جدل حول قطع أجزاء من شجرة عمرها قرن بثانوية القديس أوغستين
فتحت محافظة الغابات لولاية عنابة، أول أمس، تحقيقا في الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لعملية قطع شجرة عمرها أكثر 100 سنة بثانوية القديس أوغستين، عن طريق التنقل إلى عين المكان من أجل تقصي الوضع و إجراء تحقيق ميداني و مطابقة الصور بالواقع.
و عقب وقوع الضجة، خرج مدير ثانوية القديس أوغستين، عبد العزيز مرزوقي بعنابة، للرد على الانتشار الواسع للفيديو و ما صاحبه من ردود أفعال مستنكرة لهذا الفعل، و الذي اعتبر مساسا بتراث و عراقة المؤسسة التربوية التي شيدت في عهد الاستعمار الفرنسي و حملت اسم إحدى الشخصيات الدينية المسيحية المهمة التي سكنت و نشرت الدين المسيحي في الجزائر و شمال إفريقيا.
حيث كذب مرزوقي في توضيح لوسائل الإعلام، واقعة قطع الشجرة بشكل كامل كما بينه الفيديو، بل تعلقت العملية حسبه بتقليم جزء كبير منها، لإزالة الخطر على 700 تلميذ يدرسون في المؤسسة، بعد سقوط جزء كبير منها في الساحة قبل أيام ، نظرا لضخامتها ، لحسن الحظ كان التلاميذ داخل الأقسام، حيث كادت أن تتسبب في كارثة وسقوط ضحايا بالعشرات، و هو ما جعله يتخذ قرارا بالتنسيق مع الأساتذة و الأولياء، لتقليم الشجرة و ليس قطعها، حفاظا على سلامة التلاميذ و الطاقم الإداري خاصة مع هبوب الرياح، أين تُصبح المؤسسة تعيش حالة خوف من وقوع أجزاء من الشجرة في أي لحظة.
و اتهم المدير أشخصا لم يسمهم، بأنهم نشروا الفيديو «بطريقة خبيثة» بتصوير الشجرة من الأسفل على أنها مقطوعة، دون تصويرها كاملة و هي مُقلمة، و قاموا –حسبه- بالتركيز على إزالة قشرة الشجرة من الجزء السفلي على أنها عملية قطع، غير أن العملية جرت باستشارة مختصين في التقليم، لإعطاء نظرة جمالية على الشجرة وسط الساحة.
من جهتها مديرية محافظة الغابات بعنابة، نشرت عبر صفحة فيسبوك، بعد تداول فيديو عملية قطع الشجرة، تعقيبا جاء فيه « في ما يخص عملية القطع لشجرة الكاليتوس على مستوى ثانوية القديس أوغستين، تُعلن محافظة الغابات لولاية عنابة، عن استنكارها التام لهذه العملية و عدم منحها لأي رخصة لأي جهة كانت، سواء لقطع أو تقليم الشجرة داخل هذه المؤسسة و سوف تتخذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكب المخالفة.
و بشأن عدم تلقي ترخيص لتقليم أو قطع الشجرة، أوضح المدير بأن إدارة الثانوية قدمت طلبا من أجل الترخيص قبل أشهر، غير أنها لم تتلق أي رد رسمي، مما جعلها تقوم بعملية التقليم حفاظا على الأرواح و تفادي تكرار سقوط نخلة قبل أشهر على تلميذ بمركز التوجيه التابع لمديرية التربية بوسط المدينة، مما أسفر عن مقتله بعين المكان، إلى جانب وقوع أضرار، و استغرقت عملية إزالة الشجرة لساعات، و هو ما وقفت عليه النصر بعين المكان بسبب ضخامة النخلة، ما دفع المؤسسة حسب المدير للتحرك بسرعة قبل وقوع الكارثة، معتبرا حماية الأرواح أولى من الشجرة.
و تنقل مدير محافظة الغابات إلى الثانوية مرفقا بإطارات، للوقوف على القضية عن قرب، أين التقوا بالمدير و شرح لهم الوضع و سبب القيام بذلك مع معاينة طريقة القيام بالتقليم و التي لم تكن قطعا نهائيا كما روج له، بل كانت عملية تقليم كبيرة، قاموا خلالها بإزالة جميع الأغصان الكبيرة، مع الاحتفاظ بالجدع و الفروع.
حسين دريدح