نطقت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة، بعقوبة الإعدام للمتهم بقتل الطفل وسيم صاحب 15 سنة خلال شهر رمضان لسنة 2015، بطعنة خنجر في القلب بحديقة مسجد أول نوفمبر لسلب لوحته الإلكترونية «طابلات» و الذي كان رفقة شقيقه التوأم بالمسجد يتلوان القرآن.
جريمة القتل كانت قد هزت الرأي العام المحلي بباتنة، خاصة لوقوعها في شهر رمضان منتصف شهر جويلية من سنة 2015، حيث تلقت حينها مصالح الأمن بباتنة، بلاغا مفاده تعرض طفل إلى طعنات خنجر بحديقة مسجد أول نوفمبر و يتعلق الأمر بالطفل (ب. وسيم) الذي لم يتجاوز عمره 15 سنة و الذي تم تحويله إلى المستشفى الجامعي، غير أنه فارق الحياة أثناء محاولة إسعافه نظرا لخطورة الإصابة التي تعرض لها.
و عقب فتح تحقيق حول الجريمة من خلال سماع الشقيق التوأم للضحية (ب وسام)، قال بأنه كان رفقة شقيقه بمسجد أول نوفمبر، من أجل تأدية صلاة الظهر وقد بقيا بالمسجد بعد أدائهما للصلاة يتلوان القرآن إلى غاية الساعة الثالثة و النصف زوالا، حيث طلب منه شقيقه الضحية الخروج إلى حديقة المسجد أين تركه يتصفح لوحته الالكترونية «طابلات» بينما ذهب هو إلى نافورة المسجد ليتوظأ لصلاة العصر، وفي تلك الأثناء-يضيف- سمع صوت شقيقه يصرخ بعبارات «رب يعيشك أخطيني» فراح يجري ليستطلع الأمر لنجدة شقيقه.
و قال الشقيق التوأم للضحية، بأنه شاهد شقيقه يتعارك مع شخص لا يعرفه وقد كان الأخير يحمل في يده خنجرا وشقيقه ينزف دما من الجهة اليسرى لجسمه و كذلك من خده الأيمن، كما شاهد المعتدي يلوذ بالفرار باتجاه عمارات 150 مسكنا، مضيفا بأنه لا يعرف المعتدي غير أنه يتذكر أوصافه حيث كان أسمر البشرة و قصير القامة و قوي البنية و ذو شعر قصير و أكد على أنه في تلك اللحظة لم ينتبه للمعتدي، لأن شقيقه كان ينزف على الأرض مضيفا بأن المتهم حاول سلب شقيقه لوحه الإلكتروني.
مقترف الجريمة ظل في حالة فرار، قبل أن يسلم نفسه لمصالح الأمن بعد مضي 26 يوما عن قتله للطفل وسيم، حيث اعترف المدعو (هـ م) البالغ من العمر 23 سنة، بأنه هو من ارتكب الجريمة، مؤكدا على أنه و قبل تنفيذه للجريمة، تناول أربعة حبوب مهلوسة نوع ريفوتريل و حمل معه خنجرا من نوع باب الحارة و توجه إلى حي بوعقال، أين التقى صديقه ( ز م) 24 سنة الذي كان بحوزته سيف و بقيا يتجولان في المدينة، بعدها توجها إلى حديقة أول نوفمبر، حيث اعتادا قضاء أوقاتهما هناك، حينها شاهد الطفل وسيم الذي لا يعرفه جالسا بالحديقة و بيده «طابلات» بيضاء اللون، ليقرر سرقتها حيث اقترب من صاحبها (الضحية) و بقي مرافقه ينتظر ليقوم بتهديد ضحيته بواسطة الخنجر حتى يسلمه الطابلات.
و قال المتهم، بأن الضحية رفض تسليمه لوحته الإلكترونية و أبدى مقاومة شديدة و دون وعي منه وجه له طعنة على مستوى القلب، ليلوذ بعدها بالفرار عبر حي 150 مسكنا و بتفتيش مسكنه العائلي من طرف مصالح الأمن، تم ضبط أربعة سكاكين مختلفة الأحجام، من بينها خنجر نوع باب الحارة و عند مواجهته بشقيق الضحية، أكد على أنه يحمل نفس الأوصاف المورفولوجية و هو ما أكده شاهد آخر يعمل بائعا بإحدى محلات حي 150 سكنا و الذي أكد على أنه يوم الجريمة شاهد شابا يركض باتجاه حي بوعقال و قد سقط منه خنجر انحنى ليلتقطه و يده ملطخة بالدماء.
يـاسين/ع