شهدت ولاية بسكرة، أول أمس، عدة حركات احتجاجية لمئات المواطنين، الذين قطعوا ثلاثة طرق وطنية شلت على إثرها حركة المرور لعدة ساعات و أغلقوا مقرات إدارية لمطالبة المسؤولين بتوفير ضروريات الحياة و وقف الاعتداء على العقار الفلاحي، ما أدخل السلطات المحلية في حالة استنفار قصوى لإقناع الغاضبين من السكان بالعدول عن مواقفهم.
قام سكان حي الزعاطشة ببلدية الحاجب بقطع الوطني 46، لمطالبة السلطات المحلية بالتدخل العاجل و تلبية مطالبهم و في مقدمتها ربط مساكنهم بالكهرباء، الغاز و تهيئة الحي و إنهاء مشكلة تذبذب مياه الشرب مع اقتراب فصل الصيف.
المحتجون الذين انتقدوا تماطل السلطات المحلية في التكفل بانشغالاتهم المطروحة منذ سنوات رغم الوعود التي تلقوها عقب الحركات الاحتجاجية السابقة، أكدوا على أن الحاجة الشديدة للربط بمختلف الشبكات لرفع الغبن عنهم، دفعتهم للإلحاح في الطلب بضرورة إيجاد حل نهائي لمشاكلهم في القريب العاجل.
المعنيون أوضح بعضهم في اتصالهم بالنصر، بأن المسؤولين المحليين أضحوا لا يبالون بالمشاكل المتعددة الأوجه التي يطرحونها رغم تفاقمها مع مرور الوقت.
رئيس البلدية و في رده على المطالب المرفوعة، أكد في اتصاله بالنصر، على أن الحلول مرتبطة بتوفر الأموال، مشيرا إلى أن مشاريع الربط بالكهرباء و الغاز و التهيئة الحضرية مبرمجة في انتظار التنفيذ.
فيما قام العشرات من سكان بلدية مشونش بقطع الوطني 31 بالحجارة و المتاريس، قبل أن يقوموا بغلق المدخل الرئيسي للبلدية ببناء جدار إسمنتي، احتجاجا على عملية الاستيلاء على أراضي الخواص، رافضين عملية المسح العقاري بطرق وصفوها بالمشبوهة.
المحتجون الذين عبروا عن قبولهم للغة الحوار مع المسؤولين، أكدوا على أنهم راسلوا مرارا السلطات المحلية لإيجاد مخرج قانوني للمشكلة، لكن دون جدوى و هو ما دفعهم إلى مطالبة أعلى الجهات بالتدخل لحل المشكلة في إطار قانوني.
فيما شهدت بلدية لوطاية، قيام سكان تجمع منبع الغزلان، بغلق الوطني 3 باتجاه باتنة، احتجاجا على جملة من المطالب، منها إعادة الاعتبار للأحياء و الشوارع و في مقدمتها الحي التساهمي، فتح تحقيق في المعلب الجواري الجديد، فتح معابر لخط السكة الحديدية الجديدة لتسهيل عملية التنقل، توسعة عيادة العلاج إلى عيادة متعددة الخدمات ضمانا لتكفل صحي أمثل، إيجاد حل لمشكلة انبعاث الدخان من شركة سيلاس للإسمنت و فتح مناصب عمل للشباب بهذه الأخيرة و غيرها من المطالب التي شدد المحتجون على ضرورة إيجاد حلول سريعة لها و رفضوا التطمينات التي قدمها مسؤولو البلدية، مطالبين بتدخل السلطات الولائية لإنهاء معاناتهم.
فيما قامت مجموعة من المواطنين ببلدية أورلال، بغلق مقر مؤسسة سونلغاز للمطالبة بربط سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي، لتخليصهم من المشاكل الناجمة عن افتقارهم للتزود بالغاز تنهي معاناتهم مع قارورات البوتان.
المحتجون نددوا بتماطل المديرية الوصية في ربط سكناتهم و أكدوا على أنهم كانوا قد تلقوا وعودا من المصالح المختصة لتزويدهم بهذه المادة الحيوية، إلا أن الأمور ظلت تراوح مكانها رغم معاناتهم الكبيرة نتيجة لغياب الغاز الطبيعي، الذي يعد المشكل الأول الذي يتصدر قائمة النقائص على مستوى حيهم، ما دفعهم للاحتجاج لدفع المصالح المعنية بالتدخل في أقرب وقت ممكن. من جهتهم أغلق عشرات المواطنين بمدينة ليوة مقر البلدية و منعوا العمال من الالتحاق بمناصب عملهم، مطالبين المسؤولين بإيفاد لجنة تحقيق في العقار الفلاحي و الحد من ظاهرة الاعتداء المسجلة من حين لآخر.
كما عبر المعنيون عن رفضهم المطلق لتخصيص قطعة أرضية لمشروع سوق بالمدينة، مطالبين بإعادة النظر في القرار المتخذ، من خلال تغيير موقع الإنجاز، مطالبين من جهة أخرى بتفعيل مشاريع التنمية و إيجاد حلول عاجلة لجملة النقائص المطروحة على مستوى عدة أحياء، حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي، معتبرين عدم أخذ مطالبهم مأخذ الجد، إجحافا في حقهم .
ع/بوسنة