تراجع أسعار السمك بـ 50 في المئة بالطارف
عرفت أسعار السمك بأسواق ولاية الطارف، انخفاضا بنسبة قاربت 50بالمئة بالنسبة للسمك الأزرق و 15بالمئة لأنواع السمك الأبيض، وهذا نتيجة لوفرة المنتوج البحري وتكثيف البحارة لنشاطهم بعد قيام بعض المهنيين بتجديد أسطولهم الذي يعود إلى أكثر من 3عقود و استفادة آخرين من الدعم لاقتناء سفن جديدة في إطار برنامج كناك، فيما تم تصدير 48 طنا نحو بلدان أوروبية و عربية .
و قد كان لزيادة الإنتاج السمكي الأثر الإيجابي على تراجع الأسعار إلى مستواها الطبيعي، حيث انهارت أسعار سمك السردين الذي يكثر عليه الطلب لنوعيته و جودته، إلى حدود 300و400 دينار، بعد أن لامست مؤخرا سقف 800و900 دينار للكلغ ، وهو ما أدى إلى تهافت كبير للمواطنين على اقتناء حاجياتهم من هذه المادة البروتينية، بعد أن قاطعوها لأشهر.
و خاصة الفئات المحرومة و البسيطة، كما تراجعت أسعار السمك الأزرق من 1500دينار بالنسبة للمارلون و الروجي إلى 1300دينار و الكروفيت من 1200دينار للكلغ إلى 1000دينار و الطونة "بودا" من 900دينار إلى 600دينار، فيما تراجعت أسعار القطع من الأسماك ما بين 200و400دينار خلافا
للأيام السابقة .
في حين شهدت نقاط بيع الأسماك عودة النشاط والحركة لها بعد حالة من الركود دامت طويلا، بعد أن اضطر الباعة و أصحاب نقاط بيع الأسماك المرخصة، غلق محلاتهم بسبب عدم استقرار الأسعار و تدني الإنتاج ومعه بلغت الأسماك مستويات خيالية من الغلاء الفاحش ، قبل أن تعاود الأسعار النزول إلى حالتها العادية منذ عدة أيام مستفيدة من الوفرة و توازي العرض مع الطلب، الأمر الذي ساهم في كسر الاحتكار و المضاربة بهذه المادة في السوق المحلية. و أرجع بعض الصيادين تحسن الإنتاج السمكي و تراجع الأسعار، إلى عصرنة أسطولهم البحري الذي يعود معدل عمره إلى أكثر من 30سنة، من خلال اقتناء مهنيين سفن جديدة و صيانة السفن القديمة التي كانت عائقا أمام الرفع من مردودية الإنتاج لعدم قدرتها على الصيد في أعالي البحار و مقاومة الأمواج العاتية، فضلا عن انتهاج الصيادين طرق و وسائل حديثة في الصيد بعيدا عن الطرق التقليدية التي كانت منتهجة و التي ساهمت في تحقيق الأهداف المرجوة في الزيادة من الإنتاج البحري نوعا و كما و كسر الأسعار في السوق.
ليبقى العائق الذي يشكو منه نشاط الصيد البحري غياب مسمكة لتنظيم عملية التسويق و محاربة المضاربة التي تقف وراءها مافيا السمك من داخل الولاية و خارجها، و رغم تحسن الإنتاج السمكي لم يخف الصيادين أصحاب السفن جملة من المشاكل التي يتخبطون فيها و التي باتت ترهن القطاع، من ذلك قدم الأسطول البحري و كثرة الأعطاب و غلاء و ندرة قطع الغيار التي يتم جلبها حاليا بالعملة الصعبة من فرنسا و تونس ، وانعدام وحدة لصيانة السفن وهي العملية التي يتم القيام بها بميناء طبرقة التونسية ، علاوة على نقص اليد العاملة من البحارة و ارتفاع حجم الأعباء.
من جهتها أفادت مديرية الصيد البحري و تربية المائيات، بتسجيل زيادة في إنتاج السمك هذه السنة بنسبة 20بالمئة، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، و قد بلغ مجموع الإنتاج البحري حوالي 3300طن منها2780طنا من السمك الأزرق بنسبة تفوق 75بالمئة، السمك الأبيض280طنا، القشريات 40طنا، الرخويات 60طنا و ابوسيف100طن.
و أشارت المصالح المعنية، إلى أن 80بالمئة من الإنتاج السمكي يسوق نحو الولايات الداخلية ، وهذا في غياب آليات فعالة للحد من الفوضى والمضاربة التي تطبع سوق السمك في غياب مسمكة التي ستكون عملية عن قريب بالميناء الجديد للصيد ، لمحاربة الاحتكار والحد من غلاء الأسعار.
و أضافت ذات المصالح، بأن زيادة الإنتاج السمكي هذه السنة، تعود إلى تحسن الظروف المناخية و تكثيف المهنيين لنشاطهم بزيادة عدد الخرجات للبحر لتعويض خسائر الأيام الفارطة و تدعيم الأسطول البحري بسفن جديدة ممولة، في إطار أجهزة التشغيل بما فيها صيانة و إعادة الاعتبار لعدد من السفن الصيدية القديمة و المهترئة، للرفع من قدراتها الإنتاجية و التنافسية.
و سجلت مصالح التجارة، تصدير 48طنا من الأسماك نحو الخارج في عدة عمليات قام بها 4متعاملين، تم خلالها شحن منتوج السمك المحلي و الذي يبقى عليه الطلب كبيرا نحو أسواق عدد من الدول الأوروبية و العربية على غرار فرنسا ، إسبانيا ، إيطاليا وتونس وهذا في سياق تنويع الصادرات خارج مجال المحروقات .
نوري.ح