احتج ، أمس، أفراد من 41 عائلة بحي بوخضرة 3، أمام مقر ولاية عنابة، على قرار تسخير القوة العمومية لطردهم من السكنات التي يقيمون بها، وقالوا أنه تم ترحيلهم قبل 8 سنوات بصفة استثنائية ضمن عملية لإعادة الإسكان شملت 750 عائلة تقيم في بيوت قصديرية، لكنهم لم يحصلوا على وثائق الإستفادة رغم تلقيهم لوعود بالتسوية من طرف المسؤولين .
واستنادا لممثل عن المحتجين في تصريح للنصر، فقد تم تسوية وضعية 70 عائلة وبقيت 41 عائلة تنتظر التسوية، بقيت وضعيتهم معلقة رغم تطمينات الوالي الأسبق و مديرية الترقية والتسيير العقاري بالتكفل بالأمر وأضافوا بأن قضيتهم معروفة لدى السلطات المحلية، كما جمعهم لقاء مع الوالي، والذي تعهد حسبهم بالتسوية ، لأنه تم إحصاؤهم ضمن عملية إعادة الاسكان لسنة 2007 وأدرجوا ضمن القائمة الإضافية لحصة 750 مسكنا التي خصصت لحي بوخضرة. وكشف المحتجون، بأن الحي الذي يقطنون فيه حاليا، أغلب السكنات به شاغرة، و تم التحقيق في هوية المستفيدين منها وتبين بأنها استفادات مشبوهة لأشخاص يقطنون خارج ولاية عنابة.
في سياق متصل، تواصل مصالح الدائرة بالتنسيق مع بلدية عنابة، تهديم البيوت الفوضوية على مستوى حي سيدي حرب، الذي عرف استفحال الظاهرة بشكل غير مسبوق ، حيث تجاوز عدد البيوت المهدمة منذ انطلاق العملية قبل أيام حسب مصادر منتخبة 140 بناية .
وجاء تحرك السلطات المحلية حسب مصادرنا بسبب تحول عدد كبير من البيوت القصديرية بحيي فخارين وسيدي حرب، إلى مصدر تهديد و وكر للعصابات لتخزين المخدرات و المهلوسات.
و تم تهديم خلال اليومين الماضيين، 18 بناية فوضوية، حيث تسير العملية بوتيرة بطيئة بسبب صعوبة دخول الآليات، وسط تواجد أمني مكثف، أين تم تطويق ومداهمة الحي من جميع الجهات، وقبل مباشرة عملية الهدم، تقتحم عناصر الأمن البيوت الفوضوية من أجل توقيف الأشخاص محل بحث والمشتبه فيهم في حيازة المخدرات، حيث عرفت الأيام الماضية توقيف عدة مجرمين خلال عمليات الهدم.
من جهتها احتجت بعض العائلات غير المحصية على إزالة بيوتها الفوضوية، وقال أفرادها أنهم يعيشون في حالة اجتماعية مزرية مطالبين السلطات المحلية بإحصائهم والسماح لهم بالبقاء في الحي الفوضوي إلى غاية إسكانهم في شقق لائقة.
وفي نفس السياق، أوضحت مصادر من بلدية عنابة، بأن عملية الهدم متواصلة لتشمل البنايات الفوضوية عبر عدة أحياء بالمدينة وسكنات أخرى هشة معنية بالإزالة، بعد ترحيل سكانها إلى شقق لائقة في إطار امتصاص هذا النوع من السكن، كما سيتم استغلال مساحات السكنات المهدمة لإنجاز مشاريع ومرافق عمومية.
وباشرت المصالح المختصة في عملية هدم البنايات الفوضوية خاصة المشبوهة منها، عقب تشكيل لجنة أمنية بالتنسيق مع مصالح دائرة عنابة لمحاربة ظاهرة البناء الفوضوي والتي تحولت الى وكر للجريمة، وشوهت صورة العديد من الأحياء، فضلا عما تفرزه هذه التجمعات السكنية من مظاهر بيئية وصحية غير ملائمة بسبب الربط العشوائي بشبكة الكهرباء وافتقاد شبكة الصرف الصحي وتراكم القمامة والأوساخ.
حسين دريدح
