اختتمت، نهاية الأسبوع المنقضي، بالقصر القديم ببلدية أمدوكال بأقصى الجهة الجنوب غربية لولاية باتنة، فعاليات ملتقى حول الحفاظ على تراث المعمار الطوبي بتأطير خبراء من جامعتي بسكرة وتيزي وزو لطلبة جامعيين بالهندسة المعمارية من ست ولايات و تخلل الملتقى الذي دام ليومين، تمارين ميدانية في كيفية استعمال البناء الطوبي بمواد محلية للحفاظ على التراث المعماري.
وأوضح مدير قطاع الثقافة لولاية باتنة لـ»النصر»، بأن الملتقى المنظم من طرف المديرية بالتنسيق مع جمعية تيغانمين للثقافة والتراث وبلدية أمدوكال، الهدف منه بالدرجة الأولى هو تدعيم الملف المدرج على طاولة وزارة الثقافة لتصنيف وإدراج الدشرة أو القصر القديم لأمدوكال ضمن القطاعات التراثية المحفوظة بصفة رسمية وذلك حتى يتسنى اعتماد الصبغة القانونية في حماية التراث المعماري القديم لأمدوكال وبالتالي إمكانية رصد أغلفة مالية حسب مدير الثقافة لحمايتها، خاصة وأن أمدوكال التي تعني بالأمازيغية الأصدقاء تعد من المعالم الأثرية القديمة التي تعاقبت عليها حضارات عدة.
وأوضح ذات المسؤول، بأن اختيار أمدوكال ناهيك عن تدعيم ملف إدراجها ضمن القطاعات المحمية، هو طبيعة ونسق عمرانها الطوبي الفريد من نوعه الذي لا نجد كثيرا منه، مشيرا إلى إعطاء مصالحه لأولوية ترميم المدينة القديمة أمدوكال بما يليق ومكانتها التاريخية في الحفاظ على تراثها الأمازيغي والإسلامي والمتوسطي، بالحفاظ على النسق العمراني وشواهد مختلف الحقب التاريخية وإبراز دورها الثوري أيضا خاصة وأن أمدوكال معروفة أيضا بعلمائها ومشايخها على غرار عائلة عروة.
وأشار مدير الثقافة إلى مشاركة طلبة في تخصص الهندسة المعمارية من ست ولايات هي باتنة، وهران، الأغواط، بسكرة، سطيف، والجزائر العاصمة وأشرف على تأطيرهم في ورشات البناء الطوبي نظريا وميدانيا خبراء مختصين من جامعتي بسكرة وتيزي وزو.
و كشف ذات المسؤول، عن الخروج بتوصيات مهمة من شأنها رسم خارطة عمل مستقبلية للحفاظ وتثمين التراث المعماري لأمدوكال، منها برمجة ورشات ميدانية طويلة المدى بعد الدخول الاجتماعي المقبل على مستوى نفس الموقع بأمدوكال.
وأكد مدير القطاع، على أن ترميم القصر القديم لأمدوكال بتشكيله الهندسي، سيعطي بعدا ثقافيا وسياحيا للمنطقة، خاصة وأن المدينة القديمة لاتزال تدب الحياة في شوارعها و أزقتها.
و أضاف المتحدث في ذات السياق، بأن تصنيف أمدوكال ضمن القطاعات المحمية والحفاظ عليها، سيتيح أيضا الحفاظ على نسق الحياة القديم بها، كونها لا تزال آهلة بالسكان و يمكن حسب ذات المسؤول، استغلال الساحة العامة لأمدوكال في إقامة المعارض و الملتقيات السياحية.
يـاسين/ع