ارتفعت قدرات النقل البري للأشخاص ما بين الولايات بقالمة، إلى أكثر من 5 آلاف مقعد في تطور جديد يعرفه قطاع النقل في السنوات الأخيرة لمواكبة التحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي تعرفها البلاد في السنوات الأخيرة.
و أصبحت ولاية قالمة اليوم، مرتبطة بأكثر من 21 ولاية بالشرق و الغرب و الوسط و الجنوب الكبير في تحول هام لم يعرفه القطاع من قبل و أصبح بإمكان الناس هنا بقالمة، الوصول إلى مختلف أنحاء الوطن عبر حافلات الخواص الذين قرروا رفع التحدي و فك الخناق المضروب على الولاية منذ سنوات طويلة، بسبب انعدام خطوط النقل الجوي و خطوط النقل بالقطارات.
و تجاوز عدد الناقلين العاملين ما بين الولايات، 80 ناقلا يشغلون أكثر من 130 حافلة متطورة تضمن الراحة و الأمان للمسافرين المتوجهين إلى مختلف مناطق الوطن، للعمل و العلاج و السياحة و زيارة الأقارب.
و إلى سنوات قليلة، ظلت قالمة في عزلة خانقة مع محيطها الإقليمي و الوطني، بسبب ضعف قدرات النقل التي بقيت مقتصرة على خطوط قليلة باتجاه عنابة، قسنطينة و العاصمة و لم تكن حتى بعض الولايات المجارة مرتبطة بقالمة، عن طرق خطوط النقل البري للأشخاص مثل ولايات الطارف، أم البواقي، سوق أهراس و سكيكدة.
و قد لعب القطاع الخاص دورا كبيرا لفك الخناق المضروب على الولاية التاريخية، التي تعد واحدة من أهم الأقطاب السياحية بالجزائر، لكنها ظلت تعاني من الركود و تراجع حركة الوافدين إليها بسبب مشاكل النقل و أيضا بسبب وضعية الطرقات الرئيسية الموروثة عن سنوات الاستقلال الأولى و في مقدمتها الطريق الوطني 20 بين قالمة و قسنطينة و الوطني 21 باتجاه عنابة و الوطني 80 باتجاه سكيكدة و سوق أهراس، حيث أصبحت هذه المحاور غير قادرة على مواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.
و يتوقع أن ترتفع قدرات النقل ما بين قالمة و ولايات الوطن مزيدا من التطور خلال السنوات القادمة بعد بناء طرقات سريعة و منافذ جديدة نحو السيار شرق غرب، حيث يعرف قطاع الطرقات بقالمة حركية كبيرة لتوسيع أكثر من 5 طرقات وطنية عابرة لإقليم الولاية و يتوقع أن تنتهي عمليات البناء في غضون 3 سنوات و حينها ستكون قالمة على موعد مع تدفق كبير للسياح و قوافل التجارة و ازدهار بقطاع الخدمات و الاقتصاد و العلاقات الاجتماعية.
و يحاول قطاع النقل البري للأشخاص بقالمة، تعويض الحرمان المستديم من خدمات النقل بالقطارات و عبر الخطوط الجوية، حيث بقيت قالمة إلى اليوم بدون مطار و بدون خط للسكة الحديدية بعد انهيار الخط القديم بوشقوف، قالمة و الخروب و هو واحد من أشهر خطوط القطارات خلال مرحلة الاحتلال، لكنه توقف عن النشاط تماما خلال ثورة التحرير و لم يبق منه إلا مقطع قالمة بوشقوف، لكنه توقف هو الآخر و تحول الخط الشهير إلى أطلال و خراب.
و يتوقع أن يتدعم قطاع النقل البري للأشخاص بقالمة بمحطة برية جديدة يجري إنجازها بالضاحية الشمالية، مما يشجع على تحسين الخدمات و فتح خطوط برية جديدة في المستقبل لربط قالمة بكل ولايات الوطن، لأن الخطوط البرية هي الحل الوحيد لفك العزلة التجارية و السياحية التي تعاني منها المنطقة، في انتظار تحقيق مطلب السكان الرامي إلى إعادة بناء خط السكة الحديدة الشهير، الذي كان ينطلق من الحدود الشرقية مع تونس إلى حدود المملكة المغربية عبر بوشقوف، قالمة، وادي الزناتي و لخروب.
فريد.غ