أبدى وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، نهاية الأسبوع، تذمره الشديد من مسؤولي قطاعه بولاية سطيف، بسبب عدم تمكنهم من معالجة مشاكل محلية بسيطة حسبه.
و خلال زيارته لمخبر الكشف عن «كوفيد 19»، الذي جرى تجهيزه من طرف محسنين و وضعه حيز الخدمة الثلاثاء الفارط بالمركز الإستشفائي الجامعي بسطيف، وقف على عطب أصابه جعله يتوقف، مع عجز المسؤولين عن جلب تقني لإصلاحه، مقابل عجزهم أيضا عن وضع حيز الخدمة لمخبر آخر بمصلحة الأمراض المعدية، مشيرا إلى أنه أعطى تعليمات للمدير العام لمعهد باستور، لتوفير كميات معتبرة من الكواشف المناسبة للتجهيزات المتوفرة، مع الإشارة إلى عدم مغادرته للولاية سوى بعد تسوية هذه الإشكالات.
فيما أثنى الوزير خلال ندوة صحفية أعقبت زيارة عمل و تفقد لبعض الهياكل الصحية بالولاية، على مبادرة أحد المخبريين الخواص، عقب فتحه مخبرا لإجراء الكشوفات بشكل مجاني، بالتنسيق مع المصالح الصحية، معتبرا إياه بالإضافة النوعية للمخبرين الموجودين بالمركز الإستشفائي الجامعي.
«العدوى تنتقل بنسبة 25 إلى 30 بالمائة في الوسط العائلي»
الوزير قال بأن الهدف من الزيارة، هو الإطلاع على الواقع الصحي الوبائي من ناحية التكفل و الإمكانات المتاحة، سعيا لخفض عدد الإصابات، بإيجاد الحلول الناجعة لحصره و ألحّ على ضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي والوضع الإجباري للكمامة، مع العمل على نشر هذه الثقافة في أوساط المواطنين، مع تفادي التجمع في الجنازات أو الأعراس، بعد أن تحوّلت العدوى إلى عائلية تنتقل من فرد لآخر، حيث تتراوح من 25 إلى 30 بالمائة من النسبة الإجمالية للإصابات.
في وقت شدد بن بوزيد، على لجوء المصالح المحلية لتسخير هياكل الإيواء، مع وضعها تحت تصرف القطاع الصحي لاستقبال المصابين بالفيروس، بسبب الاكتظاظ المسجل عبر المستشفيات، بسبب الارتفاع الكبير في عدد الإصابات، مع توفير الإمكانات المادية، على غرار وسائل الكشف و الوقاية و عدم التردد في طلبها من الصيدلية المركزية التي تتوفر على كميات كبيرة من المخزون، لمختلف الوسائل، على غرار الكمامات المتوفرة بالملايين، مضيفا بأنه باشر حملة زيارة لعدد من الولايات، مرفوقا بخبراء، للوقوف على الوضعية الوبائية، سعيا لحصر الجائحة.
فيما هوّن بن بوزيد من الوضعية الوبائية للجزائر، مقارنة بدول أخرى تحصي آلاف المصابين و المرضى، داعيا للتحلي باليقظة و الوعي، منوّها بالمجهودات المبذولة من طرف مهنيي الصحة، معبّرا عن وقوف الدولة معهم خلال الظرف الحالي، داعيا لتجاوز بعض الأطراف تسعى لتشويه قطاع الصحة، بتداول مقاطع فيديو عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
ليتطرق المسؤول إلى مشكل تجميد عمليات إنجاز الهياكل الصحية و الإستشفائية، قائلا بأن قطاعه تضرر كثيرا، لاسيما في ولايات تتوفر على كليات للطب على مستوى الجامعات، لكن لم يتماش ذلك مع إنجاز مراكز إستشفائية جامعية، لكن بالمقابل، أضاف بأن الدولة تركّز حاليا على محاربة جائحة كوفيد 19، لحصره و القضاء عليه بشكل نهائي.
كما تجدر الإشارة، إلى أن الوزير فسّر الارتفاع الكبير لنسبة الإصابة في ولاية سطيف، بكونها تحصي كثافة سكانية عالية، إضافة لكونها منطقة تجارية و صناعية بامتياز و تقع في مفترق طرق و توافد لمختلف الولايات الأخرى.و قد نشر رئيس مصلحة الإنعاش الطبي بالمركز الإستشفائي الجامعي محمد سعادنة عبد النور في سطيف، الدكتور نبيل مصباح، نداء استغاثة عبر صفحته الرسمية «فيسبوك»، تعبيرا عن النقص الفادح في الأوكسجين، فيما منحت المصالح الصحية تعليمات بالقضاء على هذا النقص في أقرب الآجال.
ر.ت