يواجه سكان قرية تاشرشرة الواقعة ببلدية تاوزيانت 50 كلم أقصى غرب مقر عاصمة الولاية خنشلة، خطرا متزايدا يحدق بمزارعهم وبساتينهم ،أمام مشكلة سيول مياه الأمطار المندفعة من قمم الجبال المحيطة والتي تتشكل منها وديان صغيرة، تزداد عمقا واتساعا كل مرة مما بات يهدد أيضا أراضيهم ومستثمراتهم الفلاحية دون أن تتحرك الجهات المعنية، بالرغم من النداءات والشكاوي التي لم تأت بأي نتيجة ولم تجد الآذان الصاغية لنجدتهم وتقديم يد العون لهم من خلال تخصيص الحد الأدنى من مشاريع ترقية الريف والبرامج التنموية المندمجة التي تم الإعلان عنها. و قد وعد مير تاوزيانت بأنه سينقل مطالب السكان و يدافع عنها لتحسين وضعيتهم.
السكان المتذمرون من وضعهم المعيشي، لا يزالون فضلا عن عزلتهم يواجهون مشكلة الأزمة الحادة في مياه الشرب التي يضطرون إلى جلبها من الوديان المجاورة والمنابع البعيدة على ظهور البغال والحمير، على الرغم من إنجاز السلطات لخزانين لتزويدهم بكفايتهم من الماء، لكن تجمد نشاط الخزانين بسبب رفض مصلحة الجزائرية للمياه نيابة البلدية عن السكان، في دفع ديونهم عن مستحقات فواتير المياه غير المستهلكة حسب المواطنين الذين رفعوا شكاويهم إلى جميع السلطات المعنية دون نتيجة منذ أزيد من 3 سنوات.
و يعاني سكان القرية إلى جانب ذلك ، مشكلة عدم ربطهم بشبكة الهاتف الثابت وغياب التغطية عبر اتصالات مختلف متعاملي الهاتف النقال ، أين يواجهون عزلة تامة عن العالم، ما جعل مختلف عصابات المواشي تستبيح أملاكهم ومواشيهم في كل مرة، دون أن يتمكنوا من طلب النجدة ، ما حول حياتهم في ظل هذه الظروف إلى جحيم لا يطاق .
قرية تاشرشرة تعتبر الأقدم من بين التجمعات السكانية القديمة في المنطقة، تحولت في ظل ما تتعرض له من الإهمال والتهميش من منطلق تطبيق سياسة الغلبة للعرش الأقوى، إلى أشبه بمحتشد للاجئين أو أقلية منبوذة تعيش الحرمان والتهميش والإقصاء في سكنات فوضوية، انتشرت عشوائيا في جميع الاتجاهات بجدرانها الطوبية والحجرية المتهالكة على طول سفوح الجبال المشرفة على المدينة، وفوق أرض ترابية غزتها الحفر وملأتها تلال الحجارة، وانتشرت عبرأزقتها وشوارعها الأخاديد العميقة التي شكلتها سيول الأمطار المتدفقة من أعالي الجبال .
شباب الحي وأطفاله لا يجدون أمامهم طيلة ساعات النهار مكانا آمنا للترفيه أو اللعب، إلا وسط أكوام النفايات والأتربة وداخل الحفر وفوق جدران أطلال المساكن المهجورة وداخل غابات النباتات الشوكية المنتشرة في كل مكان، يطالبون هم أيضا بالالتفات إليهم ولو بمرفق واحد شباني لممارسة نشاطات الترفيه، إلى جانب مطالبتهم ولو بملعب جواري على غرار العشرات من الملاعب الجوارية التي أنجزت عبر ربوع الولاية .
رئيس المجلس الشعبي البلدي بتاوزيانت الذي أبدى تفهما كبيرا لمدى معاناة سكان المنطقة، أكد أنه سيعمل جاهدا على التخفيف من مشاكل سكان القرية التي ستستفيد من نصيبها من برنامج التنمية البلدية، وأنه سيتكفل بانشغالات المواطنين لاسيما الشباب منهم وسيطرحها على الجهات المعنية، وسيبذل كل جهوده من أجل تجسيد مشاريع لفائدة هؤلاء الشباب.
ع.بوهلاله
