عاشت عدة مناطق حضرية وريفية بولاية الطارف، يومي عيد الأضحى على وقع انقطاع المياه الشروب عن الحنفيات، رغم تطمينات الجزائرية للمياه باتخاذ كل الإجراءات لتوفير هذه المادة خلال العيد، من خلال وضع برنامج استثنائي للتوزيع، بما أثار حالة من الإستياء والتذمر في أوساط المواطنين ولجان جمعيات الأحياء.
وقد شكلت أزمة المياه خلال يومي العيد وخصوصا يوم النحر، هاجسا لدى سكان البلديات، على غرار القالة، الطارف، عين العسل، الذرعان، البسباس و أم الطبول، ما أفسد على المواطنين فرحة العيد و اضطرهم إلى التنقل بالدلاء والعربات اليدوية من مكان لآخر و على مسافات طويلة للبحث عن المياه لسد حاجياتهم من هذه المادة الحيوية، في الغسيل وتنظيف أحشاء الأضاحي والاستعمالات المنزلية الأخرى، ما زاد من متاعبهم خاصة مع موجة الحرارة الشديدة التي تضرب الجهة.
و قد دفعت الحاجة بآخرين، إلى التزود من الآبار المهجورة و غير المراقبة والأحواض المائية الملوثة، التي تستعمل في السقي الفلاحي، غير مبالين بأخطارها على الصحة العمومية، في حين قام البعض بشراء الصهاريج بسعر 3000 دينار، بعد أن استغل باعة المياه العذبة المتجولون هذه الأزمة لفرض منطقهم، في حين لم تقم الجزائرية للمياه بدعم الأحياء بالصهاريج للتخفيف من آثار الأزمة و الحد من معاناة المواطنين، الذين اضطر بعضهم إلى نقل أضاحيهم لنحرها لدى الأقارب، فيما لجأ آخرون للمذابح والأرياف المجاورة.
وأكدت بعض لجان الأحياء بالمناطق الحضرية، أن مدة توزيع المياه على مستوى عدد قليل من الأحياء، لم تتعد نصف ساعة، الأمر الذي لم يلب حاجيات السكان في التنظيف والغسل، يأتي ذلك، حسبهم، في وقت تتوفر الاحتياطات من المياه الجوفية والسطحية، و هي مفارقة يقولون إنهم لم يجدوا لها أي تفسير، مطالبين السلطات المحلية بفتح تحقيق في “الاختلالات” المسجلة في عملية تسيير وتوزيع المياه يومي عيد الأضحى، حيث ذكروا بأنها “مفتعلة”.
من جهتها، أرجعت الجزائرية للمياه التذبذب الذي عرفته بعض الأحياء في التزود بالمياه يومي العيد، إلى أعطاب على مستوى الشبكات، خاصة العطب الكبير الذي وقع بالقناة الرئيسية التي تمون بلديات رواق القالة انطلاقا من سد ماكسة، الذي يزود كذلك رواق عنابة ومنه بلديات الجهة الغربية لدائرتي الذرعان والبسباس، علاوة على مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار التي تبقى وراء توقف عملية الضخ و التأثير على توزيع المياه، وأشارت المصالح المعنية إلى تزويد مختلف البلديات بالولاية بالمياه خلال يومي العيد بصفة طبيعية، بعد اعتماد البرنامج الاستثنائي المسطر رغم الصعوبات الميدانية، خاصة، حسبها، مع قدم و اهتراء الشبكات وتخريب منشآتها من قبل مجهولين. نوري.ح