تواصلت، أمس و لليوم الثالث على التوالي، جهود مختلف المصالح و المتطوعين لإخماد ألسنة اللهب المندلعة ببعض البلديات الواقعة بالمنطقة الشمالية لولاية سطيف، بعد أن طالت المنازل، الممتلكات و أدت إلى نفوق المئات من الدواجن، الأغنام و الأبقار، إضافة إلى الحيوانات البرّية.
في وقت كشفت فيه مصالح الحماية المدنية، عن امتداد الحريق إلى مناطق جديدة تقع بمحيط بعض السكنات و البساتين الخاصة بالأشجار المتاخمة لها، ما أدى إلى تسجيل خسائر مادية معتبرة، لاسيما بالقرى و المداشر التابعة لبلديات بوسلام، بني موحلي، بني شبانة و بني ورثيلان، على غرار أحريز، بني جماتي، بني عفيف، آيت إليلتن، التي تضررت مساحاتها و بساتينها كثيرا بألسنة اللهب، موازاة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة و الجفاف.
نفس المصدر، أشار إلى تدعيم وحدات الحماية المدنية بسطيف، بالأرتال المتنقلة التابعة لولايات باتنة، قسنطينة و ميلة، ليقفز العدد الإجمالي لشاحنة الإطفاء 30 شاحنة، تضاف إليها مركبات أخرى خاصة بالإمداد و سيارات الإسعاف، مع بلوغ عدد الأعوان 146 فردا بمختلف الرتب، مع تدخل المروحيات التابعة للوحدة الوطنية الجوية للحماية المدنية.
نشير إلى أن جهود إطفاء الحرائق المندلعة بالمنطقة الشمالية لولاية سطيف، لم تقتصر على الحماية المدنية، بل امتدت للجماعات المحلية، مصالح الغابات، إضافة إلى هبّة كبيرة من المواطنين الذين تدخّلوا بتسخير الآليات و مختلف الإمكانات و الوسائل، حتى البسيطة منها، بهدف منع امتداد ألسنة اللهب لممتلكاتهم و المناطق الآهلة بالسكان.
في وقت تعرض بعض كبار السنّ و الذين يعانون من أمراض تنفسية، لاختناقات و أزمات تنفّس، ما جعل المصالح المختصة تحوّلهم إلى مستشفى بني ورثيلان، قصد مساعدتهم بواسطة أجهزة التنفس، مع استمرار قطع التيار الكهربائي و الغاز، كتدبير احترازي لتفادي تسجيل حوادث التكهرب أو الانفجار، إضافة إلى تسجيل سقوط بعض الأعمدة التي طالتها ألسنة اللهب.
نشير في الأخير، إلى تداول سكان و أهالي المنطقة الشمالية، بطولة شبان و من بينهم أعوان للحماية المدنية، خاطروا بأنفسهم من أجل إنقاذ أم و أطفالها، كانوا داخل منزل ببني جماتي في بلدية بني شبانة، تعرضت للإغماء بسبب كثافة الدخان و قاموا بنقلهم إلى مكان آمن.
ر.ت