تشهد مشاريع انجاز النفقين الأرضيين و الجسور عبر شبكة الطرق العابرة وسط مدينة برج بوعريريج، تباطؤا في وتيرة الأشغال، تجسد في تجاوز المقاولة لأجال الإنجاز، بعدة أسابيع دون أن تعطي نسب الأشغال الحالية مؤشرات عن قرب موعد اتمامها لإنهاء معاناة السائقين و المواطنين من مشاكل الاختناق و الزحام المروري ما جعلهم يبدون استيائهم من هذا التأخر، حيث لا تزال المشاريع الكبرى التي انطلقت أشغالها منذ منتصف العام الفارط عبارة عن ورشة أشغال مفتوحة، رغم تحديد المقاولة لمدة 8 أشهر بالنسبة للنفق الأرضي المتواجد بالقرب من ثانوية السعيد زروقي و مدة عام لإنجاز النفق الأرضي القريب من فندق الترقي بالمدخل الشرقي لمدينة البرج.
و قد استهلك مشروع انجاز النفق الارضي الواقع بالقرب من ثانوية السعيد زروقي و المركب الثقافي عائشة حداد أزيد من 11 شهرا منذ انطلاق الأشغال، رغم تحديد أجال الانجاز في البطاقة الفنية للمشروع بثمانية أشهر فقط، و كذلك الحال بالنسبة لمشروع النفق الأرضي و الجسر الكائنين بحي الـ 500 مسكن في المدخل الشرقي لمدينة البرج الذي يعرف هو الآخر تأخرا كبيرا في وتيرة الإنجاز و حالة من الفوضى في الأشغال دفعت سكان الحي المجاور في الكثير من المرات إلى إبداء تخوفاتهم من حدوث انزلاقات للتربة بالقرب من أماكن الحفر، خاصة خلال فترات التساقط.
و زيادة على هذا التأخر و التباطؤ الملحوظ في الأشغال يبدو للعيان خلال تفقد المشروعين أن الأشغال لم تتجاوز نسب 60 إلى 70 في المائة بمجمل المشاريع المفتوحة لتحسين شبكة الطرقات بعاصمة ولاية برج بوعريريج، وجعلها أكثر سهولة من حيث حركة المركبات خاصة بالأماكن التي تشهد ازدحاما و اختناقا مروريا.
و فيما سجلت هذه المشاريع في الأساس من أجل القضاء على مشكل الإزدحام المروري، يبقى أصحاب السيارات و المركبات يشتكون من تباطؤ الأشغال و تسببها في متاعب كبيرة للسائقين لما خلفته من ارباك و ازدحام في حركة المرور، خاصة و أن أماكن هذه المشاريع تتواجد بمحاور الطرقات الرئيسية و بأماكن تشهد حركية كثيفة للمركبات و تعد من بين النقاط الرئيسية للدخول إلى وسط المدينة، عبر مفترق الطرق الكائن بالقرب من المركب الثقافي عائشة حداد و ثانوية السعيد زروقي الذي يعد المنفذ الرئيسي لمستعملي الطريق الوطني رقم 106 و سكان بلديات الجهة الشمالية للولاية و كذا مستعملي الطريق الوطني رقم 05 ناهيك عن كونه أهم محور في حركة المرور وسط مدينة البرج، حيث تسبب غلق هذه الطرقات بسبب تواصل الأشغال منذ شهر جوان من العام الفارط، في زحمة مرورية لتغيير مخطط حركة المرور عبر طرقات ضيقة لم تستوعب العدد الكبير من المركبات و السيارات، ما زاد من استياء السائقين و كذا المواطنين المتنقلين في وسائل النقل سواء بسيارات الأجرة و كذا حافلات النقل الجماعي، في ظل قضائهم لفترات طويلة من أجل قطع مسافات قصيرة بوسط المدينة و ذلك لما تسببت فيه أشغال انجاز النفقين الأرضيين من اختناق مروري، و طول مدة الانجاز التي تجاوزت الأجال القانونية، ناهيك عن عدم اكتمال الأشغال و تباطئها ما ينذر باستمرار الوضع و المعاناة لمدة أطول في حال عدم تدخل مديرية الأشغال العمومية و السلطات الولائية لدفع المقاولة المكلفة بالأشغال لاحترام الأجال المحددة قانونا و كذا الاسراع في وتيرة الأشغال لإنهاء معاناة مستعملي طرقات المدينة و فض مشكل تأثير حركات السير الكثيفة للمركبات بالطرقات الفرعية و طرقات الأحياء السكنية التي تضررت بشكل كبير بعد تحويل حركة المركبات من محاور الطرق الكبرى إلى هذه المسالك التي لم تعد تستوعب الحركية الكثيفة للمركبات من مختلف الأحجام و الأصناف .
و في هذا السياق أكدت مصادر من مديرية الأشغال العمومية على مراسلة المقاولة من طرف مصالحها و كذا من قبل السلطات الولائية التي أكدت على ضرورة احترام الأجال المحددة قانونا و الاسراع في اتمام الأشغال لإنهاء متاعب المواطنين، و هو الانشغال الذي عبرت عنه فعاليات المجتمع المدني و كذا أصحاب المركبات و الناقلين، فيما كان رد المقاولة على هذه الانشغالات بأن التأخر كان “ محتوما” بالنظر إلى اضطرارها توقيف الأشغال لمدة تزيد عن الشهرين خلال فصل الشتاء بالنظر إلى تساقط الثلوج و الأمطار لعدة أسابيع، ما أدى إلى عرقلة الأشغال و توقفها، فضلا عن المشاكل المتعلقة بتمرير مختلف الشبكات التي ظهرت مع بداية أشغال الحفر لانعدام مخطط واضح لمختلف الشبكات و البنى التحتية بمدينة البرج، ما استدعى تسجيل عمليات اضافية لتحويل مختلف الشبكات عن المسار المحدد للنفقين الأرضيين بما فيها شبكات الصرف الصحي و كذا شبكات الغاز الطبيعي و شبكات الألياف البصرية، الأمر الذي استهلك الكثير من الوقت قبل الانطلاق في أشغال الحفر و انجاز النفقيين و كذا الجسور.
و الجدير ذكره أن مدينة البرج قد استفادت من مشروعين لإنجاز نفقين أرضيين بغية جعل حركة المرور وسط المدينة أكثر سيولة و ليونة، و تكفلت بأشغال الإنجاز مجموعة “ سابتا و روتهام” لأشغال الطرقات و المشاريع الكبرى التي وضعت في تقييمها مدة 10 أشهر لإتمام أشغال النفق الأرضي المتواجد في المدخل الشرقي و 08 أشهر لإنجاز النفق الأرضي بمفترق الطرق القريب من ثانوية السعيد زروقي، و قد باشرت أشغال الحفر و الإنجاز منذ منتصف شهر جوان الفارط، أين شملت الأشغال اعادة تهيئة مختلف القنوات و شبكات الكهرباء و الألياف البصرية و كذا تهيئة منافذ لتصريف المياه بالأماكن المخصصة للمشروع التي تجاور طرقات فرعية.
ع/بوعبدالله
