500 مليار لإنقاذ غابات النخيل ببسكرة
تدعم قطاع الري الفلاحي بولاية بسكرة، بمشروع انجاز مجموعة من المناقب العميقة موجهة لسقي غابات النخيل القديمة ببلديات الجهة الشرقية و الغربية.
و حسب ما كشف عنه مدير القطاع بالولاية، فإن المشروع جاء بهدف إعادة الاعتبار لآلاف النخيل و إنقاذها من الهلاك و إنهاء معاناة آلاف الفلاحين الذين كثيرا ما عبروا عن تذمرهم الشديد بشكل خلق لديهم صعوبات جمة في ممارسة نشاطهم الزراعي.
و ذلك في ظل عدم وجود بدائل مائية تعد أساسية في تطوير نشاطهم، زيادة على عدم مقدرتهم على إنجاز مناقب جديدة و جمع المياه المتواجدة على مستوى الطبقة الألبيانية العميقة تحت سطح الأرض.
المشروع الذي ضبطت بشأنه جميع الإجراءات القانونية، سيتم تنفيذه ببلديات سيدي عقبة، عين الناقة، الحوش، زريبة الوادي والفيض شرق الولاية ومناطق أولاد جلال ، سيدي خالد،مليلي، أوماش، الدوسن، ورأس الميعاد بالجهة الغربية بعد اختيار الأرضيات رصد لها غلاف مالي يقارب 500 مليار سنتيم
وسيسمح المشروع حسب مسؤولي القطاع، بإنقاذ ثروة النخيل و توسيع المساحات الفلاحية المسقية ببعض المناطق الفلاحية، خاصة و أن بسكرة تتوفر على أكثر من 104 آلاف هكتار من المساحات الفلاحية المسقية، و التي تشمل المحيطات المغروسة بالنخيل و الخضروات المبكرة و حقول الحبوب.
و بحسب القائمين على القطاع، فمن المرتقب أن ترتفع المساحات المسقية في المستقبل عند دخول بعض المشاريع الجديدة حيز الاستغلال، على غرار محطة تصفية المياه المستعملة في منطقة المسدور ببسكرة و كذا سد فم الخرزة بسيدي عقبة، بعد الانتهاء من عملية نزع الأوحال منه و توسعة قدرة استيعابه لإنهاء المعاناة المطروحة بحدة في السنوات الأخيرة، في ظل تعرض مئات الآلاف من النخيل لخطر الموت، بعد أن كانت تعتمد مباشرة على المخزون الجوفي القريب من سطح الأرض، لكن مع النقص المسجل في التساقطات المطرية و فترة الجفاف، نضبت معظم الآبار و سجل جفاف شبه تام للسواقي بسبب قلة تدفق مياه بعض الأودية و في مقدمتها وادي جدي، زيادة على ذلك، عدم المراقبة و التحكم الجيد في صرف المياه باتجاه الأراضي الزراعية المجاورة.
وقد تحولت الكثير من الغابات خاصة بمناطق سيدي عقبة، الحوش، الفيض وأولاد جلال إلى ساحات لجذوع النخيل، و ذلك تحت تأثير العطش الشديد بعد عدم سقي بعضها منذ أكثر من 4 سنوات متتالية، رغم الاستنجاد بمياه بعض الآبار المنجزة بطريقة تقليدية.
و أكد بعض المتضررين من الأزمة بالمناطق المذكورة، أن أحلامهم وأدها الجفاف و ضاعت الأماني الكبيرة في الحفاظ على ثروتهم الغابية التي تنتج آلاف الأطنان من مختلف أنواع التمور.
و أمام معضلة غياب مياه السقي التي تأثرت بها الكثير من الجهات، بما في ذلك الواقعة على امتداد الضفتين الجنوبية و الشمالية لوادي جدي و كذا مناطق السباعي، و السرجان
و عين قريمو، و بن حبشي، و الخوانة، و غيرهم، فقد دق مالكو النخيل و العاملون في مجال زراعتها في الكثير من المناسبات، ناقوس الخطر للإسراع في اتخاذ جملة من الإجراءات المستعجلة، بغية المحافظة على ثروة النخيل و ذلك من خلال رفع التجميد عن بعض المشاريع المسجلة، مع ترميم الآبار القديمة و تقديم تسهيلات للفلاحين لحفر آبار جديدة و إنجاز سدود سطحية و أخرى باطنية بهدف تخليصهم نهائيا من أزمة العطش و تأثيراتها السلبية على القطاع الزراعي عامة.
ع/بوسنة