الحيـــاة بثــــلاث بلديـــات رهينــــة مشــروع جســــر" لمــلاقي" بالعنصــر
يعيش أكثر من 30 ألف نسمة من السكان عبر ثلاث بلديات في الجهة الشرقية من ولاية جيجل، على هاجس غلق الطريق الولائي 135 ب، خلال تساقط الأمطار، بمنطقة الملاقي بالعنصر، جراء تسبب مياه وادي تامنجر في انهيار جزء من ممر، أنجز مؤقتا ، ليعوّض منذ سنة تقريبا، الجسر الرئيسي المنهار، مطالبين السلطات، بتجسيد الوعود التي قطعتها عند حدوث الأزمة، حيث قام محتجون من بلدية العنصر، بوراوي بلهادف و بوسيف أولاد عسكر، بقطع الطريق الوطني رقم 43 لمدة فاقت ثلاث ساعات، من أجل النظر بجدية في مطلبهم الرئيسي.
و قد زارت النصر المنطقة في حدود الساعة، الخامسة مساء، أين وجدنا ما يفوق 50 سيارة مركونة بجانب الطريق بمنطقة الملاقي و كانت حافلات بصدد إنزال الركاب، الذين شرعوا في قطع معبر حديدي للراجلين و المرور إلى الضفة المقابلة من الوادي، و قد أخبرنا متحدثون، بأنه السيناريو الذي يتكرر كل مرة بعد سقوط الجسر خلال الشتاء الماضية، حيث تقطع الطريق لساعات من الزمن و تصل إلى أيام، بسبب تضرر الممر المؤقت، جراء فيضان الوادي و شله لحركة السير.
و قال أحد المتحدثين «نحن تحت رحمة مياه الوادي، ننتظر في كل مرة انخفاض منسوب المياه، لإحصاء الأضرار التي يسببها للممر الوحيد الذي تعبره السيارات» و ذكر آخرون، أن الأضرار التي سببتها السيول هذه المرة، كانت كبيرة و أتلفت جزءا كبيرا من الممر الذي أنجز بالتطوع من قبل مقاولين بعد انهيار الجسر، ما أدى إلى تذبذب الدراسة عبر أعالي بلدية العنصر و بوراوي بلهادف و أجزاء من بلدية بوسيف أولاد عسكر، وخلف صعوبة في نقل المرضى و خصوصا المتواجدين في ظروف صعبة و حرجة، مؤكدين على أن العديد من العائلات قامت بنقل أصحاب الأمراض المزمنة، إلى أماكن آمنة و قريبة من المراكز الصحية بالعنصر و الميلية.
و هو حال عائلة محمد، الذي أكد لنا على أن والدته تقوم بتصفية الدم، بحيث يقوم بنقلها إلى بلدية الميلية عند عائلته، حتى يتم تحويلها في أحسن الظروف و بسرعة إلى مركز تصفية الدم، مشيرين إلى أنه من الصعب نقلهم و التدخل عند حدوث مضاعفات، و قد وجدنا و بالرغم من تأخر الوقت، مصالح الحماية المدنية بالمكان، تقوم بنقل أحد المرضى عبر المعبر الحديدي، بعد أن قامت عائلته بنقله إلى غاية معبر لملاقي، فيما تكفلت مصالح الحماية المدنية بباقي العملية.
و قال متحدثون، بأن الغلق المستمر للممر و في كل مرة، عكر هدوء حياتهم و أضحى الطريق و موعد فتحه أو ترميمه هو شغلهم الشاغل، مشيرين إلى أنه و بالرغم من تدخل الجهات المختصة في كل مرة لترميم الممر و إعادة فتحه، إلا أن الأمر أضحى لا يطاق، معبرين عن أسفهم الشديد من السياسة «الترقيعية» المنتهجة في كل مرة و تأخر تجسيد الوعود ببناء جسر للقضاء على المشكل المطروح، مؤكدين على أن تجسيد المنشأة أضحى من بين الأولويات.
و لم يتملك مئات الشباب أنفسهم، بعد مرور يوم عن انقطاع الطريق و قاموا بقطع الطريق الوطني رقم 43 بمنطقة العنصر، لتبليغ صوتهم للسلطات المعنية، بضرورة الجدية في إيجاد مخرج عاجل للمشكل الذي يتكرر كل مرة، مطالبين بتجسيد جسر بالمنطقة.
و قد سارعت السلطات الولائية بجيجل، إلى نشر إرسالية و بيان، تشير فيه إلى أنه و كحل استعجالي، فقد تدخلت مصالح الولاية بتاريخ 24 جانفي الفارط، لإعادة تأهيل هذا الجسر عن طريق التطوع و ذلك لتسهيل حركة المرور، كما تم انجاز جسر للراجلين من طرف شركة"سابطا"، لتسهيل تنقل الراجلين و التي لم يتم تسديد فاتورات الشركة إلى حد الآن و المقدرة بـ 5 ملايير سنتيم.
كما قامت بالمقابل، بتوجيه طلب رسمي إلى وزارة الأشغال العمومية، لانجاز منشأة فنية جديدة على وادي تامنجر، بقيمة 50 مليار سنتيم و خلال التقلبات الجوية الأخيرة، تعرض نفس الجسر إلى تصدعات كبيرة و تمت إعادة الطلب إلى وزارة الأشغال العمومية، قصد تسجيل هذا الجسر بصفة استعجالية .
كـ.طويل