الجراد يحدث حالة طوارئ في أوساط الفلاحيــن
تعرف الكثير من المزارع و المستثمرات الفلاحية بالجهة الشرقية لولاية بسكرة، هذه الأيام، انتشارا واسعا لأسراب الجراد التي قضت على الكثير من المحاصيل الزراعية، خاصة بمناطق الفيض، زريبة الوادي و عين الناقة التي تضررت بها الزراعة الحقلية و المحمية على حد سواء.
و قال بعض المزارعين في حديثهم للنصر، بأن الجراد الزاحف قضى على منتجاتهم الزراعية بنسب متفاوتة بما في ذلك عملية البذر، مما يهدد الإنتاج لهذا الموسم بعد أن تسبب في إتلاف الغطاء النباتي رغم محاولة المتضررين إنقاذ ما يمكن إنقاذه بوسائلهم الخاصة.
و بحسب ذات المصدر، فإن أسراب الجراد وصلت إلى المنطقة منذ عدة أسابيع حيث شاهد المزارعون أعدادا معتبرة منه بإقليم بلدية الفيض في بادئ الأمر، قبل انتقالها لمناطق أخرى مجاورة معروفة بغطائها النباتي الرعوي.
و يتخوف المزارعون من وصول أسراب الجراد إلى المناطق الغابية، خصوصا و أن الأعداد التي تم رصدها، بدأت في الطيران مما يشكل تهديدا حقيقيا للمحاصيل الزراعية، خصوصا و أن موسم جني التمور لازال مستمرا.
و أوضح بعضهم، بأن معالجة الأمر في البداية من قبل الفلاحين بنوع من اللامبالاة و عدم الاكتراث، قد تكون عواقبه وخيمة في قادم الأيام، بسبب هذه الحشرة الضارة ما جعلهم يعيشون حالة من القلق إثر تضاعف أعداده، ما يستدعى حسبهم تكثيف مكافحته و إيفاد لجنان مختصة لمعاينة الأضرار.
و في هذا السياق، أوضح رئيس بلدية الفيض، بأن المصالح الفلاحية قامت بدورها ، من خلال تخصيص شاحنات للمكافحة، لكن تهاون بعض الفلاحين و عدم إدراكهم بخطورة الأمر، حال دون القضاء على الظاهرة بشكل نهائي، مشيرا في سياق حديثه، إلى أن العملية شملت جميع المناطق المتضررة بما في ذلك التابعة للعرش، بعد أن أعاقت الأمطار الأخيرة و فيضان بعض الأدوية بالمنطقة، عملية المكافحة، بالنظر إلى توحل المسالك و صعوبة استعمالها لعدة أيام.
من جهتهم يعيش فلاحو منطقة سيدي عقبة و ما جاورها، حالة من الخوف و القلق على محاصيلهم الزراعية، خاصة المحمية منها، ما دفع بعضهم لإطلاق نداءات استغاثة، قبل أن تغزو أسراب الجراد مزارعهم و تقضي على منتجاتهم، بعد أن سجل تحركها من منطقة لأخرى، مطالبين بتدخل كل الجهات و متابعة الموقف دعما للجهود المبذولة من قبل المصالح الفلاحية، التي تسعى جاهدة للتحكم في الوضع تفاديا لتأزمه مستقبلا. ع/بوسنة