اجتاحت ولاية قالمة عاصفة ماطرة خلال الساعات الماضية أدت إلى فيضان الاودية الكبرى و ارتفاع منسوب سد بوحمدان إلى اكثر من 126 مليون متر مكعب من المياه، بعد موجة جفاف طويلة كادت أن تحوله إلى مستنقع ميت.
و قالت مصادر مهتمة بقطاع المياه بقالمة بأن الكمية الحالية تكفي للشرب و السقي سنتين كاملتين، و ان المخاوف التي كانت سائدة قبل فصل الشتاء قد تراجعت مما شجع على اتخاذ قرار مركزي و محلي بتخصيص أكثر من 25 مليون متر مكعب لتشغيل محيط السقي قالمة بوشقوف، و إنجاح عملية زرع المحاصيل الموسمية و في مقدمتها الطماطم الصناعية.
و قد عبر المزارعون عن ارتياحهم لصدور ترخيص السقي بعد ازمة جفاف أوقفت نشاط محيط السقي تقريبا لمدة موسمين كاملين، بعد تراجع منسوب السد إلى ادنى المستويات تحت تاثير موجة الجفاف المستمرة منذ شتاء 2015. و يتوقع منتجو القمح بقالمة موسما جيدا بعد سوقط امطار معتبرة بداية شهر افريل الجاري، مؤكدين بأن شهر افريل يعد الفترة المناسبة لنمو حقول القمح، آملين ان لا يؤدي المناخ السائد إلى ظهور الامراض الفطرية بالمحاصيل الكبرى.
و يعد سد بوحمدان بقالمة عصب الاقتصاد الزراعي بالمنطقة و هو أيضا الخزان الرئيسي لتزويد اكثر من 200 الف نسمة تقريبا بمياه الشرب، و تقدر طاقته بأكثر من 185 مليون متر مكعب من المياه، لكنه يعاني من موجات جفاف متعاقبة تجتاح حوض المصب الممتد إلى تراب ولاية قسنطينة.
و كانت وزارة الموارد المائية قد تقدمت في وقت سابق بمقترح لتحويل مياه وادي الشارف لتعبئة سد بوحمدان، بعد فشل مشروع بناء سد جديد بالحوض الواقع على حدود بلديات هواري بومدين، سلاوة عنونة و بن جراح بسبب الطبيعة الجيولوجية للمنطقة.
فريد.غ
