احتراق مساحة واسعة من المقبرة القديمة «تاغدة»
تفاجأ سكان مدينة تبسة، صبيحة يوم أمس، بوضعية المقبرة القديمة للمدينة المعروفة باسم مقبرة « تاغدة»، إثر تعرّض مساحة شاسعة منها لحريق تجهل الأسباب المباشرة في اندلاعه إلى حدود الساعة.
و تفاعل مع الحادث عدد من السكان الذين استنكروا ما تعرضت له المقبرة، محمّلين المسؤولية لمصالح البلدية، خاصة في ما يتعلق بصون حرمة الأموات عبر تنظيف المقبرة بشكل دوري، مع ضرورة إزالة الحشائش و الأعشاب قبل حلول فترة الصيف.
و يرى مسؤولو البلدية، أن أمطار فصل الشتاء الماضي كانت كثيرة و ساهمت في نمو مساحات كبيرة من النباتات و بالرغم من المجهودات التي تبذلها المصالح البلدية بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، فإن إزالة كل الأعشاب تبقى أمرا صعبا، خاصة و أن مساحة المقبرة كبيرة و أن البعض ممن يقصدون المقبرة، يخلفون وراءهم قارورات زجاجية وسط الأعشاب اليابسة و مع أشعة الشمس، يصبح اندلاع الحريق أمرا واردا.
يُشار إلى أن مقبرة تاغدة تتعرض من حين لآخر للحرائق، لاسيما في فصل الصيف، حيث تتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة ضمن موجة رياح «الشهيلي»، التي ساهمت في انتشار النيران داخل المرفق و صعّبت من مهام المتدخلين.
غير أن زوار المقبرة، يؤكدون على أن سبب الحرائق التي تنشب من وقت لآخر، يعود إلى تواجد بعض الغرباء و المشردين و تردد عصابات الأشرار من الذين يدخلون المقبرة خاصة مع حلول الليل و في أوقات القيلولة، حيث يمارسون القمار و طقوس الانحراف بعيدا عن أعين الناس و يقوم البعض منهم برمي بقايا السجائر و لفائف المخدرات و التي قد تكون وراء اندلاع الحريق.
فيما كشف آخرون، عن تدهور حال المقبرة، بعد أن وصلت النيران إلى قبور الموتى، التي تستغيث في ظل صمت الجميع و عدم التدخل لوضع حد لانتهاك حرمة المقبرة، التي تحولت إلى مكان لممارسة الفواحش و المناكر، بعد أن عثر متطوعون أثناء حملات تنظيف سابقة للمقبرة، على صور لمسؤولين بين القبور، فضلا على استخراج عظام الموتى في مناسبات سابقة.
و قد دفعت هذه الوضعية الكارثية بسكان عاصمة الولاية، لمناشدة السلطات المحلية للتدخل و تعزيزها بعدد أكبر من الحراس بالمقبرة، مع تكثيف دوريات الشرطة لحمايتها من دنس
المفسدين. ع.نصيب