أعلنت مصالح بلدية عنابة، أمس، عن التوقيف المؤقت لنقطة التعبئة المخصصة لشاحنات التزود بالماء الموجه للاستهلاك البشري بواسطة الصهاريج المتنقلة، تنفيذا للتقرير الواردة من قبل مصالح مديرية الري والذي يشير إلى أن مصدر هذه المياه غير محدد بدقة، إلى غاية استكمال أشغال تجديد وتهيئة نقطة التعبئة.
وطالبت مصالح بلدية عنابة، المواطنين، بعدم تعبئة المياه الشروب من الصهاريج حاليا والتقيد بهذا الإجراء حفاظا على الصحة العامة، كما تبعت عدة بلديات تنفيذ لهذا الإجراء خاصة المعروفة بوجود عدة منابع طبيعية وآبار، على غرار سرايدي.
وتعمل مديرية الري، على تقنين هذا النشاط، عبر الحصول على تراخيص لممارسة نشاط التزود بالمياه الموجهة للاستهلاك البشري عن طريق الصهاريج المتحركة وفرض شرط إقامة صاحب الرخصة بولاية عنابة، لضبط النشاط وكذا مراقبة مصادر التزود على مستوى الينابيع والآبار التي تستخرج منها المياه، نظرا لارتفاع الطلب عليها وتقلص برنامج التزويد على مستوى الحنفيات.
من جهتها فرضت مصالح الولاية على شاحنات بيع المياه، حيازة سجل تجاري لممارسة هذا النشاط، بهدف ضبط عملها والدخول في القنوات الرسمية لتسهيل مراقبتها وكذا الحفاظ على صحة المستهلك، كما يجري ضبط دفتر شروط بالنسبة للخواص الذين يملكون آبارا داخل ممتلكاتهم الخاصة، سواء الحائزين على رخص الاستغلال أو منجزة بدون رخصة والتي تبيع المياه لأصحاب الصهاريج والموجهة أساسا للاستخدام المنزلي وورشات البناء ومنها من تملك شهادات تحاليل لصلاحية الشرب.
وتعمل مختلف البلديات، في إطار التدابير المتخذة لتغطية العجز في تموين المواطنين بالمياه الصالحة للشرب خلال موسم الاصطياف، على التقرب من أصحاب الجرارات والشاحنات المزودة بصهاريج لبيع المياه، لإلزامها بالتقيد بالشروط الجديدة لممارسة النشاط، منها حيازة السجل التجاري والترخيص، ضمن التدابير المتخذة لحماية المستهلكين من الأمراض المتنقلة عبر المياه والتسممات.
واستنادا لمديرية الري، فقد استقبلت طلبات جديدة لممارسة نشاط بيع المياه الصالحة للشرب في فصل الصيف، مع ارتفاع حجم الاستهلاك وتقلص عدد الينابيع الطبيعية التي يسهل الوصول إليها، بسبب نضوبها نتيجة للارتفاع الكبير في درجة الحرارة.
وفي ذات السياق، أعلنت بلديات سرايدي عدة مرات أثناء فترة تساقط الأمطار، عن تلوث مياه الينابيع، منها منبعا «مُحكيم» و 8 ماي 45، بعد صدور نتائج التحاليل التي تشير إلى عدم صلاحيتها للشرب، عقب تلقي شكاوى مواطنين تفيد بتغير نوعية المياه وكذا حدوث مضاعفات للأشخاص الذين استهلكوا المياه من المنبعين.
وترجع مصالح بلدية سرايدي، عدم صلاحية المياه للشرب في كل مرة، إلى اختلاط الأوحال والأتربة التي جرفتها الأمطار مع المنبعين، ما أدى إلى تغيير التركيبة الطبيعية لهذه المادة الحيوية، خاصة مع الإقبال الكبير لسكان سرايدي على التزود بالمياه الشروب من الينابيع.
وتحصي بلدية سرايدي، عشرات الينابيع وهو ما جعلها مقصدا لأصحاب الصهاريج وسكان مدينة عنابة والمناطق المجاورة للتزود بالمياه، في ظل تقلص عددها بشكل رهيب، بعد أن كانت تتوفر قديما على 178 منبعا، لتصبح اليوم 40 فقط مترامية بمحيط سرايدي مركز وأخرى تتواجد بطريق بوزيزي وعين بربر ومن أشهر هذه المنابع عين سمير، الشفا، بوقال ومُحكيم ومع الإقبال عليها، أصبح من الضروري إخضاعها للتحاليل والتأكد من مصدر المياه التي تباع في الصهاريج.
حسين دريدح