قضت محكمة الجنح بعنابة في جلسة مثول فوري، أمس، بتسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا، في حق معتد على عامل يومي، كان متجها إلى مكان عمله بدائرة البوني صباحا، تعرض لإصابة بليغة على مستوى الوجهة، بضربة آلة حادة من نوع « كيتور»، أسفرت عن شطر خده الأيسر إلى غاية فمه، دخل على إثرها إلى غرفة العمليات، كما سببت له تشوها في الوجه و تعطل إحدى وظائف الفم، نتيجة لقطع الشريان المسؤول على حركة الشفتين، حيث استغرقت العملية الجراحية 7 ساعات متتالية.
تعود وقائع القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة، إلى الأسبوع الماضي، عندما كان الضحية (ع.د 45 سنة) متوجها من مقر سكناه بحي الجسر الأبيض إلى دائرة البوني للالتحاق بعمله، ليفاجئه المتهم قبل وصوله إلى موقف الحافلات، مصطحبا كلبا مدربا، حيث اقترب منه و طلب إخراج النقود التي في جيبه، تحت التهديد باستخدام « كيتور» و الكلب.
و صرح الضحية أمام قاضي محكمة الجنح، بأنه كان في جيبه سوى 50 دينارا فقط لدفع تذكرة الركوب من عنابة إلى البوني على متن الحافلة و عند إبلاغ المعتدي بأنه لا يملك سوى قطعة نقدية بـ 50 دينارا، تهجم عليه و أرهبه لإخراج مبلغ أكبر من جيبه، غير أنه واجهه بالحقيقية، حيث رفض الاقتناع و راح يحاصره بالكلب من جهة و التلويح له بالأداة الحادة، ليخادعه و يصيبه على مستوى الوجه، ما سبب له إصابة بليغة على مستوى خده الأيسر، ما أحدث له شرخا عميقا إلى غاية فمه و تركه غارق في بركة من الدماء، ثم فر إلى وجهة مجهولة، ليسارع الضحية لطلب المساعدة من المواطنين، حيث تم نقله إلى الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد، حول مباشرة إلى قاعة العمليات و تم خياطة وجهه، كما وجد الأطباء صعوبة في إلصاق الشريان المسؤول إلى وضيفة الشفتين، استمرت العملية 7 ساعات لوقف النزيف.
هذا و بعد خروجه من قاعة العمليات، حضرت الشرطة و تم تقديم شكوى ضد الفاعل، بناء على الأوصاف، مما مكن من توقيف المشتبه فيه.
من جهته المتهم أنكر التهم الموجهة إليه، مصرحا بأنه ليس الفاعل، غير أن قاضي المحكمة التمس وجود قرائن حول واقعة الاعتداء و لخطورة الوقائع و إلحاق أضرار بالضحية و التسبب له في عاهة مستديمة، عاقبته المحكمة بخمس سنوات حبسا نافذا. حسين دريدح