عاش، أمس، مئات من مستعملي الطريق الوطني رقم 8 الرابط بين الجزائر العاصمة و بوسعادة بالمسيلة، معاناة حقيقية دامت لساعات طويلة إثر غلق الطريق على مستوى قرية محمد الصديق بن يحي ببلدية أولاد سيدي إبراهيم، من قبل عشرات المواطنين المطالبين بربط تجمعهم السكاني بغاز المدينة، حيث ظلت الطريق مغلقة أمام حركة السير، إلى غاية فترة الظهيرة أين تدخلت قوات مكافحة الشغب التي دخلت في مناوشات و مشادات مع المحتجين.
و واجه مستعملو الطريق التي تعرف حركية مرورية كبيرة يوميا وتربط شمال البلاد بالجنوب مرورا ببلديات أولاد سيدي إبراهيم و بوسعادة باتجاه بسكرة و باتنة و ورقلة صعوبات كبيرة، بعد أن اصطدموا بغلق الطريق أمامهم طيلة الفترة الصباحية، حيث اصطفت مئات المركبات على طول عشرات الكيلومترات، قبل أن يتحول العديد منهم باتجاه الطريق الوطني 40 و منه نحو الطريق الوطني 45 عبر بلديات خطوطي سد الجير و الشلال و المعاريف وصولا إلى بلدية أولاد سيدي إبراهيم على مستوى مفترق الطرق بعين الديس، بينما اختار البعض منهم قطع أكثر من 50 كلم عن طريق سيدي عامر، وصولا إلى بوسعادة على مستوى الطريق الوطني 89 قبل التحول إلى الوطني 46 باتجاه بن سرور و منها إلى ولاية بسكرة جنوبا.
المحتجون الذين طالبوا بضرورة إيفاء السلطات الولائية بوعودها و ربطهم بمشروع غاز المدينة، التي ظلوا طيلة سنوات يرفعون انشغالات لم تجسد و منها هذا المشروع الذي يرون بأنه حيوي بالنظر إلى تضاريس المنطقة الباردة شتاء حيث يصرون على الاستعجال في إجراءات المشروع، قبل قدوم فصل الشتاء المقبل و هو ما دفعهم إلى اختيار سلوك الاحتجاج لإيصال انشغالهم، ليدخلوا في مناوشات و مشادات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني التي تدخلت بعين المكان، من أجل تحرير حركة السير أمام أصحاب المركبات خصوصا و أن هذا الشطر من الطريق الوطني 8، يشهد حركية كثيفة للمركبات من مختلف الأصناف.
و قد علمنا من مصدرنا بعين المكان، أن قوات الدرك تمكنت من توقيف 3 أشخاص من المحتجين و الذين رفضوا جميع محاولات الحوار معهم من قبل السلطات المحلية لفتح الطريق صباحا.
فارس قريشي