نغصت الأزمة الحادة في توفير المياه، طيلة الساعات الفارطة، على العائلات البرايجية فرحة عيد الأضحى، ما حول همهم الوحيد منصبا حول كيفية الحصول على دلو أو صهريج من المياه، لتدبر أمورهم المنزلية، بعدما جفت الحنفيات بأغلب الأحياء السكنية بمدينة البرج و عبر عديد البلديات، خصوصا بالمناطق العلوية و لدى قاطني الطوابق العلوية بالعمارات، في مشهد أصبح يتكرر في كل عام تقريبا.
وتهاطلت الانتقادات على مديرية الجزائرية للمياه طيلة أيام العيد، خاصة و أن مئات العائلات اصطدمت خلال توقيت نحر الأضاحي بانقطاع مياه الحنفيات، خلافا للسنوات الفارطة التي كانت المديرية الوصية تضمن توفيرها على الأقل في هذا التوقيت الحساس، ما تسبب في متاعب كبيرة لربات البيوت في تدبر أمورهن، لتنظيف المنازل وغسل لحوم الأضاحي و تنظيف أماكن نحرها، ما جعلهم يصفون هذا العيد بالأسوأ على الاطلاق.
من جانبهم وجد أرباب الأسر، صعوبات كبيرة في توفير هذه المادة الأساسية، حيث تحتم عليهم الخروج طيلة اليومين الفارطين، في رحلة بحث عن أصحاب الجرارت و الشاحنات المزودة بصهاريج، و الاكتواء بمبالغ فاقت 1500 دينار للصهريج الواحد.
و عبرت عشرات العائلات بالأحياء السكنية الواقعة بالمناطق العلوية بعاصمة الولاية، على غرار 1008 مساكن و المحطة و 210 مساكن و حي 18 فيفري و غيرها، عن استيائها الشديد من ندرة المياه، التي زادت حدتها خلال أيام العيد، تزامنا مع تنوع استعمال هذه المادة الأساسية في الشرب والغسل و تنظيف الأضاحي، مشيرين إلى أن المياه لم تزر حنفياتهم منذ أيام و حتى قبل عيد الأضحى، داعين المديرية الوصية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة.
و قد شهدت عديد البلديات نفس المشكل، حيث احتج عشرات السكان ببلدية مجانة على انقطاع المياه عن حنفياتهم لعدة أيام، رغم شكاويهم المتكررة للمديرية الوصية وسلطات البلدية، مهددين بقطع الطريق في حال استمرار هذا الوضع، كما سجل تذبذب في التوزيع عبر بلديات دائرتي رأس الوادي و المنصورة، ما دفع بأغلب العائلات إلى البحث عن مصادر أخرى للمياه، من منابع الخواص و المنابع العمومية التي شهدت طوابير لملء الدلاء، فيما وجد المواطنون صعوبة كبيرة في العثور على أصحاب الصهاريج، لزيادة الطلب عليهم و التهافت المتزايد طيلة الأيام الأخيرة و كذا لنقص مصادر التموين.
وفي ردها على هذه الانشغالات، أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية الجزائرية للمياه، على أن عملية التوزيع تسير بنفس الوتيرة، لكن الطلب المتزايد على المياه و العامل النفسي لبعض العائلات جعلها تتحين أوقات التموين، لملء الخزانات الأرضية و الصهاريج والدلاء، و استعمال المضخات، ما تسبب في حرمان قاطني الأحياء العلوية والطوابق العلوية بالعمارات من وصول المياه إليها.
و أضافت المكلفة بالاعلام في حديثها للنصر، أن أغلب الاطارات و العمال تم تجنيدهم لتسيير هذه الوضعية الصعبة يوم العيد، و الاستنجاد بصهاريج المياه لتزويد سكان المناطق العلوية، مشيرة إلى أن النقص المسجل في مصادر التموين انعكس بالسلب على برنامج التوزيع، ما استوجب تسيير الكميات المحدودة من المياه عبر مختلف البلديات، فضلا عن عدم ضخ كميات إضافية من سد عين زادة تحسبا الطلب المتزايد في العيد، أين احتفظت الولاية بنفس الحصة و هي 26 ألف متر مكعب، ناهيك عن جفاف عدد من الآبار و المنابع و تراجع منسوبها بشكل كبير، على غرار منبع درياقة ببلدية مجانة، ما جعل برنامج التوزيع ينتقل من مرة في ثلاثة أيام، إلى مرة خلال أربعة أيام، أي حوالي 6 مرات في الشهر، وهي نفس الوضعية التي تعرفها بلدية رأس الوادي، ما حتم على المديرية الوصية، توفير الصهاريج طيلة أيام العيد .
ع/بوعبدالله