شرع بميلة، أول أمس الجمعة، في عملية المسح الرقمي عن طريق طائرة الدرون، بالإضافة إلى رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد، لمعالم المدينة القديمة، بغية الحفاظ على تاريخ المنطقة.
وحل بالمدينة القديمة بميلة، وفد علمي مكون من أساتذة باحثين في مختلف الاختصاصات من جامعة قسنطينة 3، المركز الوطني للبحث في تهيئة الإقليم، بالإضافة إلى الوكالة الموضوعاتية في البحث العلوم الإنسانية والاجتماعية، سيقومون بعملية مسح رقمي للمنطقة، بغية توثيق وتثمين معالم وتاريخ المنطقة، وفق ما أفاد به رئيس جمعية أصدقاء ميلة القديمة، في تصريح للنصر.
وأوضح، البروفيسور عبد العزيز سقني، أن الشروع في مسح معالم المدينة القديمة بطائرة الدرون يدخل في إطار الاتفاقية الثقافية بين الجمعية ومراكز البحث المبرمة منذ سنوات بمرافقة مديرية الثقافة والفنون المحلية.
وأضاف ذات المتحدث، أن العملية سيقوم بها أساتذة مختصين في المجال لمدة ثلاثة أيام بالمدينة القديمة، حيث ستكون تكملة لجهود مسؤولي قطاع الثقافة والسلطات المحلية والمشروع الاستعجالي لحماية المدينة القديمة، وكذا مشروع ترميم مسجد أبو مهاجر دينار، بغية رقمنة وحفظ تاريخ المنطقة ككل، مشيرا إلى أن الموسم الماضي كتجربة تمت معلم عين البلد وهو ما أدى حسبه لمواصلة رقمنة بعض المعالم التاريخية بالمنطقة على غرار مسجد أبو مهاجر دينار، منزل المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف.
ومن جهته أكد مدير الوكالة الموضوعاتية في البحث العلوم الإنسانية والاجتماعية، يوسف عيبش، أنه حضورهم بالمدينة القديمة يدخل في إطار البرنامج العلمي المسطر منذ سنوات بالتنسيق مع جمعية أصدقاء ميلة ومسؤولي الثقافة لمرافقة المدينة القديمة بميلة ومحاولة تثمين ودراسة معالمها التراثية، لتقديم اقتراحات للقائمين على القطاع للتسيير الأمثل لهذا الفضاء القديم، وجعله لما لا مكانا سياحيا بامتياز، سيما توفره على كل الإمكانيات .
وأضاف ذات المتحدث، أن معالم المدينة القديمة منذ سنوات وهي تشهد انهيارا متواصلا في عدة أماكن بالمنطقة، ما أدي بالقائمين على قطاع الثقافة تسجيل مشروع أولي استعجالي لحماية مباني المدينة ومعالمها من السقوط، معتبرا إياها بالخطوة الجيدة للحفاظ على هذه المعالم التاريخية الضاربة في تاريخ الوطن.
وأشار مدير الوكالة الموضوعاتية في البحث العلوم الإنسانية والاجتماعية، أنه ورفقة الأساتذة المختصين، سيعتمدون على المسح الرقمي بطائرة الدرون لتوثيق أبرز المعالم واسترجاع ذاكرة المدينة القديمة عن طريق الواقع الافتراضي المعزز، بهدف المساعدة في حفظ تثمين تاريخ المنطقة.
ومن جهته، أوضح المدير المركز الوطني للبحث في تهيئة الإقليم، البروفيسور بن عباس شوقي، أن حلوله بالمدينة القديمة رفقة أساتذة من مختلف الجهات على غرار جامعة قسنطينة 3، يأتي في إطار الاتفاقية المبرمة مع جمعية أصدقاء ميلة القديمة، للحفاظ على تاريخ المنطقة القديمة التي مازالت شاهدة على تعاقب الحضارات.
وأضاف ذات المتحدث، أن العملية ستتم عن طريق جمع أكبر عدد من المعلومات حول المنطقة عن طريق التصوير الرقمي بطائرة الدرون، بغية رقمنة كل معلومات المدينة القديمة، فضلا عن تصوير عدة معالم بتقنية ثلاثية الأبعاد على غرار مسجد أبو مهاجر دينار، مؤكدا أن هذه العملية تعد أولية لحماية وتوثيق معالم المدينة القديمة، وجعلها متحفا مفتوحا للجزائر عامة والولاية خاصة.
وثمن مدير الثقافة والفنون المحلي، طاهر عريس، الجهود المبذولة من قبل جمعية أصدقاء ميلة القديمة في الحفاظ على الموروث الثقافي وتاريخ منطقة ميلة، خاصة التوجه نحو عملية المسح الرقمي تماشيا مع التطورات التكنولوجية الحاصلة.
مكي.ب
