يُحاول «الحرقة» من عنابة إلى فرنسا للقاء ابنه
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بمعاقبة 3 متهمين بأحكام تراوحت ما بين 3 و 5 سنوات سجنا نافذا، على خلفية توقيفهم متلبسين بنقل البنزين لتنظيم رحلة للهجرة غير الشرعية انطلاقا من شاطئ جنان الباي، وكان أحد الموقوفين يحاول الحرقة للعودة إلى فرنسا، أين ترك ابنه هناك قبل 3 سنوات من الإقامة كمهاجر غير شرعي.
النيابة العامة التمست في حق المتهمين عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا عن بجناية تهريب المهاجرين من طرف أكثر من شخص في إطار جماعة إجرامية منظمة.
و تعود وقائع القضية، إلى تاريخ 27 سبتمبر 2017، عندما أوقفت مصالح الدرك الوطني شاحنة صغيرة بحي سيدي عيسى المطل على البحر، كان على متنها شخصان و يتعلق الأمر بالمدعوين (ب.ع.ا) سائق الشاحنة و مرافقه (ع.م) و بتفتيش الشاحنة، تم ضبط دلاء مملوءة بمادة البنزين و ضبط 63 أورو و 30 دولار كندي بحوزة مرافق السائق، و بمواصلة التحريات، تبين بأنهما كانا بصدد نقل البنزين إلى شاطئ جنان الباي المعروف بواد بقراط، بغرض تزويد مركب للهجرة غير شرعية و التي سلمها للسائق المدعو بلال و بقي المدعو (خ.ا) في حالة فرار.
و صرح المتهم (ب.ع.ا) أمام هيئة المحكمة، بأنه يمارس نشاط نقل عمومي على متن شاحنة صغيرة من نوع «فيات»، و على الساعة الثالثة زولا، كان راكنا المركبة بالموقف المخصص لشاحنات النقل العمومي خلف المركز المتوسطي «كام»، حينها تقدم منه شخص لا يعرفه يدعى بلال، و طلب منه أن يقوم بإيصال له بعض الأغراض إلى بلدية سرايدي، و بعد لحظات، عاود هذا الأخير لقاءه، أين قدم على متن شاحنة من نوع جاك كان يقودها شخص آخر و كان على متنها مجموعة من الدلاء مملوءة بالبنزين، أين قام بشحنها على متن شاحنته و قد رافقه شخص يدعى (ع.م) و هو من طرف المدعو بلال، دون أن يكون على علم بأن دلاء البنزين مخصصة لاستعمالها في الهجرة غير الشرعية، مضيفا بأنه تلقى أجرة التوصيل بقيمة 7000 دج.
و أكد المتهم (ع.م) على أنه كان بصدد الهجرة غير الشرعية لأنه يرغب بالالتحاق بعائلته بعد أن مكث بالتراب الفرنسي كحراق لمدة 3 سنوات و تزوج و أنجب طفلا لكن تم ترحيله، أين قام بالاتفاق مع المدعو بلال على الهجرة غير الشرعية، و فعلا تلقى مكالمة من هذا الأخير يوم الوقائع، ليخبره بأنه تمت برمجة الرحلة في نفس الليلة، و أوضح بأن صديقا له مغترب هو من عرفه على المدعو بلال، مؤكدا على أنه لم يسدد أي مبلغ مالي مقابل هذه الرحلة، كونه لا يحوز على المال.
حسين دريدح