فصلت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، في قضية المتهم فيها شاب والضحية هي زوجته عرفيا ، التي دخل معها في خلاف نتيجة حملها، حيث تتهمه برميها من نافذة شقته بالطابق الرابع كونها سعت لترسيم الزواج.
وتمت إدانة المتهم (ج.إبراهيم) 32 سنة، بارتكاب جناية محاولة القتل العمدي، بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، بعد أن التمس له ممثل النيابة 15 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها مليون دينار.
القضية ترجع بتاريخها إلى السابع من شهر جويلية من سنة 2016، أين تلقت مصالح الأمن الحضري الثاني بأمن دائرة عين البيضاء، مكالمة هاتفية من مصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح المحلي، حول استقبال، (ز.ب)، وهي فتاة كانت تبلغ من العمر آنذاك 17 سنة ، والتي كانت مصابة بكسور و رضوض في مناطق مختلفة من جسدها، لتشرع الشرطة في تحقيقاتها، و يتضح بأن الفتاة كانت حاملا في شهرها الخامس، و قد سقطت من نافذة منزلها بالطابق الرابع لعمارات حي 520 مسكنا، ما تسبب في إصابتها بكسور خطيرة استدعت تحويلها على جناح السرعة للمستشفى الجامعي بقسنطينة، أين خضعت لعمليتين جراحيتين على مستوى قسم العظام، ومنحت عجزا عن العمل قدره الطبيب الشرعي بـ70 يوما.
التحقيقات بسماع الضحية التي مكثت أسبوعا في المستشفى الجامعي، بينت بأنها متزوجة عرفيا من المتهم ، و ظلت تطالبه بترسيم زواجهما، وتوجهت للجهات القضائية، لمباشرة الإجراءات، غير أن الزوج ظل في خلاف معها، بسبب حملها منه، و قالت أنه اعتاد على الاعتداء عليها وضربها على مستوى بطنها، محاولا إسقاط الجنين، ليستغل في ثاني أيام عيد الفطر، قيامها بتركيب ستائر النوافذ، ليدفعها من نافذة الغرفة، أين سقطت أرضا من الطابق الرابع، وأكدت الزوجة بأن زوجها الذي لم تتم بعد إجراءات قرانهما القانونية، دفعها، بعد ملاسنات حصلت بينهما قبل الحادثة.
ومن خلال ما تمت تلاوته في جلسة المحاكمة، فالزوجة التي وعدها زوجها بتسوية وضعيتهما قانونيا، وفي ظل عدم نجاح أسلوبه بإسقاط الجنين، عادت لتتراجع عن تصريحاتها التي أدلت بها أمام عناصر الأمن، بعد أن أشار زوجها إلى أن خلافاته معها دفعتها لمحاولة الانتحار، غير أن عديد الشهود أكدوا غير ذلك وكشفوا عن مشاهدتهم الزوج يطل من النافذة بعد سقوط زوجته، ومن جهة أخرى بين الزوج المتهم بأنه ظل على اتصال بزوجته بعد قيامه بنقل والدتها لمنزلها بحي المقاومين المعروف محليا بـ»الدشرة»، ليتم عرض رقمه الهاتفي على كشف المكالمات، أين تم تفنيد جميع التصريحات التي أدلى بها.
المتهم الذي لم يودع رهن الحبس في هذه القضية، و كان موقوفا في قضية جنائية أخرى تتعلق بالفعل المخل بالحياء على ضحية أخرى، عاد ليبين لهيئة المحكمة بأن زوجته التي سعى جاهدا لترسيم زواجه بها، هي من قامت برمي نفسها من الطابق الرابع محاولة الانتحار، وصرح بأنه لم يكن في المنزل لحظة الحادثة، وعند عودته لمنزله تفاجأ بغياب زوجته ليتصل بشقيقتها التي أخطرته بأنها في مصلحة الاستعجالات بالمستشفى، من جهته ممثل الحق العام أكد في مرافعته بأن الجرم ثابت بجميع الأركان، من خلال القرائن التي تصب كلها ضد المتهم، خاصة وأن الضحية أدلت بتصريحات واقعية في أول استجواب، كما أن المتهم ادعى اتصاله بها وبشقيقتها غير أن كشف المكالمات لم يبين ذلك.
أحمد ذيب
