عمت، يوم أمس، حالة من الفوضى، وسط التلاميذ و أوليائهم بمحيط متوسطة بومرقد في المدخل الشرقي لمدينة برج بوعريريج، بعد دخول الأساتذة في اضراب منذ بداية الأسبوع، دون تحرك الوصاية، ما زاد من مخاوفهم من تأثير هذا الاضراب على التحصيل الدراسي لأبنائهم.
و عبر المحتجون، عن تضامنهم مع الأساتذة، في ظل النقص المسجل في التأطير التربوي و انعدام التجهيزات و معدات العمل بالمتوسطة، محملين مسؤولية ما يجري من إهمال لمديرية التربية التي لم تتحرك بحسبهم رغم تبليغها بجملة الإنشغالات والمطالب، خصوصا وأن هذه المتوسطة الوحيدة بالحي استقبلت أزيد من 900 تلميذ، من بينهم أزيد من 300 تلميذ جديد التحقوا بمقاعد الدراسة مع بداية الدخول المدرسي الجاري.
بالموازاة مع ذلك، تمسك الأساتذة بمواصلة اضرابهم عن العمل، مرجعين ذلك إلى عدم استجابة الوصاية لمطالبهم، رغم شكاويهم المتكررة من نقص وسائل العمل، والاكتظاظ الكبير داخل الأقسام أين يزيد عدد المتمدرسين عن 45 تلميذا في القسم الواحد، ما تسبب في زيادة الضغط على المربين، الذي اشتكوا من التهديدات والاعتداءات اللفظية التي تطالهم بشكل يومي من قبل التلاميذ واوليائهم، مطالبين بتوفير الأمن داخل المؤسسة التربوية و حمايتهم من مثل هذه التصرفات.
كما طالبوا المديرية الوصية بتدعيم المتوسطة الوحيدة، بمؤسسة تربوية ثانية للتخفيف من الضغط بهذا الحي الذي يشهد تزايدا في عدد السكان و التلاميذ المتمدرسين باعتباره منطقة للتوسع العمراني بالمدخل الشرقي لمدينة البرج، خصوصا بعد توزيع السكنات الاجتماعية المنجزة بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، و افتتاح هذه المؤسسة خلال الموسم الدراسي الفارط أين كان عدد التلاميذ لا يتجاوز 600 تلميذا، لكنه عرف تزايدا كبيرا مع بداية الدخول المدرسي الجاري.
وزيادة على الضغط و الاكتظاظ داخل المتوسطة، اشتكى الأساتذة من النقص المسجل في التأطير الاداري و التربوي، ناهيك عن الانعدام شبه التام للتجهيزات ووسائل العمل، مشيرين إلى أن هذا الوضع دفع بهم إلى اقتناء بعض الأدوات من مالهم الخاص.
مدير التربية، الذي تنقل إلى المتوسطة، تحاور مع الأساتذة و التلاميذ و أوليائهم، و اعترف بالنقائص المسجلة، و وعد بجلب بعض التجهيزات من مؤسسات تربوية أخرى، إلى حين تمرير الميزانية الجديدة لتزويد هذه المتوسطة بجميع التجهيزات، مشيرا إلى افتتاحها دون تجهيزها بجميع المستلزمات بالنظر إلى الحاجة الملحة لتوفير مرفق تربوي للتلاميذ بهذا الحي، و لإعفائهم من متاعب التنقل إلى المتوسطات البعيدة بوسط المدينة التي تتطلب توفير وسائل النقل، فضلا عن التوسع العمراني بالمنطقة الذي استدعى تسجيل مشروع لإنجاز متوسطة جديدة، ما سيسمح بتخفيف الضغط و انهاء مشكل الاكتظاظ داخل الأقسام، كما أكد على سعيه لتدعيم المتوسطة بالتأطير الكافي لتوفير الظروف المساعدة على العمل و التحصيل الدراسي.
ع/ بوعبدالله