كشف مسؤول بالمرصد الجهوي للصحة بالشرق، عن إصابة 435 شخصا بعدوى التهاب السحايا بالولايات الشرقية من البلاد، و ذلك خلال آخر 5 أشهر، كما أكدت الإحصائيات أن عدد المصابين ارتفع كثيرا منذ حلول فصل الخريف خاصة لدى فئة الأطفال، فيما تصدرت ولاية سطيف القائمة بأكبر عدد من الحالات، و أحصت مصالح الصحة بباتنة 38 مريضا منذ بداية الشهر.
وقال البروفيسور زغيلش، مدير الرصد الجهوي للصحة بالشرق، خلال ندوة صحفية انعقدت صباح أمس بمديرية الصحة بقسنطينة، أن مشكلة انتشار عدوى التهاب السحايا وطنية، مقدما أرقاما تخص 14 ولاية شرقية، حيث أصيب بها 435 شخصا، موضحا أن 80 بالمئة منهم تعرضوا لالتهاب السحايا الفيروسي الذي يعد أقل خطورة من البكتيري، نافيا أن تكون هناك أي حالة وفاة بسبب هذا الداء.
وأكد البروفيسور أن عدوى التهاب السحايا الفيروسي غير خطيرة، ولكنها تشكل خطرا أكثر على الرضع البالغين من العمر شهرين، مضيفا أن 38 بالمئة من الحالات تخص أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 14 سنة، كما تحدث عن 3 إصابات لأشخاص أعمارهم 65 سنة، وأوضح المتحدث أن فصل الخريف عادة ما يعرف ارتفاعا في عدد الحالات.
وأضاف المختص أن ولاية سطيف سجلت أكبر عدد من الحالات وخاصة بدائرة العلمة، حيث وصلت إلى 79، فيما قامت بعض المستشفيات بإرسال عينات من أجل تحليلها بمعهد «باستور»، مؤكدا أن النظافة تعتبر أهم عامل في مجال الوقاية والعلاج، حيث طالب بإعادة النظر في مجال الوقاية من العدوى والأمراض.
كما قال مدير الصحة بقسنطينة بن الخديم العيد خلال الندوة الصحفية التي نشطها، إن كل الحالات التي سجلت بالولاية، عبارة عن التهاب سحايا فيروسي، نافيا أن تكون هناك حالات وبائية، وأضاف المتحدث أن الولاية لا تعيش حالة طوارئ، وبأن كل المصابين تم التكفل بهم وغادروا المستشفى بعد تحسن وضعيتهم الصحية وشفائهم نهائيا، مرجعا ارتفاع الحالات في الشهرين الماضيين إلى الدخول المدرسي بتواجد مئات التلاميذ في مكان واحد، علما أن العدوى تنتقل عبر الهواء وعن طريق السعال.
وأكدت الدكتورة صغيرو فهيمة رئيسة مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الصحة بقسنطينة، أن على الأولياء الاطمئنان لأن كل الحالات تم التكفل بها، متحدثة عن برنامج يراقب الأمراض التي تستوجب التصريح الإجباري بها، وأضافت المتحدثة أن الولاية لم تسجل أية حالة وباء سواء المتنقلة عبر الماء أو الحيوان أو الهواء، موضحة أن عدد الحالات على مستوى الولاية هو 27 حالة، 21 منها سجلت في شهر سبتمبر المنقضي و 6 خلال الشهر الحالي.
وذكر الدكتور لمعان بوجمعة، المختص في علم الوقاية والأوبئة، أن التهاب السحايا الفيروسي، عبارة عن عدوى غير خطيرة لا تتسبب في مضاعفات للأطفال، موضحا أن أخطر أنواعها هو التهاب المكورة السحائية والذي قد يؤدي للموت ولكن لم تسجل أي حالة على مستوى الولاية، على حد تأكيده.
من جهة أخرى، سجلت مديرية الصحة و السكان لولاية باتنة، 38 حالة إصابة بالتهاب السحايا وسط الأطفال منذ مطلع شهر أكتوبر الجاري، وأحدث انتشار الداء حالة هلع وخوف وسط العائلات، في وقت دعت فيه المصالح الصحية إلى عدم التهويل، و طمأنت بأنه تم التكفل بالحالات المسجلة على مستوى المؤسسات الاستشفائية، موضحة بأن 13 مريضا لا يزالون يمكثون بالمصالح الاستشفائية للخضوع للعلاج و التحاليل اللازمة.
حاتم.ب/ ياسين.ع