يشتكي عشرات المرضى و مرافقوهم بعيادة الطفولة في مدينة برج بوعريريج، من نقص الأسرة و حالة الاكتظاظ التي دفعت بالكثير من الأمهات المرافقات لأبنائهن المرضى، إلى افتراش الأرض و الأغطية و الأفرشة من منازلهن، للسماح لهم بالبقاء مع أولادهن الصغار، في وقت لازالت العيادة تفتقر للتغطية الكاملة بالتجهيزات و تعاني من عجز في تغطية حجم الطلب المتزايد عليها، خاصة من ناحية عدد الأسرة و طاقة الاستيعاب بالعيادة.
و أشار مشتكون، إلى معاناة المرضى و أهاليهم خلال الأيام الأخيرة من حالة الاكتظاظ، خصوصا على مستوى القاعتين المخصصتين للملاحظة الطبية اللتين تتسعان لحوالي 8 أسرة، في أصبحتا مكتظتين ، بعدما فرضت حالة بعض الأطفال المرضى، على الطاقم الطبي وضعهم تحت المراقبة، رغم تشبع المصحة و شغل جميع الأسرة من قبل المرضى بمصلحة الاستشفاء و كذا القاعتين المخصصتين للملاحظة الطبية، حيث حتمت هذه الوضعية على مرافقي المرضى جلب أفرشة و شغل جميع المساحات الشاغرة بقاعات العلاج، ما أثار مخاوف من انتقال العدوى فيما بينهم، خاصة و أن فترة الصيف تتميز بتسجيل حالات للأمراض المعدية، ما يستوجب اتخاذ الإجراءات الوقائية الكافية، لتجنب انتقال العدوى بين الأطفال.
و زيادة على هذه المخاوف، يعاني المرضى و مرافقوهم خلال فترة العلاج، من ظروف وصفوها بالكارثية، في ظل حالة الاكتظاظ، أين تتواجد ببعض القاعات أزيد من عشر حالات، في حين لا تتعدى طاقة استيعابها الحقيقة 4 مرضى، مطالبين من المديرية الوصية بإيجاد حلول مستعجلة لتوفير الظروف المواتية للعلاج و المساعدة على الشفاء.
و في اتصال بمدير الصحة، طمأن العائلات على توفير جميع الضمانات و الإجراءات الوقائية لتجنب انتشار الأمراض المعدية، مشيرا إلى توفر قاعات للحجز و عزل الحالات المعدية، أما عن مشكل الاكتظاظ، فقد اعترف بوجود نقص في عدد الأسرة، بالنظر إلى زيادة الطلب على هذه العيادة من مختلف بلديات الولاية، مشيرا إلى أن المديرية عملت على التقليل من حالة الاكتظاظ، بإعادة تأهيل و هيكلة عيادة حي 15 تعاونية و تحويلها إلى عيادة الطفولة، بعدما كانت هذه الأخيرة مدمجة مع عيادة الأمومة و التوليد بالمؤسسة الاستشفائية بلحوسين رشيد التي كانت تعاني من حالة اكتظاظ كبيرة و التي تم التقليل منها بعد تحويل مصلحة طب الأطفال إلى العيادة الجديدة، مضيفا بأن المشكل ما يزال مطروحا رغم توفير حوالي 60 سريرا بهذه العيادة التي افتتحت قبل أشهر.
و كشف عن قرب القضاء على مشكل الاكتظاظ بصفة نهائية، مع استلام مشروع مستشفى العظام الجديد، الذي تم تحويله إلى مستشفى متعدد الاختصاصات، ما سيسمح بنقل عدد من المصالح الطبية على غرار مصلحة طب العظام و مصلحة الجراحة العامة بمستشفى بوزيدي الحالي، إلى المستشفى الجديد فور افتتاحه قبل نهاية السنة الجارية، ليتم بعدها تحويل عيادة الأمومة و الطفولة إلى مستشفى بوزيدي، الأمر الذي سيساعد - كما أضاف- على حل المشكل بصفة نهائية، فضلا عن توفير المرفق الكافي بمصلحة طب الأمومة و الطفولة، بدل دمجها في المؤسسات الاستشفائية الأخرى، أو تحويلها إلى العيادة الحالية كإجراء ظرفي. ع/ بوعبدالله