سلطت محكمة الاستئناف لجنايات مجلس قضاء بسكرة، في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، عقوبات تراوحت بين الإعدام في حق المتهم الرئيسي في قضية قتل الجامعية «عبير» و 3 و 5 سنوات في حق بقية أفراد عائلته و يتعلق الأمر بـ (الأم، أخوين و 3 أخوات) عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، في الجريمة التي شهدتها مدينة بسكرة بتاريخ السادس و العشرين من شهر فيفري من سنة 2018.
حيثيات الجريمة التي خلفت حينها حالة من الاستنكار في أوساط سكان الولاية، بالنظر إلى كونها سابقة من حيث طريقة تنفيذها البشعة، تعود إلى التاريخ المذكور، حينما عثر مواطنون على كيس بلاستيكي مخصص للقمامة خلف دار الشباب بمدينة بسكرة، ما أثار استغرابهم ،وأثناء ملامسته من قبل بعض المواطنين، تضاعفت شكوكهم حول إمكانية احتوائه على بعض الأجزاء البشرية، ما دفعهم لتبليغ أعوان الحماية المدنية و مصالح الأمن، حيث تبين بأنه يضم أجزاء بشرية لفتاة و بالموازة مع ذلك، كانت قوات الشرطة قد تلقت قبلها بلاغا، يتضمن اختفاء الطالبة الجامعية (ص. حفيظة) المدعوة «عبير» و بفتح تحقيق معمق في القضية و توسيع دائرة التحقيقات بالاعتماد على الطرف العلوي للضحية المنزوع اليد اليمنى، تبين بأنه يعود للطالبة الجامعية محل التبليغ بالاختفاء من طرف أفراد أسرتها.
و قد مكنت التحريات الأمنية المتواصلة، من الوصول إلى تحديد هوية المشتبه فيه بارتكاب الجريمة النكراء، بعد الاستعانة بكاميرا لمحل تجاري يقع بحي العالية الذي تقطن به الضحية رفقة عائلتها و التي ثبت من خلالها، أن الضحية عبير، كانت عائدة إلى المسكن في حدود الساعة الثالثة و النصف مساء بعد خروجها من جامعة محمد خيذر، أين تزاول دراستها الجامعية بكلية اللغات و الآداب.
و أفاد تصريح لفتاة تقيم بذات الحي، كونها سمعت صراخا قويا داخل شقة المشتبه فيه الرئيسي، ما جعل فرضية قيامه بالاعتداء على الضحية كبيرة جدا، ليتم توقيفه من قبل عناصر الشرطة داخل منزله، مع استرجاع أداة الجريمة متمثلة في سكين، و هو البالغ من العمر 34 سنة يمتهن حرفة البناء، كما أنه جار للضحية و ذلك بعد سلسلة من التحريات الدقيقة و المكثفة، استعلمت فيها عناصر الشرطة القضائية و العلمية، تكنولوجيا متطورة بعد استغلالها الأمثل لكل المعلومات التي تحصلت عليها مباشرة بعد إخطارها بالحادثة المروعة، ما مكنها من التوصل إليه و توقيفه في ظرف قياسي .
حيث تبين بأنه استغل عودة الضحية إلى مسكنها العائلي الواقع بحي العالية، بعد خروجها من الجامعة في الساعة، الثالثة مساء، حيث قام بإدخالها بالقوة داخل شقته و رغم محاولتها مقاومته و الفرار من قبضته، إلا أنه اعتدى عليها باستعمال آلة حادة، كانت سببا في وفاتها داخل الشقة و لإخفاء الجثة عن الأنظار، قام بتقطيعها إلى ثلاثة أجزاء بواسطة آلة تقطيع كهربائية، ليقوم بعدها بحلول الظلام، بوضع أطرافها داخل أكياس بلاستيكية على متن سيارة و رميها ببعض أحياء المدينة، لتمويه المصالح الأمنية المختصة للحيلولة دون توقيفه.
و بعد توسع دائرة التحقيقات من قبل الفرقة الجنائية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، تم توقيف والدته البالغة من العمر (61 سنة) و 3 شقيقاته تتراوح أعمارهن بين (32،39 سنة)، زيادة على أخويه أعمارهما (27 ، 36 سنة ) .
يذكر أن القضية محل الاستئناف، كانت محكمة الجنايات قد فصلت فيها بتاريخ 31/12/2018 و سلطت عقوبات تراوحت بين الإعدام و المؤبد في حق جميع أفراد العائلة. ع/ب