توقيف 13 شخصا يستغلون مواقف السيارات بدون رخصة بعنابة
شنت مصالح الأمن بعنابة، نهاية الأسبوع، حملة واسعة النطاق لمحاربة ظاهرة استغلال مواقف السيارات دون رخصة ، شملت الشوارع الرئيسية بوسط المدينة و محيط ساحة الثورة و مقر الولاية و أحياء السهل الغربي و جميع النقاط التي تعرف حركة مرور كبيرة، منها القريبة من المستشفيات و الفضاءات العامة.
و استنادا لمصالح الأمن الولائي بعنابة، فقد أفضت الحملة التي شاركت فيها مختلف تشكيلات الشرطة و مصالح الأمن الحضري الموزعة عبر إقليم بلدية عنابة، إلى توقيف 13 شخصا يستغلون مواقف للسيارات دون رخصة، تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم.
و وفقا لذات المصدر، فقد سطرت مصالح الأمن برنامجا للقضاء نهائيا على ظاهرة الاستغلال غير الشرعي لمواقف السيارات و مضايقة المواطنين و ابتزازهم.
و رصدت النصر بوسط مدينة عنابة، استفحال ظاهرة استغلال الحظائر غير القانونية، أصبح يُديروها بطالون و منحرفون، يفرضون منطقهم لدفع ثمن الركن بالقوة، ما يجعلهم في صدام دائم مع أصحاب المركبات و كذا وقوع شجارات، وصلت إلى حد جريمة قتل والانتقام بالاعتداء على رضيعة، أصيبت بخنجر على مستوى الوجه، بعد أن رفض والدها دفع ثمن الركن في حظيرة غير شرعية بالمدينة القديمة و هي الحادثة التي هزت الرأي العام و جعلت رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون الصورة على نطاق وسع.
و كانت آخر جريمة قتل بسبب عدم دفع ثمن الركن، وقعت العام الماضي بحي مرزوق عمار، التابع إداريا لبلدية سيدي عمار، راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 23 سنة، في شجار عنيف مع شاب قاصر، قام بتوجيه طعنة خنجر للضحية، ثم لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة.
و حسب وقائع القضية، فإن الجريمة وقعت نتيجة لرفض الضحية دفع مستحقات ركن سيارته و مع أخذ ورد في الحديث، دخل الطرفان في ملاسنات كلامية، لتتطور للتشابك بالأيدي، استعمل فيها حارس الحظيرة خنجرا طعن به الضحية على مستوى الصدر، سقط على إثرها جثة هامدة وسط بركة من الدماء.
من جهتها تقوم المصالح الأمنية سواء الدرك الوطني أو الشرطة بولاية عنابة، بحملات مستمرة لمحاربة الحظائر غير المرخصة عبر كامل إقليم الاختصاص.
و ُيعد مشكل ركن السيارات بوسط مدينة عنابة، أحد المعضلات التي تشترك فيها مع باقي المدن الكبرى، تحولت إلى هاجس يومي لأصحاب المركبات خاصة في الفترة الصباحية إلى غاية منتصف النهار، أين يتوافد المواطنون على الإدارات العمومية و أماكن التسوق و غيرها من الفضاءات لقضاء مصالحهم، باعتبار عنابة مدينة استقطاب لمختلف الولايات الشرقية المجاورة، لتواجد مديريات جهوية و مصحات و مستشفى جامعي و كذا الميناء و المطار و مؤسسات صناعية، تعيش المدينة حركية كبيرة طوال النهار.
النصر وقفت بوسط المدينة على تسجيل نقاط سوداء في ركن السيارات، تتركز أغلبها بمحيط مقر الولاية، ساحة الثورة، شارع ابن خلدون، « لاري بيجو» محيط الحطاب، حي الماجستيك، لاكلون وغيرها من الشوارع التي تتواجد فيها المرافق الحيوية و تعرف ترددا للمواطنين، فعلى الموظفين القدوم للعمل قبل الثامنة صباحا، من أجل إيجاد أماكن لركن سياراتهم في الشوارع القريبة من مقرات عملهم، بحيث إذا وصلت الساعة إلى التاسعة صباحا، تصبح جميع الأماكن محجوزة و لا تستطيع ركن السيارة، إلا إذا ابتعدت عن قلب وسط المدينة، يحدث هذا في ظل عدم تواجد مواقف للسيارات ذات طوابق تستوعب العدد الهائل من المركبات التي تتوافد باكرا على وسط المدينة، باستثناء موقف تابع لبلدية عنابة يسمى «سطمبولي»، يُسيره أحد الخواص، يتكون من طابقين يستوعب 300 سيارة يعد الوحيد بمحيط مقر الولاية، لا يغطي الحاجة، إلى جانب افتتاح موقف خاص بالمركز التجاري «الكام» مؤخرا، يقع بمحيط الحطاب، هو أيضا لا يستوعب العدد الكبير للمركبات التي تركن بالمنطقة.
و حسب مديرية النقل لولاية عنابة، فإن هناك 5 مشاريع حظائر ذات طوابق، تستوعب 3000 مركبة تابعة للقطاع الخاص، مبرمجة بحي ما قبل الميناء، مستشفى ابن رشد، الحطاب، كوش نور الذين و سيدي إبراهيم، مع اقتراح توسيع موقف السيارات سطمبولي بوسط المدينة، فيما ينتظر تجسيد هذه الهياكل في غضون خمس سنوات.
حسين دريدح