يشكوا سكان معظم أحياء مدينة تبسة، من تدهور وضعية الطرقات الرئيسية و الفرعية، بسبب غياب أشغال التهيئة، منذ سنوات طويلة، فيما يتسبب تعطل الأشغال التي لا تنتهي بالبعض الآخر في تردي حالتها و يزداد الأمر سوءا في فصل الشتاء.
و أمام استمرار الوضع على حاله و لمدة طويلة، تحولت المدينة شيئا فشيئا إلى ما يشبه الريف، يعاني سكانها الأمرّين، في الوقت الذي تغيب فيه السلطات المحلية و مصالح الأشغال العمومية.
الداخل إلى أحياء عاصمة الولاية من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها، يقف على حقيقة يؤكدها بما يشاهده بأم عينيه من مظاهر تدهور الطرقات، التي أصبحت ديكورا خاصا يميز و يوحد أغلب الأحياء، نفس المشاهد تتكرر هنا و هناك و نفس المعاناة يتقاسمها جميع السكان، فإذا زرت أحياء الزاوية و الجرف و لاروكاد و حي ذراع الإمام و حي الجزيرة و غيرها من الأحياء لاسيما القديمة منها، فإن أكثر شيء يلفت انتباهك، هو وضعية الطرقات في هذه الأحياء التي تملأها الحفر و لو بدرجات متفاوتة من شارع إلى آخر و من زقاق إلى زقاق.
وضعية تثير استياء السكان، فعلى سبيل المثال يجد سكان حي الزاوية صعوبة كبيرة في الدخول و الخروج من حيهم بسبب وضعية طرقاتها و أزقتها، التي تملأها الحفر العميقة و بشكل كبير و لم تفلح كل مساعي السكان في تغيير الوضع، برفع انشغالاتهم إلى السلطات المحلية المتعاقبة. نفس مظاهر الاستياء تقف عندها، حين تتجول بشوارع العرامي و الميزاب و لارمونط، حيث يعيش سكانها معاناة حقيقية مع الطرقات المهترئة، تعيق تنقلاتهم و تتسبب في أعطاب لسياراتهم و انسداد حركة المرور بها و التي تجعل من عملية الدخول و الخروج مهمة مستحيلة بسبب كثرة الاختناقات التي تخلق فوضى كبيرة. و أكد السكان، على أنهم تعبوا من تدهور الطرقات التي أصبحت تشكل عائقا لهم و مشكلا من المشاكل الروتينية اليومية، حتى أن أصحاب سيارات الأجرة و «الفرود»، يرفضون التنقل إلى هذه الأحياء خوفا على سياراتهم، كما أرجعوا سببها إلى كثرة الأشغال و تكرارها من حين لآخر، حيث يقوم بعض المقاولين بعمليات تهيئة لقنوات الصرف الصحي أو إدخال الغاز الطبيعي و أنابيب المياه، فيما يتركون الطرقات بعدها في حالة كارثية جراء عدم إعادتها إلى حالتها الأولى. إنها مشكلة حقيقية تلك التي يواجهها أصحاب المركبات بسبب ما تخلفه وضعية الطرقات من خسائر و أعطاب بسياراتهم، الذين تبدو عليهم يوميا مظاهر التذمر من سياسة «البريكولاج»، التي تنتهجها بعض المقاولات في عملية التهيئة و صيانة الطرقات، إذ يكتفون بترميمها عن طريق ردمها بالتراب فقط، مما يتسبب في انتشار واسع للغبار صيفا و كثرة البرك و الحفر شتاء.
ع.نصيب