حذّر عدد من المختصين في مجال الفلاحة بولاية تبسة من فأر الحقول، الذي غزا مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية، مؤكدين على أن الولاية ستتدعم خلال الأسبوع المقبل بكميات من المبيدات للقضاء على هذه الآفة الخطيرة.
مصالح مديرية الفلاحة، أكدت على لسان « خولة حاجي” مفتشة رئيسية للصحة النباتية، أن فأر الحقول تسبب في تضرر أكثر من 10500 هكتار على مستوى بلديات بئر العاتر، الماء الأبيض، نقرين، أم علي، وبنسب متفاوتة في بقية البلديات، مضيفة أن هناك مساع مع الفلاحين لاحتواء هذه الآفة، في انتظار وصول المبيدات، التي تحتاج إلى احترافية في استعمالها لتؤتي أكلها ونجاعتها.
وفي إطار تطبيق المرافقة التقنية والدعم الاستشاري المسطر من قبل الوزارة الوصية للموسم الفلاحي 2020/2019، تنظم مديرية المصالح الفلاحية لولاية تبسة هذا الخميس يوما تحسيسيا وبرهنة حول آفة “ فأر الحقول” بمستثمرة أحد المستثمرين الخواص بمنطقة البغدادي ببلدية الماء الأبيض، من تنشيط المعهد الوطني لحماية النباتات بالعاصمة وإطارات مفتشية حماية النباتات بتبسة، حيث كشف مصدر من المفتشية، أنه سيتم خلال هذا اللقاء زيارة ميدانية لبعض حقول فلاحي المنطقة، و ذلك لتفقد المناطق المتضررة من فئران الحقول، كما سيقدمون شروحات وافية للفلاحين حول طرق محاربة هذه الآفة سواء بالأساليب الزراعية أو الكيميائية.
وكشف ذات المصدر للنصر، أن الهدف من مكافحة فئران الحقول، يكمن أساسا في جعل هذه الآفة التي تهدد المحاصيل الزراعية، تحت السيطرة, حتى لا تُحدث أي ضرر اقتصادي قد يتسبب في خسائر فادحة للفلاحين، مضيفا أن تنفيذ حملة مكافحة فأر الحقل، من طرف المصالح التابعة لمديرية الفلاحة، والشركاء سواء كانوا جمعيات أو إداريين، لا يعني تطهير الحقول والبساتين بشكل نهائي من هذه الحيوانات، وإنما محاصرتها والتقليل من وجودها, مؤكدا أن الحملة مستمرة مع مرافقة الفلاحين في الميدان، من أجل الحفاظ على مستوى إنتاج الحبوب بالمناطق المتضررة وغيرها من المساحات الزراعية، التي تشتهر بها الولاية.
و ذكر بعض الفلاحين وأصحاب الحقول، بأن نجاح برنامج مكافحة هذه الفئران بشكل فعال يبث الطمأنينة في نفوسهم, مرهون بقيام الجهات المعنية بتقديم وتوزيع البذور الكيميائية عليهم، لمتابعة ومواجهة هذه الآفة وغيرها، حفاظا على الحقول والمحاصيل الزراعية خلال الموسم الحالي و لتجنب الخسائر المعتبرة في الحبوب التي سجلت السنوات الماضية.
و أكد أحد المختصين، بأن فأر الحقل ظهر نتيجة الجفاف الذي تشهده ولاية تبسة، و بأعداد كبيرة في أراضي جنوب الولاية، مما يستوجب معرفة النوع المسؤول عن الضرر لتحديد صنف المبيد الذي يستعمل، وذلك توفيرا للنفقات واختزالا لجهود مكافحة الفئران.
ع.نصيب