تحولت مقبرة بئر اسطل ببلدية الحروش بولاية سكيكدة في الأشهر الأخيرة، إلى مرعى للأغنام ومكان مفضل لتعاطي الخمور في ظاهرة أثارت استياء المواطنين لما لها من تأثير على حرمة الموتى، بعدما حوّلت والفضلات التي تتركها الحيوانات وقارورات الخمر، المكان إلى أشبه بمفرغة فوضوية، مطالبين من السلطات المحلية الاسراع في إحاطة المرفق بجدار.
و لاحظنا في زيارة للمقبرة أن الكثير من الرعاة بالمنطقة يتخذونها مرعى لأغناهم لا سيما في الفترة المسائية، دون الاكتراث بحرمة الموتى حيث تنتشر قطعان من الأغنام في كامل المساحة، في غياب مداومة يومية لحارس المكان.
و لعل ما زاد في انتشار هذه الظاهرة هو وجود مداخل من الجهة العلوية وكذا الخلفية، ما ساعد الموالين على التسلل عبرها وإدخال قطيع الأغنام ليصول ويجول بين القبور، ما ألحق ضررا كبيرا بها، حيث لاحظنا أن الكثير من الشواهد قد تحطمت وتحولت من موضعها بينما وجدنا فضلات الحيوانات فوق القبور وتنبعث منها روائح كريهة تشعر الزائر وكأنه وسط قمامة.
و وجدنا بالمكان قارورات الخمر منتشرة هنا وهناك، حيث قيل لنا بأن منحرفين يتسللون في المساء والليل خفية عن سكان المنطقة لتعاطي الكحول والمخدرات وسط المقبرة غير مبالين بحرمة الموتى.
وأعربت مجموعة من المواطنين عن استيائها من حالة الاهمال التي طالت المكان، فرغم حملات التنظيف التي تنظم من طرف الجمعيات، إلا أن الوضع سرعان ما يعود لسابقه، بينما طالب آخرون مصالح الدرك بتوقيف المنحرفين الذين يتخذون المقبرة مكانا لتعاطي الخمر.
نائب رئيس بلدية بئر اسطل، جمال بوالطين، أكد بأن البلدية في العهدة السابقة قامت بخطوة من أجل إتمام بناء الجدار بالأجزاء المفتوحة، لكن السكان اعترضوا على الأشغال، مضيفا أن مصالحه ليس لها حاليا الامكانيات لبناء جدار إحاطة، مشيرا إلى أن هذه المقبرة تعرف تشبعا حيث تم اختيار أرضية لتكون مقبرة جديدة تتربع على ثماني هكتارات بنفس المنطقة، إذ تكلف عملية تهيئتها حسب دراسة تقنية أنجزتها البلدية أزيد من 6 مليار سنتيم، يؤكد «المير».
كمال واسطة