقى صنف قليل منها على مستوى المناطق الرطبة على طول العام فقط إذا توفر الماء على غرار صنفي «النكات» و»أبو طويلة».
وبحسب المتحدث فالطيور المهاجرة التي تصل المناطق الرطبة بأم البواقي، موطنها الأم هو شمال أوروبا على غرار بولندا وألمانيا الشمالية والنرويج والسويد وعند برودة الأجواء تهاجر نحو المناطق الرطبة بالجزائر، ويتم وضع أختام بلاستيكية في أرجل الطيور للدلالة على مكان ميلادها والتعريف بموطنها وأن الإحصاء شملها، وأضاف المتحدث أنه وخلال سنوات 2006 وحتى 2009 تم القيام بأول تجربة للأختام البلاستيكية للطيور المهاجرة بالجزائر، وكان أول ختم جزائري لطائر النحام الوردي، أين تضمن رمزا سريا للدلالة على دولة الميلاد وسنة الميلاد والإحصاء الذي شمله.
أسماء علمية متفق حولها عالميا وترجمات تختلف بين منطقة وأخرى
وبخصوص تسمية الطيور المهاجرة من نحام وردي وبط أبو فروة وشهرمان ونكات أنيق وغيرها من التسميات، أوضح محدثنا بأن الأسماء علمية ومتفق على بعضها عالميا خاصة الأسماء اللاتينية، أما الترجمة للعربية فهناك اختلاف بين منطقة وأخرى اختلاف المشرق عن المغرب العربي، وفي الجزائر الأسماء تم اعتمادها وطنيا، والمديرية العامة للغابات ضبطت ووحدت هذه التسميات واعتمدتها للطيور المهاجرة باللغة العربية.
مخالفات بالجملة تؤثر على تكاثر الطيور وتدفعها للهجرة بلا رجعة
يضيف محدثنا بأن المناطق الرطبة يمنع فيها الصيد منعا باتا، وبالرغم من ذلك فمصالح محافظة الغابات تتلقى بين الحين والآخر بلاغات عن وجود حالات صيد عشوائي، أين يتم القيام بدوريات ميدانية على مستوى المناطق الرطبة على غرار «شط تينسيلت» التي يتم على مستواها استهداف بيض البط وكذا على مستوى «قرعة الطارف» التي يتم بها استهداف طائر «الكرك الرمادي» المعروف محليا باسم «الغرنوق»، كما يتم بجل المناطق سرقة بيض الأعشاش، وهي ظاهرة تؤثر على التوازن البيئي وتؤثر سلبا على السلسلة الغذائية في هذه المناطق، فالتأثير يكون على التكاثر وعلى التوازن داخل هذه المناطق، الأمر الذي يدفع الطيور للهجرة، ناهيك عن ظاهرة سرقة المياه، التي تم تسجيلها عبر جل المناطق الرطبة بالولاية خاصة منها ذات المياه العذبة على غرار منطقة «تيمرقانين» وبنسبة أقل منطقة «شط تينسيلت» وذلك لاستعمالها في السقي الفلاحي، أين توجه من طرف فلاحين لسقي محاصل القمح والشعير، وأكد المتحدث بأن فرق الغابات تستقبل بلاغات عن الظاهرة دون التمكن من رصدها، في ظل قيام بعض الفلاحين باللجوء لإيصالات عشوائية مخفية تحت التراب، بالإضافة إلى ظاهرة التخلص من مياه الصرف الصحي داخل «شط تينسيلت» في انتظار تجسيد مشروع محطة لتصفية المياه القذرة بسوق نعمان.
فيما سجل تدهور مساحات خضراء لنقص الصيانة
إتــــلاف شجيـــــرات بعلــي منجلـــي في قسنطينــــــة
أتلف مجهولون في يوم واحد أزيد من 50 شجيرة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي تم غرسها من طرف مؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين نحاس، حيث تم تقديم شكوى لدى مصالح .
وتم، في الأيام الأخيرة إتلاف أزيد من 50 شجيرة تم غرسها على مستوى المحور الرابط بين محور دوران الوحدة الجوارية 16 والوحدة الخامسة، ليتم على إثرها تقديم شكوى لدى مصالح الأمن من طرف المقاولة، التي أوكلت لها مؤسسة تهيئة علي منجلي مشروع الغرس وتزيين بعض المحاور، فيما تم أيضا إتلاف أشجار بالوحدة الجوارية 4 بمحيط إقامات علي منجلي 3 و 4 وكذا فاطمة نسومر.
وأكد مصدر مسؤول من المؤسسة، بأنه قد تم إحصاء أزيد من ألفي شجرة تم تخريبها منذ انطلاق عملية غرس الأشجار بالمدينة، حيث يتم في كل مرة إعادة غرسها ثم تتلف عمديا في كل مرة، كما سجل حرق مساحات خضراء تم غرس العشب بها، والتي كان آخرها بساحة الوحدة الجوارية 17، فيما لاحظنا أن وضعية المساحة الخضراء بمحور دوران الوحدة 16 قد بدأت تتدهور بسبب سلوكات سلبية تصدر عن شباب يتخذون منها مكانا للسهر.
وبلغة الأرقام أوضح المتحدث، أنه قد تم غرس 225333 مترا مربعا من العشب عبر مختلف الوحدات الجوارية، التي استفادت من عمليات تهيئة شاملة، في حين تم غرس ما يزيد عن 33 ألف شجرة وشتلات ورد ، مؤكدا أن المشكلة الكبرى تكمن في نقص الصيانة التي أضحت منعدمة تماما، كما لفت إلى أن المؤسسة تبذل مجهودات مضنية من خلال إعادة إصلاح ما يتم تخريبه أو إتلافه.
وأبرز المندوب البلدي عزيز بشيري، أنه يتم في كل مرة عقد اجتماعات بين مصالح البلدية من أجل العمل على تسيير مختلف المشاريع والمساحات الخضراء المنجزة، غير أن الإمكانيات المادية، التي تتوفر عليها المؤسسات العمومية المكلفة بتسيير المساحات الخضراء والنظافة، لا تؤهلها أن تتكفل بها بشكل جيد ، كما أشار إلى تسجيل التحطيم العمدي للكثير من الأشجار أو الشجيرات.
وحذر المتحدث، من تلف مزيد من الأشجار و المساحات في حال استمرار الوضع على حاله وعدم التكفل بها، حيث قال أنه تم غرس المئات من الأشجار في حين تم إنشاء العديد من المساحات الخضراء والتي تتطلب،كما أكد، صيانة وعناية دائمة للحفاظ عليها، مقترحا منح مهام الصيانة لمؤسسة تسيير مدينتي علي منجلي وعين نحاس حفاظا عليها.
ويلاحظ أيضا ، تدهور لمختلف المساحات الخضراء بالوحدات الجوارية 7،8، 6، 17 ،1، حيث تآكل العشب الأخضر في غالبية التجمعات التي تزينت لفترة باللون الأخضر ثم عادت الوضع إلى حالها السابق بعد أن اختفى العشب بشكل نهائي، كما تدهورت وضعيته بالعديد من النقاط الأخرى على غرار تلك المنجزة بمسار الترامواي.
ويسجل أيضا بعلي منجلي، تجول قطعان الماعز والأغنام وحتى الأبقار في الأوساط الحضرية رغم أن القوانين تمنع هذه التصرفات، فيما يطالب ممثلو المجتمع المدني، بضرورة تدخل السلطات لمنع هذه التجاوزات، علما أن جمعيات المجتمع المدني مؤخرا، قد نظمت عبر مختلف الوحدات الجوارية حملات تنظيف وغرس بالتنسيق مع البلدية، حيث أكد المندوب بشيري بأنه يتم مرافقة الجمعيات بالتجهيزات والشاحنات ووسائل الغرس، كما أكد بأن تنظيمات أخرى ستنضم حملة غرس كبرى يومي 28 و 29 من الشهر الجاري.
لقمان/ق