تمكنت مصالح القيادة الجهوية الخامسة للدرك بقسنطينة، منذ بداية السنة، من حجز أكثر من 300 قطعة أثرية كانت موجهة للتهريب انطلاقا من ولايات الشرق، كما استرجعت طيلة العام الماضي ثلاثة أضعاف هذا العدد، لتشمل المحجوزات تماثيل و قطع نادرة منها ما يعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
و أظهرت إحصائيات تم عرضها أمس الأول، بمناسبة أبواب مفتوحة نظمتها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقصر الثقافة مالك حداد، أن عمليات تدخل وحدات الدرك الوطني بالتنسيق مع خلية مكافحة المساس بالممتلكات الثقافية بإقليم القيادة الجهوية التي تضم 9 ولايات بالشرق، قد مكنت العام الماضي من حجز و استرجاع 948 قطعة أثرية مختلفة، و يتعلق الأمر بـ 877 مسكوكة و 33 قطعة حجرية و فسيفسائية، إضافة إلى 20 قطعة من مواقع أثرية و مقابر، و 6 تماثيل رخامية و معدنية و 11 أداة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، و مخطوطة واحدة.
و قد كان من بين المحجوزات 3 تماثيل مصنوعة من مادة البرونز تعود للفترة الحديثة، تجسد شخصية المسيح و هو مصلوب، و 467 قطعة نقدية مصنوعة من معدن البرونز تعود للفترة القديمة، إضافة إلى مستحثات و صحون و أوان، كما تم حجز 3 لوحات فسيفسائية تبين أنها من الفترة الرومانية، أما المحجوزات غير الأثرية فتمثلت في عتاد يستعمل في عملية التنقيب، و يتعلق الأمر بأجهزة للكشف عن المعادن و كذلك وسائل معدنية تستعمل في الشعوذة للبحث عن الآثار، و حاملين مغناطيسيين بهما مخططات و كتب و زئبق أبيض تستخدم كلها في الشعوذة.
و قد أسفرت هذه العمليات التي قامت بها خلية مكافحة المساس بالممتلكات الثقافية، عن توقيف 31 شخصا، ذكر المساعد عقون فؤاد رئيس الخلية للنصر، أن من بينهم أشخاص عاديون و إطارات من مختلف المستويات التعليمية، مضيفا أن ولايات شرق الوطن تبقى أكثر جهة تسجل فيها محاولات نهب الآثار، و بالأخص على مستوى ولايات ميلة، باتنة، سطيف و خنشلة، أما بخصوص ولاية قسنطينة فقد حجزت على مستواها 200 قطعة كانت بعضها بصدد التهريب إلى دول أوروبية، بعدما استرجعت من مواقع مكتشفة، و منها تمثال يجسد المسيح، و ذكر مصدرنا أن تيديس لا تزال الوجهة الأولى لناهبي المسكوكات بقسنطينة.
أما فيما يتعلق بالقضايا المسجلة منذ بداية سنة 2019، فأكد المصدر ذاته أن عددها وصل إلى 9 شهدت حجز أكثر من 300 قطعة، أما طيلة العام الماضي فقد تمت معالجة 17 قضية تخص المتاجرة بالآثار عبر شبكة الأنترنت، لكنه أكد تسجيل نقص في تهريب الآثار بصفة عامة، بفضل تشديد مصالح الدرك الوطني لعلميات الرقابة و تجندها لمحاربة الظاهرة.
و قد دامت الأبواب المفتوحة على الدرك الوطني ليومين، حيث أشرفت على افتتاحها السلطات المدنية و العسكرية، و عُرضت خلالها حصيلة نشاطات مختلف الوحدات، كما تم استعراض العتاد المستعمل في عمل رجال الدرك، فيما ألقى قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة العقيد بن بوسعيد إلياس، كلمة نوه فيها بالتطور الذي يشهده الجهاز من خلال الحرص على تكوين عناصره و إدخال جانب التكنولوجيا، بما انعكس بنتائج إيجابة على الميدان.
ياسمين.ب