كشفت محافظة الغابات لولاية الطارف، أمس الأول، عن اعتماد تقنية المراقبة الجوية في مكافحة و مراقبة الحرائق، عن طريق الصور الملتقطة عبر القمر الصناعي للوكالة الفضائية الجزائرية «آلكوم سات»، لتمكين فرق الإنقاذ من التدخل السريع لإخماد الحرائق و تطويقها.
و ذكرت المصالح المعنية، أن متابعة وضعية الحرائق عن طريق القمر الصناعي الجزائري، سيمكن من معرفة و تتبع الكوارث الطبيعية و الأخطار التي تحدق بالأملاك الغابية و خاصة منها الحرائق الصيفية، بالنظر لخصوصيات الولاية الغابية، حيث سيكون بمقدور إدارة الغابات تلقي صور مرسلة من القمر الصناعي، تحدد فيه بدقة مواقد الحرائق، المناطق و المساحة المحروقة، بما يسهل لأعوان و فرق مكافحة الحرائق عملية التوجه للنقاط المشتعلة لإخماد السنة النيران.
و أثارت المصالح المشاكل التي تواجهها و خصوصا في إخماد الحرائق، أمام العجز المسجل في الوسائل المادية و البشرية قياسا بشساعة المساحة الغابية المقدرة بـ 168 ألف هكتار، ما يمثل 53بالمائة من مساحة الولاية، و أحصت ذات المصالح حاليا، 115عون غابات، في حين يبقى القطاع بحاجة إلى 64عونا ما يمثل نسبة 36بالمائة من الاحتياجات، ما يحول دون التحكم و العمل بفعالية أكثر في مراقبة الأملاك الغابية و مكافحة الحرائق و يشكل ضغطا كبيرا على الأعوان أمام المساحة الغابية التي تتربع على 179هكتارا و هو ما يمثل عونا/لكل 5 آلاف هكتار، خلافا للمقاييس المعمول بها التي هي 1عوان لكل ألف هكتار، وفق المعايير المعتمدة في دراسة المخطط الوطني للتنمية الغابية، الذي أعده مكتب الدراسات بنيدار سنة 2009.
و في مجال المنشآت و الوسائل، يتوفر القطاع على 3 أبراج للمراقبة بكل من العيون، عين الكرمة و الطارف، جلها توجد في حالة مزرية و متدهورة، فيما يقدر فيه العجز بـ22برجا بنسبة 88بالمائة من الاحتياجات وهذا أمام الحاجة الماسة لهذه الأبراج بالنظر للمساحة الغابية الشاسعة، في حين تواجه مصالح الغابات مشاكل عويصة مع نقص وسائل التدخل، حيث تتوفر على 12سيارة لكل الأرضيات، جلها في حالة متوسطة و بعضها مهترئة، في وقت تبقى الولاية بحاجة إلى 24سيارة من هذا النوع لتغطية العجز المسجل، ما يمثل 66بالمائة من الاحتياجات، كما يحصى فيه حاليا 10 شاحنات للإطفاء في حالة متوسطة و يبقى القطاع بحاجة إلى 11 شاحنة لتغطية العجز، ما يمثل نسبة 72بالمائة من الاحتياجات.
كما تسجل الولاية عجزا في المشاريع الخاصة بالوقاية من أخطار الحرائق، منها فتح الخنادق المضادة للنيران، حيث يقدر العجز 4350 هكتارا بنسبة 61بالمائة، تهيئة نقاط المياه عجز بـ13نقطة، الأشغال الحراجية تسجل بها هي الأخرى عجز قدره 1955هكتارا.
و رغم ذلك، تؤكد مصالح الغابات، على أن جهودا تبذل لحماية الأملاك الغابية و خاصة مكافحة الحرائق الصيفية التي تبقى 80بالمائة منها عمدية و إجرامية، تم توقيف المتورطين فيها و إحالتهم على العدالة و تم إيداعهم الجبس.
و أعلنت المصالح المعنية، عن توظيف 68عونا موسميا لحملة مكافحة الحرائق، مزودين بكل وسائل التدخل، إلى جانب استحداث فرق متنقلة مجهزة بكل الإمكانيات للتدخل السريع و إخماد مواقد النيران، علاوة على تجنيد الوسائل المادية و البشرية لورشات جني الفلين والمؤسسات الوطنية و الأجنبية لمكافحة الحرائق و هذا موازاة مع مباشرة حملة تحسيسية للوقاية من أخطار الحرائق التي تتسبب سنويا في خسائر فادحة بالثروة الغابية.
نوري.ح